العصابة المجرمة التي تسببت في المأساة التي يواجهها شعبنا، جراء الحرب اللعينة التي أشعلت فتيلها في فجر يوم 15 أبريل 2023، بهدف الحيلولة دون توقيع الاتفاق الإطاري، الذي سمّوه "مقطوع الطاري"، خوفًا من أن يحقق الشعب حلمه في التحول المدني الديمقراطي وبناء دولة القانون والمؤسسات، التي تضع حدًا للفوضى والعبث والدمار الذي إستشرى في ربوع الوطن منذ انقلاب الجبهة القومية الإسلامية على النظام الديمقراطي عام 1989.هذه العصابة المجرمة لا تزال تواصل مكرها ودهاءها، حيث أطلقت في بدايات الحرب إشاعة مفادها أن قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، قد قُتل، ونسجت حول مقتله سيناريوهات مكتملة الأركان، حدّدت نوع الإصابة التي تعرض لها، والطائرة التي نقل فيها، والمكان الذي دفن فيه، بهدف قتل القضية في نفوس أشاوس قوات الدعم السريع والأغلبية المهمشة، لأن القائد شكل نموذجا مشرفا للقيادة الصادقة، والتفاني، والتواضع، والإخلاص، مما جعل كل ضحايا الظلم يلتفون حوله. لذا ركز الكيزان على هذه الرمزية المهمة، التي يسعون إلى تشويهها وتخريبها. والآن، بعد أن تكشفت لهم حقيقة جهلهم وغبائهم، لجأوا إلى سيناريو جديد، يهدف إلى جعل بورتسودان، بوابة شرقنا الحبيب، مسرحا لتشويه صورة قائد ثورة المهمشين، الفريق محمد حمدان دقلو، خاصة في أذهان أهلنا في شرق السودان، الذين تعرضوا لأفظع أنواع الظلم والتهميش، من عصابة إجرامية اعتادت نهب موارد أهل الهامش العريض، ومص عرق الفقراء والكادحين على امتداد جغرافيا الوطن، ومصادرة أحلامهم وتطلعاتهم في الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. هذه المسرحية الهزلية كشفت مدى الانحطاط الذي وصل إليه هؤلاء القتلة الأشرار، الذين أضحوا كال أشباح مترنحة على أطلال وطن دمروه من أجل الحفاظ على ما سرقوه من مال حرام طوال سنوات حكم الاستبداد والفساد والظلم. ما يجري في شرق السودان ليس إلا تمثيلية بائسة، لتزييف إرادة شعبنا الأبي في الشرق، الذي سينال حظه في سودان المستقبل، من السلطة والثروة والتنمية، لا منّة من أحد، وإنما حق مشروع، ودين مستحق.المناضلون المخلصون أخذوا على عاتقهم تحقيق هذا الحلم، لكل أقاليم السودان، بعد توقيعهم مطلع هذا العام على الميثاق السياسي في نيروبي، عاصمة الشقيقة كينيا، لتأسيس سودان جديد، مدني، ديمقراطي، فدرالي، علماني، لا يظلم فيه أحد. لذلك نقول، مهما فعلت قوى الردة والظلام، فإن قناديل الحرية لن تُطفأ، وصوت الحق لن يُخمد.الشعب السوداني، بشموخه وجسارته، لن يركع أو ينحني، أمام أشباه الرجال، بعد ثورة ديسمبر المجيدة التي ستظل منارة تضيء ظلام ليلنا الطويل. ستبقى قناديل ثورة التحرير والتأسيس حية في العقول والضمائر، تتجدد معانيها في ذاكرة الشعب، الذي كفر بحكم الإستبداد والفساد والظلم، الذي هو سبب أوجاعنا الكبرى وأحزاننا المتجددة منذ الإستقلال وحتى الآن. لذا، نقول للقتلة الأشرار، كفى ظلماً ونفاقاً وتزييفاً لإرادة شعبنا الجسور البطل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة