مقدمة: في السنوات الأخيرة، شهد السودان تحولات سياسية واجتماعية كبيرة، كان للإعلام دورٌ بارز فيها. لقد أصبح الإعلام، سواءً التقليدي أو الرقمي، وسيلة فعالة للتعبير عن الآراء ونقل المعلومات. تبرز منصات السوشيال ميديا مثل "إكس" (تويتر سابقًا)، "تيك توك"، و"فيس بوك" كأدوات رئيسية في تشكيل الرأي العام السوداني. في هذا المقال، سنستعرض كيف أثرت هذه المنصات على المشهد الإعلامي في السودان ودورها في تعزيز أو تقويض القضايا الاجتماعية والسياسية.
الإعلام المجتمعي ودوره في السودان: الإعلام المجتمعي في السودان يعكس صوت الشارع ويعبر عن قضايا المواطنين بشكل مباشر. بعد الثورة السودانية في 2019، شهدت البلاد طفرة في استخدام وسائل الإعلام المجتمعي كمنصة لنشر الأخبار وتبادل الآراء. أصبح المواطنون قادرين على مشاركة تجاربهم وآرائهم حول الأحداث الجارية، مما ساهم في خلق وعي جماهيري أكبر.
منصات السوشيال ميديا وتأثيرها:
1. منصة إكس (تويتر): تعد منصة إكس من أبرز المنصات التي استخدمها السودانيون للتعبير عن آرائهم ومشاركة المعلومات. خلال فترات الاحتجاجات، كانت هذه المنصة بمثابة ساحة للنقاشات السياسية، حيث تم تداول الأخبار العاجلة والمعلومات الحقيقية حول الأحداث. كما ساهمت في تنظيم الفعاليات والمظاهرات.
2. تيك توك: على الرغم من أن تيك توك يُعرف بشكل أساسي بمحتواه الترفيهي، إلا أنه أصبح أيضًا منصة فعالة لنشر الرسائل الاجتماعية والسياسية. استخدم الشباب السودانيون تيك توك لتوثيق تجاربهم اليومية والتعبير عن آرائهم حول القضايا المهمة، مما أضاف بعدًا جديدًا للإعلام المجتمعي.
3. فيس بوك: يعتبر فيس بوك من المنصات الأكثر استخدامًا في السودان، حيث يجمع بين الأخبار والمعلومات الشخصية والنقاشات العامة. تم استخدامه كمصدر رئيسي للأخبار، لكنه أيضًا شهد انتشار المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة، مما يتطلب من المستخدمين التحلي بالوعي والقدرة على التحقق من المعلومات.
صناعة المحتوى وتأثيرها: أصبح صناع المحتوى جزءًا لا يتجزأ من المشهد الإعلامي السوداني. هؤلاء الأفراد يستخدمون منصاتهم لنشر محتوى يعكس قضايا المجتمع، مثل حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية، والفساد. ومع ذلك، يواجه صناع المحتوى تحديات كبيرة تتعلق بالرقابة والتهديدات الأمنية، مما يؤثر على قدرتهم على التعبير بحرية.
التحديات والفرص: رغم الفوائد الكبيرة للإعلام المجتمعي والسوشيال ميديا، تواجه السودان تحديات تتمثل في انتشار المعلومات المضللة والرقابة الحكومية. لذلك، من الضروري تعزيز الوعي الإعلامي بين المستخدمين وتعليمهم كيفية التحقق من المعلومات ومواجهة الأخبار الكاذبة.
خاتمة: إن تأثير الإعلام في السودان يتجاوز مجرد نقل الأخبار؛ فهو يشكل جزءًا أساسيًا من النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان. مع استمرار استخدام منصات السوشيال ميديا، يجب أن نكون واعين لدورها في تشكيل الرأي العام وتعزيز القضايا الاجتماعية والسياسية. من خلال تعزيز المسؤولية والشفافية في هذا المجال، يمكن للإعلام أن يسهم بشكل إيجابي في بناء مجتمع سوداني أكثر وعيًا وتماسكًا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ادم ابكر عيسي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست