كانت النسوة يقلن قديماً "شن الحنينة الفي البطينة"، وهذا لعمري ما ينطبق على الحنية التي داهمت جيش الشمال بقيادة البرهان وهو يرفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية مستخدماً المساليت كاداة سياسية، وهو نفسه البرهان الذي كان يوزع السلاح بأمر البشير بين قبائل دارفور لتبيد بعضها البعض، حتى تم اتهام الجيش بقيادة البشير وخمسين آخرين بارتكاب جرائم حرب في دارفور. ونحن نقول للبرهان: (كمل جميلك) وسلم البشير وأحمد هرون وبقية المتهمين بارتكاب تطهير عرقي وإبادات جماعية وجرائم حرب للمحكمة الجنائية الدولية من أهلك أبناء الشمال وأولهم البشير وإلا "فشن الحنينة الفي البطينة". نعم العدالة لا يمكن أن تتجزأ وتكون "انتقائية" بل يجب أن تكون كالموت لا تستثني أحداً وأولهم البرهان، الذي ظل جيشه يغتال المدنيين العزل ويرتكب جرائم تطهير عرقي ضد الدينكا والنوير والشلك وغيرهم في جنوب السودان منذ عام ١٩٥٦، ويقتل المدنيين بدم بارد في النيل الأزرق وجنوب كردفان وجبال النوبة ودارفور. العدالة لا تتجزأ.. ولا يمكن أن تكون "إنتقائية" إذا سرق الهامش أقاموا عليه الحد وإذا سرق الشمالي تركوه. هناك مئات قتلوا عندما قام جيش البرهان بفض الاعتصام عبر قتل المدنيين العزل، ومحاولات الجيش المستميتة لتلبيس التهمة على رقبة الدعم السريع، وفشله في ذلك، لأن البرهان كان وجيشه مسيطران على كامل منطقة القيادة، وقد وضحنا ذلك في قناة طيبة الفضائية قبل ثلاث سنوات تقريباً. وتنبأنا في ذات اللقاء بأن ما يحاول البرهان فعله هو تحرش بالدعم وله ما بعده. أسوأ شيء ليس موقف البرهان، فالبرهان خائن ومعروف بالخيانة فهو الناجي الوحيد من انقلاب رمضان الذي أعدم فيه زملاؤه المتآمرون وهذا يوضح لنا كيف نجا من الإعدام. لكن المخزي فعلاً هو موقف الشماليين، الذين لم يكترثوا يوماً لمقتل الملايين على يد جيشهم في الجنوب والشرق والغرب، وعندما مسهم طرف السوط بدأوا في استخدام مأساة المساليت لتحقيق أغراض سياسية. لا يهتم الشماليون إذا قتل الملايين ما دام لم يكونوا هم أو اهلهم القتلى، بل ربما يفرحون وهم ينشؤون المليشيات لتقاتل كبديل عنهم وتقتل المدنيين الأبرياء، ولم يتجرأ شمالي واحد منذ الاستقلال بإدانة جيشه وهو يراه يقوم بقتل المدنيين، بل على العكس، كانوا ينشؤون الصحف العنصرية المقيتة التي تدعوا لمزيد من القتل والعنصرية، والإعلام الذي يميز بين الناس حتى شاعت بين الشماليين جملة "ديل ما بشبهونا". وكانما هم بلغوا جمال السوريين أو ذكاء المصريين أو علوم العراقيين أو رقي وتحضر اللبنانيين.. بل على العكس تماماً فالشماليون دوناً عن سائر الأفارقة لم يمتلكوا سحنات جميلة، ولا تحضراً ولا حتى تمسكاً بأي قيم اخلاقية، فأكثر الفاسدين فيهم هم من ينتمون لتنظيم الإخوان المسلمين، فلا تجد الإسلامي إسلامي ولا الشيوعي شيوعي، بل هم كومة من الخنازير التي تأكل من كل سباطة عفنة حتى تتخم من أكل الفضلات، بلا وازع أخلاقي ولا ديني، فكأنهم كالأنعام أو اضل سبيلاً. ألا تراهم لا يسمعون إلا ما تهوى أنفسهم، وأنهم إذا كالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، ألا تراهم يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، ألا تراهم لا يتناهون عن أكل السحت ومال الفقراء واليتامى والمساكين، ألا تراهم في كل لهو يجتمعون، ورموزهم القونات والمطربون، ألا تراهم لا يحبون الناصحين ولا يحبون المتطهرين، ألا ترى أنهم في كل وادٍ يهيمون ويقولون ما لا يفعلون، ألا تراهم إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا تراهم إذا مسهم الخير منوعين وإذا مسهم الشر جزوعين، ألا تراهم كيف يحسبون كل صيحة عليهم، فهم حينئذ كالحمر المستنفرة التي فرت من قسورة، ألا تراهم لا يرعوون بل كالكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث، فما بال هؤلاء القوم لا يرجعون، فكأنهم كالأصنام والحجارة وإن من الحجارة ما يهبط من خشية الله ولكنهم قوم لا يعقلون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست