: الشخصيات الرئيسية (دمى كاريكاتورية): الجنرال "صولجان الدماء": ديكتاتور مهووس بالسلطة، يرتدي زيًا مرصعًا بالدماء المجففة ويخطب بعبارات رنانة فارغة المضمون. يؤمن بأن "الدولة هي أنا، وما عداي فوضى خلاقة قابلة للإبادة." الزعيم "قبيلة المليشيا": منافسه الأزلي، متعصب قبليًا، يرى أن "الخلاص لا يأتي إلا من نقاء الدم ونيران الانتقام." يظهر دائمًا محاطًا بمريدين يهتفون بشعارات قبلية. "المنظمات الإنسانية العالمية المتحدة (م.إ.ع.م.م.)": مجموعة من الموظفين البيروقراطيين الذين يتحدثون بلغة إنجليزية ركيكة ويقدمون مساعدات منتهية الصلاحية وينظمون ورش عمل حول "أهمية الحوار في مناطق النزاع" بينما القذائف تتساقط في الخارج. شعارهم السري: "الاجتماعات أولاً، ثم ربما... المساعدة؟" المواطن "المدهش": سوداني بسيط يحاول عبثًا أن يعيش حياته وسط الفوضى. ينتقل من دور اللاجئ إلى النازح إلى المتفرج الساخر، ويحمل معه دائمًا إبريق شاي مكسور وأملًا باهتًا في غد أفضل. "صدى الرصاصة": شخصية صامتة تظهر فجأة في المشاهد الأكثر دموية، لتذكر الجميع بعبثية العنف. قد تكون روحًا ضائعة أو مجرد تجسيد للدمار. المشهد الأول: البروفا الأخيرة قبل الكارثة تدور الأحداث في قصر رئاسي فخم يتداعى. الجنرال "صولجان الدماء" يلقي خطابًا أمام مرآة ضخمة، يتدرب على تعابير الوجه التي سيستخدمها عند إعلان "النصر الوشيك". في الخلفية، يتشاجر مساعدوه حول أنواع الكعك التي ستقدم في الاحتفال. يدخل الزعيم "قبيلة المليشيا" فجأة، محاطًا بحراسه المسلحين. تبدأ مبارزة كلامية ساخرة حول "من هو الممثل الأكثر شرعية على مسرح السودان". يتبادلان الاتهامات بالخيانة والعمالة، بينما يرتشفان الشاي في فناجين ذهبية مسروقة. المشهد الثاني: الكوميديا السوداء للمساعدات الإنسانية يُقام مؤتمر صحفي لـ "م.إ.ع.م.م." في خيمة فاخرة وسط مخيم للاجئين. يتحدث المتحدث الرسمي عن "الجهود الجبارة" التي تبذلها المنظمة، بينما يحاول اللاجئون اليائسون الحصول على قطرة ماء. يتم توزيع صناديق تحمل علامات دول مانحة مختلفة، لكنها تحتوي على أحذية فردية وكتب مدرسية بلغات غير مفهومة. يظهر المواطن "المدهش" وهو يحاول مقايضة بطانية ممزقة بكيس من الدقيق منتهي الصلاحية. يسخر من "الكوميديا الإلهية" للمساعدات، قائلاً: "إنهم يعطوننا ساعات يد بلا عقارب، وكأنهم يقولون لنا: لا يهم الوقت، المهم أنكم تتذكرون أن هناك من يهتم بكم... نظريًا." المشهد الثالث: رقصة الموت على أنغام الرصاص تتحول شوارع مدينة مدمرة إلى ساحة للقتال. الجنود والميليشيات يتبادلون النيران بشكل عشوائي، بينما يحاول المدنيون الاختباء. يظهر "صدى الرصاصة" ليذكر الجميع بصوت الانفجارات والضحايا. في مشهد عبثي، يحاول مجموعة من الفنانين تقديم عرض مسرحي ارتجالي عن "أهمية الوحدة الوطنية" أمام جنود متعبين وغير مكترثين. يتم مقاطعتهم بنيران الرشاشات، ويتحول العرض إلى فوضى عارمة. المشهد الرابع: الستار يسدل على لا شيء يجلس الجنرال "صولجان الدماء" والزعيم "قبيلة المليشيا" على كراسي متداعية وسط الخراب. لقد فقدا كل شيء إلا كراهيتهما المتبادلة. يتجادلان حول من يتحمل مسؤولية "هذا العمل الفني الفاشل". يدخل المواطن "المدهش" يحمل إبريق الشاي المكسور. يقدم لهما الشاي المر، قائلاً: "هذا ما تبقى من مسرحكم العظيم. مرارة الخسارة وعبثية كل ما حدث." تنتهي المسرحية بصمت مطبق، بينما "صدى الرصاصة" يتردد في الفضاء. لا يوجد بطل، لا يوجد منتصر، فقط دمار شامل وسؤال معلق: هل ستستمر هذه "الأوبرا" إلى الأبد؟ الفكرة الرئيسية: استخدام الكوميديا السوداء لتسليط الضوء على المأساة الإنسانية في السودان، وكشف عبثية الحرب والصراع على السلطة، وفشل التدخلات الخارجية السطحية. الهدف ليس الضحك على الضحايا، بل الضحك المرير على الحماقة والجنون الذي يؤدي إلى هذا الدمار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة