ظلت جرائم جيش الشمال ضد الجنوبيين يتم إخفاؤها عن العالم.ولم يكن هناك في ذلك الزمان واتساب ولا فيس ولا انترنت، ولذلك لم يعلم بهذه الجرائم أحد، فمنذ ١٩٥٦ كان جيش الشمال يمارس تطهيراً عرقياً واسع النطاق على قبائل جنوب السودان وكانت جرائم الجرائم من اغتصاب جماعي وحرق أكواخ ومواشي وقتل النساء والأطفال ترتكب على أولئك البشر المساكين من قبائل الجنوب التي ظلت غارقة في البدائية والتهميش لأكثر من خمسين عاماً، ثم تم منح غطاء شرعي لاهوتي لجرائم الحرب التي كان يرتكبها جيش الشمال بحجة أن الجنوبيين كفار، ونظراً لأن جيش الشمال فشل في تحقيق أي انتصارات حاسمة على الشعب الجنوبي قام بصناعة مليشيات المجاهدين واسماهم الدفاع الشعبي والدبابين، والذين رغم تسخير كل الإعلام وخزينة الدولة لدعم هذه المليشيات الارهابية إلا أنها انتهت بانتصار نضال شعب الجنوب الغلبان واسترد أرضه من جيش الشمال. ما حدث تم تكراره في جبال النوبة والنيل الأزرق وجنوب كردفان واقترفت جرائم حرب يندى لها الجبين، قتل مئات الآلاف من الأطفال والعجائز والنساء من أبناء الهامش في تلك المناطق، وحين انتفض شعب دارفور، قام جيش الشمال بصناعةمليشيات مجاهدين جديدة تمثلت في الدبابين وقام بخلق صراع قبلي ليقوم أهل دارفور بتصفية بعضهم البعض، ولكن الجيش استمر في عمليات التطهير العرقي، ولكن في عهد الانترنت والفيس وغير ذلك من وسائل الاتصال العولمية، فانتفض المجتمع الدولي واتهم قائد جيش الشمال نفسه باقتراف جرائم حرب وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضد قائد جيش الشمال، فغضب أهل الشمال وتجمعوا في مظاهرات حاشدة في الميادين وهم ينددون باتهام ابناء الشمال في الجيش باقتراف جرائم حرب ضد المدنيين في دارفور. وعندما أصبح التطهير العرقي وجرائم الحرب صعبة بسبب مراقبة المجتمع الدولي قام جيش الشمال بخلق قوات الدعم السريع بالنيابة عن الجيش، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فحميدتي أدرك ما يحاك له من مؤامرات، وانحاز للهامش. فانقلب السحر على الساحر. اليوم يريد جيش الشمال من المجتمع الدولي أن يعتبر الدعم السريع مرتكباً لجرائم حرب لمجرد أن الحرب اقتربت من الشماليين، وهددت مصالحهم التاريخية، وهو اتهام مؤسس على مجرد أحاديث وحكايات لا تدعمها إلا أوهامهم، رغم أن حميدتي لو ترك لأبناء الهامش الحرية وهم ضحايا جيش الشمال لانتقموا من الشماليين أشر انتقام فيكون الجزاء من جنس العمل. ولكن حميدتي حتى الآن يحاول السيطرة على مشاعر الغضب التي تنتاب الهامش من عمليات المليشيات الارهابية التابعة للجيش من كتائب البراء وكتائب الظل وغيرهم وقصف جيش الشمال للمدنيين بالأسلحة المحرمة دولياً. ظل جيش الشمال -وباتهام وشهادة المجتمع الدولي كله- يصدر الارهابيين للعالم حتى وُضع السودان كله في لائحة الدول الداعمة للارهاب. وظل الجيش يمارس عمليات التطهير العرقي والفتن منذ الاستقلال حتى اليوم، كان عبود أول من أعلن بأنه يريد حرق كل الجنوبيين، وهتف الشماليون وهم يتحسرون على أن عبود لم يحرق الجنوبيين. وسخر الشماليون صحفهم العنصرية لتمارس تبشيعاً بكل قبائل السودان، حتى أن إحد صحفيي الشمال تم قطع رأسه بسبب تعرضه لأعراض القبائل التي لم تمسه لا هو ولا أهله يوماً بسوء. لكنها العنصرية المقيتة والحقد المجنون، وهو حقد مجنون لأنه غير مبرر. نعم.. يريد الشيطان اليوم أن يتم اتهام الدعم السريع باقتراف جرائم حرب عبر مسرحيات جيش الشمال المكررة والهزيلة وسيئة السيناريو والحوار والانتاج والاخراج. وهم يعتقدون أن العالم أعمى ولا يعرف تاريخ جيش الشمال الارهابي العنصري. هؤلاء الحمقى يعيدون تكرار أنفسهم، فقد كان الصادق المهدي أول من وصف الجنوبيين بالارهابيين، فأين الصادق وأبناءه اليوم وأين الجنوبيين.لقد انتصر الجنوبيون ومات الصادق وهرب اولاده إلى الخارج. ما يجب أن يفهمه أبناء الشمال بأنه من المستحيل أن يعود الوضع في السودان إلى ما كان عليه في السابق بغض النظر عن نتائج هذه الحرب، فالسودان اليوم في مخاض عسير لدولة جديدة سينعم فيها كل الشعب بجيش قومي قوامه قوات الدعم السريع التي كشفت عن هشاشة جيش الشمال عندما يواجه بجنود ليس لديهم إمكانيات الجيوش الحقيقية كالجيش المصري والجزائري وغيره. وحين يدرك أبناء الشمال ذلك حينها فقط سيكونوا قد حقنوا دماءهم ودماء أهلهم من مستقبل مظلم تسيل فيه الدماء حتى الركب.. مستقبل لم يبدأ بعد... صدقوني.. لم يبدأ بعد..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة