تمسك مافيا الدولة العميقة بخيار الحرب ليس قراراً عشوائياً، بل هو قرار استراتيجي بالنسبة لهذه القوى التي بنت مخططاتها الشريرة على حساب المصلحة الوطنية العليا. هذه القوى الطفيلية شكلت حصان طروادة لبعض الدول في المحيط الإقليمي والدولي التي لا تريد رؤية سودان مستقر ومزدهر سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعلمياً. لذلك، وجدت في مافيا الدولة العميقة أداة مناسبة لإعاقة تطور السودان، فدعمت كل الانقلابات العسكرية منذ أول انقلاب عسكري يطيح بحكومة منتخبة من قبل الشعب السوداني بعد الاستقلال. وهكذا ظلت تقف على الدوام ضد إرادة الشعب السوداني؛ فعلت ذلك مع انقلاب إبراهيم عبود، وانقلاب نظام جعفر نميري، وانقلاب عمر البشير، وانقلاب البرهان. لو حسبنا سنوات حكم العسكر للسودان، نجد أنها هي الأطول والأكثر كلفة في الأرواح والأموال والوقت. الحرب اللعينة حوافزها الأساسية كانت وما زالت هي منع السودان من الخروج من نفق الاستبداد والفساد والظلم. بهذا الفهم، يصبح البرهان وداعموه الانتهازيون مجرد أدوات لتدمير السودان، كونهم الجهة التي تآمرت على حكومة الثورة بقيادة الدكتور عبدالله حمدوك، وأشعلوا نار الحرب اللعينة، ورفضوا وقفها. الأمر الذي يجعل المرء العاقل يتساءل: لماذا الحرب؟ ولماذا الإصرار على استمرارها؟ الإجابة على هذين السؤالين حتماً ستجعل الصورة تبدو أكثر وضوحاً في ذهن القارئ، وبالتالي تجعله يدرك أن هناك جهات إقليمية ودولية لها مصلحة في التحكم في إرادة الشعب السوداني عبر دعمها للانقلابات العسكرية، وإن فشلت في تحقيق أجنداتها عبر الانقلابات العسكرية فلا مانع لديها من دعم خيار إشعال نار الحرب واستمرارها في بلد يعتبر من أغنى دول المنطقة بالموارد الطبيعية والخيرات والثروات. بالمناسبة، البرهان لا يعادي حميدتي وحده كونه نفض يده منه وأعلن تأييده لخيار التحول المدني الديمقراطي، بل هو يعادي الدكتور عبدالله حمدوك، الرجل صاحب الخبرة المستخلصة من سنوات طويلة في أروقة الأمم المتحدة، الرجل نزيه اليد وعفيف اللسان، وعميق الفهم المرتكز على رؤية علمية طموحة لبناء سودان عملاق سياسيا وإقتصاديا وثقافيا. إذن، لماذا تعادي مافيا السلطة والثروة والسلاح حميدتي وحمدوك؟ الإجابة بكل بساطة واضحة، لأنها قوى إنتهازية طفيلية، مصالحها مرتبطة بقوى خارجية لا تريد للسودان الخير، من هنا يأتي إصرار مجرم البرهان وداعميه الأقزام على مواصلة الحرب اللعينة رغم كلفتها الباهظة! في تقديري، إن الوعي الذي تشكل من رحم المعاناة سيكون وقود الثورة الذي لا ينضب ضد دولة الظلم، حتى هزيمة قوى الردة والظلام، التي تشكل عقبة كأداء أمام بناء سودان جديد أساسه العدل والحرية والمعرفة والانفتاح على العالم الخارجي بعقلية مستقلة وحديثة تواكب روح العصر وتضع السودان في موقعه الذي يليق به في خارطة العالم الحديث.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست