كل الحروب في الغالب الاعم تنتهي عبر المفوضات لماذا لا نختصر الطريق خصوصا بعد التقدم الكبير الذي احرزه الجيش واستطاع ان يخرج مليشيا الدعم السريع من اعيان ومنازل وبيوت المواطنين قوة واقتدار وماوجده من دعم ومساندة كبيرة من اكثر المواطنين الذي يقفون في صف الجيش دعما ومساندة ومشاركة، ويظل المواطن هو الحلقة الاضعف في هذه الحرب وظل يتحمل الكثير ومازالت المعاناة مستمرة فمن اجل هذا المواطن وهذا الوطن لابد ان تنتهي هذه الحرب اما بسحق المليشيا تماما وبسط كامل سيطرة الجيش علي كل شبر من تراب الوطن، واما الاسراع الان للجلوس للمفواضات واليوم موقف الجيش هو الاقوي لانه هو المسيطر في الميدان، كنا نأمل ان تنتهي هذه الحرب بفرض السيطرة الكاملة للجيش من اجل عودة الامن والاستقرار وهاهو لقد بدأ شهر ابريل الذي اندلعت فيه هذه الحرب منذ ثلاث سنوات وكنا نأمل ونتوق الي اشراقات واخبار تحمل لنا بشريات السلام والامن ولكن الحرب مازالت مشتعلة ولقد آلمنا هذا التحول نحو ضرب مصادر الطاقة والكهرباء في شمال البلاد التي كانت ملاذا آمن لكثير من اهل السودان بمختلف قبائلهم وسحناتهم من الذين شردتهم الحرب فمن المحزن أن تستمر الحرب في وطننا السودان للعام الرابع، وقد خلفت وراءها دماراً هائلاً، ومعاناة إنسانية لا توصف الشعب السوداني يستحق السلام، والاستقرار، والعيش الكريم بعيداً عن أصوات البنادق والمدافع والقنابل والانقسامات لابد من السعي نحو إنهاء الحرب وهذا بكل تاكيد يتطلب إرادة سياسية حقيقية من جميع الأطراف ، ودعماً صادقاً من المجتمع الدولي، إضافة إلى حوار وطني جامع يعيد للسودان وحدته ويضعه على طريق التعافي، الحروب لاتجلب سوي الفقر والدمار والخراب والتاريخ علمنا ان كل الحروب، مهما اشتد أوارها، تنتهي على طاولات المفاوضات، فلماذا لا نختصر الطريق؟ الحرب في السودان تخطت العام الثالث من عمرها وهاهي تدخل عامها الرابع، وهي ماذالت تشتد وتحرق الأخضر واليابس، بينما جذور الأزمة السياسية لا تُحلّ بالسلاح ابدا وكل الحروب تفشل في وضع الحلول وجنوب السودان خير شاهد وقبل ان استدل بحرب جنوب السودان ابدا باعطاء امثلة حيث ان تاريخ العالم شاهد علي ما اسوقه من امثله فلنبدا بالحرب الأهلية في لبنان استمرت حوالي خمسة عشر عاماً، وانتهت باتفاق الطائف عام 1989، والحرب في جنوب أفريقيا بين نظام الفصل العنصري وحركات التحرر، انتهت بالحوار ووصل مانديلا إلى الحكم بعد صراع طويل حتى أطول الحروب، كحرب فيتنام، لم تنتهِ إلا باتفاق باريس عام 1973، وكذلك تفاق السلام في كولومبيا بين الحكومة وجماعة فارك، أنهى أكثر من 50 عاماً من الحرب، إذا كانت هذه الحروب الطويلة والمعقدة انتهت بالمفاوضات، فكيف لا تنتهي حرب السودان كذلك؟كفى موتاً، كفى تهجيراً، كفى دماراً اما آن للسودانيين أن يستعيدوا وطنهم عبر السلام، لا عبر فوهات البنادق والقتال الذي لايكاد يصمت الا ويلعلع صوت السلاح وذلك منذ ان نال السودان استغلاله كم من جيل عاش ومات في ظل الحروب ولم ينعم بالسلام والاستقرار والسودان يسع الجميع وموارده تكفي اهله وتفيض بالخير علي جيرانه والاخرين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة