بعد فشل جميع مؤامراتها ضد الشعب السوداني، لم يبق أمام الحركة الظلامية التي تسمي نفسها زورا وبهتانا بالإسلامية إلا خيار الإنتحار، الذي دشنته في صباح 15 أبريل 2023 حين أطلقت الطلقة الأولى ضد قوات الدعم السريع التي أعلنت إنحيازها لخيار الشعب في التحول المدني الديمقراطي. الحركة الظلامية لجأت إلى الحرب، عسى أن تحافظ على المال الحرام الذي سرقته من الفقراء والكادحين والمهمشين، بعد إنقلابها العسكري على النظام الديمقراطي في 1989م. أول فعل إجرامي قامت به هو تصفية 28 ضابطا من قادة الجيش، الذي كان يُعرف باسم "قوات الشعب المسلحة" قبل أن تغيّر العصابة المجرمة اسمه إلى "القوات المسلحة" فقط، بدون كلمة "الشعب"، مما يوضح أن الجيش قد تم اختطافه منذ إنقلابها المشؤوم على حكومة الراحل الصادق المهدي عام 1989م. وكان من أبرز ضحاياها الفريق أول طيار خالد الزين، قائد تحرك الجيش في 28 رمضان عام 1990م، إلى جانب 27 ضابطا آخرين، وفاءاً للعهد الذي إلتزمته قيادة الجيش بعد إنتفاضة مارس أبريل 1985م. ميثاق الدفاع عن الديمقراطية، الذي وُقّعت عليه كل القوى السياسية وممثلين للجيش، كان هدفه الأساسي حماية الخيار الديمقراطي الذي إرتضاه الشعب لبناء دولة مدنية، تقوم على تداول سلمي للسلطة وتوزيع عادل للثروة. لكن، الحركة الظلامية، التي كانت تسمى وقتها الجبهة القومية الإسلامية، رفضت التوقيع على الميثاق، لأنها كانت تعد العدة للإنقلاب على الديمقراطية كما فعل مجرم الحرب البرهان مع حكومة الثورة بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك.وبعد فشل الإنقلاب، أشعل نيران الحرب اللعينة، بالتنسيق التام مع قيادة الحركة الظلامية التي يبدو أنها إستنفدت كل ما في جعبتها من دسائس ومؤامرات، نتيجة وعي الشعب السوداني الذي تجسد في رفضه القاطع لمشروعها الظلامي، الذي لا يدعمه إلا القتلة واللصوص وتجار الحروب، الذين يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية على جماجم وأشلاء السودانيين والسودانيات. هذه الحركة، التي تدعي الدفاع عن الجيش، هي التي دمرته عبر تصفية قياداته، التي كانت دائما مع تقف مع تطلعات الشعب نحو الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. الظلم أعمى قلوب قادة هذه الحركة، فبدلاً من أن يعتذروا عن جرائمهم، ويعملوا على تصحيح مسارهم، إختاروا خيار الإنتحار بدلاً من الحياة، والحرب بدلاً من السلام، لفرض الظلم والفساد على البلاد، وهو ما يثبت أن خيار الحرب اللعينة كان إنتحاراً ليس لتنظيمهم في السودان فحسب، بل في كل المنطقة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة