الدعوة التي قدمها الرئيس السيسي لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان لم يأتي فيها ذكر واضح لوقف الحرب و بالرغم من ذلك تعلقت قلوب جموع النازحين و اللاجئين بأن يجعل الله في هذه الخطوة فاتحة خير في سبيل وقفها و إحلال السلام خصوصا في ظل إنعدام المبادرات الوطنية.
منذ اندلاع الحرب و التي مضى عليها عامان و نيِّف ظل المواطن السوداني البسيط الذي لا ناقة له و لا جمل في دهاليز السياسة يعاني و يتوق إلى سماع خبر إنتهاء هذه الحرب اللعينة. و للأسف، وكما ذكر محلل سياسي، فان الحرب اذا اندلعت لا يستطيع احد ان يتنبا بنهايتها. هذه الحرب ازهقت الأرواح و نهبت الممتلكات و دمرت البُنى التحتية و هجرت المواطن المسكين إلى اراضي لم يسمع بها من ذي قبل. صار المواطن السوداني لاجئ و نازح يأكل من مطابخ التكايا و مما يقدمه ديوان الزكاة و منظمات العمل الانساني وما يجود به رجال البر و الإحسان. فأصبح كل حلمه ان يستقيظ صباح يوم و يسمع ان الحرب قد انتهت و تحقق السلام في كافة ارجاء السودان. يومها سطير فرحاً و لا يسأل عن الكيفية التي اتى بها السلام طالما تحقق مبتغاه. وقف الحرب في جميع أنحاء السودان هو امنية النازح الاولى أن ياتي السلام سواءً على فوهة البندقية "بل-بس" او عن طريق مفاوضات منصفة. المحصلة في الحالين واحدة لدى المواطن البسيط طالما رعت هذه المفاوضات وجهات وطنية حريصة على مصلحة الوطن و المواطن و سلامة السودان ووحدة اراضيه. ما يهم المواطن البسيط في الوقت الراهن هو اسكات أصوات البنادق ووقف الحرب و استتباب الأمن و ان يعم السلام ربوع البلاد. إلا أن وقف القتال وحده لا يؤمن عودة الحياة إلى طبيعتها ما لم يستصحبه جمع لكل السلاح و ايداعه مخازن قوات الشعب المسلحة المعروفة بالجيش و تسريح افراد المليشيات و الحركات المسلحة و كل حاملي السلاح خارج مظلة الجيش. هذا ما يمهد الطريق لعملية التعافي و التعايش السلمي بين مكونات المجتمع المدني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة