مبروك لكل اسرة تلقت خبر نجاح ابناؤها وبناتها في امتحانات الشهادة الثانوية للعام ٢٠٢٢ / ٢٠٢٣م وبكل ربوع وقرى وحلال بلاد العلم والنور والتي دفنت وسط ترابها أجسادا يانعة كانت تتطلع للمستقبل بالنبوغ وفك حروف الهجاء امتثالا لقول رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسلم " أقرأ " فاتحة كتابنا الكريم وقول الشاعر " العلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والكرم " .
نتائج الشهادة التي أعلنت صباح الخميس الفاتح من شهر أبريل ٢٠٢٥م ذات مذاق مختلف تماما لتجرع الاسر اقصي المرارات وأنواع المجاهدات الحياتية لذلك فالنجاح يحسب انجاز حقيقي بل أنموذج متفرد لتحدي الصعاب العصية أن يستطيع تلاميذ وتلميذات ان يجلسوا في مقاعد الدرس وأصوات البنادق تلعلع .. الدانات تتدفق وانفجارات تلتهب نيرانا وتدمر بفجور وحقد الموسسات العلمية والطبية وصغيرات يغتصبن وشيب وشباب تنتزع رجولتهن .. ونزوح بالأرجل والمناكب لا تستر النازحات وأطفالهن من اشعة الشمس الحارقة غير ارادة البقاء بتحدي الصعاب .. الممتحنين كانوا يجلسون بكراسي الدرس في ظل انعدام للدواء وبما يسد الرمق فما بال القلم والكراسة … خلال حرب صنفت الحرب كأكبر كارثة إنسانية وهناك بمعسكرات اللجوء بزمزم وبدول الجوار الغير مهيأة أصلا للاعاشة ..
قبل سنوات تلاميذ وتلميذات يركبنا بمركب بدائي لم يصمد وهو يصارع الامواج العاتية فابتلعتهم المياه المزمجرة خلال رحلة طلب العلم ..
الجهلة اللذين اشعلوا هذه النيران في عظم البلاد قد لا يستوعبوا أن الشعوب التي سجلت اسمها في سجلات النجاح .. لن تموت واللذين سجلوا أسماءهم في سجلات التفوق رغم عثرات الطريق وظلامات الدروب رموز وضاءة . مبروك لكل من جلس بكراسي الدرس تحت شجرة ظليلة او بنور لمبة بدائية وهم يدلفون للجامعات لتحدي الصعاب وصنع المختلف في عالم الابتكارات والتكنولوجيا وليس فقط فك حروف الهجاء .مبروك للطالبة إسراء اولى الشهادة ولشمس الحافظ عبدالله التي قطعت ٢٠٠٠ كيلو متر من دولة تشاد لمدينة الدامر للجلوس لامتحانات الشهادة وحصدت نسبة نجاح ٧. ٩٤ … وهناك ٣٠ ألف جلسوا للامتحانات من دول الجوار كنازحين … وباذن الله الغد أخضر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة