قال البوصيري : قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ وينكر الفم طعم الماء من سقمٍ والرمد والسقم في حالة مستشاري حميدتي له معني نفسي ومعنوي . فقد ظلوا ينكرون بلا استحياء الهزائم المتلاحقة للدعم السريع بما يثير السخرية منهم على وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام الذي لا يمكن ان يصدقهم ويكذب الواقع . وهذا التضليل الذي يمارسه هؤلاء يأتي نتيجة لوقوعهم تحت ضغوطات من كبارهم الذين يمدونهم بالمال وأسباب العيش . فهم لا يقولون ما يفترون نتيجة قناعة منهم ، ولكنهم يجاهدون في سبيل ارضاء القيادة ومحاولة تبرير فاشلة لما يحدث على الأرض من هزائم علم بها راعي الضأن في الخلاء . فعندهم الهزيمة تعني الانسحاب التكتيكي والهروب يعني اعادة التموضع ويخوضون في هذا الوهم وهم يعلمون أنهم كاذبون وأن لا أحد يصدقهم . يقول أحمد الضى ( العنصري ) أن قوات الدعم السريع عليها بالانسحاب من الخرطوم تمهيدا لما سيقوله لاحقا بأنهم فعلا انسحبوا منها لأن القائد وجه بذلك ، بينما يقول مستشار آخر أن المواقع التي انسحب منها الدعامة ليست مهمة وهو تبرير غريب يخالف كون أن هذه القوات ضحت بكل هذا الكم من جنودهم وقوادهم لأجل مناطق ليست مهمة مثل مدني وسنجة والخرطوم وسائر الجزيرة . أما الربيع وما أدراك ما الربيع الكوز المنقلب على تنظيمه ، فقد المنطق تماما وأصبح يهذي بما يوحي بأنه ربما أضحى في رعب من فقدان مصدر رزقه . الرعب والخوف من فقدان مصدر رزقهم جعلهم في حالة يرثى لها بل أضحوا اضحوكة الدنيا بما يسوقونه من هطل وكذب ويستحقون فعلا الرثاء فأين سيجدون هذه البحبوحة من العيش اذا انكسر الدعم السريع . أما الدكتور مادبو فغالبا ما يحتمي بالتفلسف والدوران حول مصطلحه المفضل ( دولة 56 ) والهامش وقضايا الهامش مزينا كلامه بمفرادات انجليزية ليوحي للسامع انه من كبار المثقفين وان درجة الدكتوراه تمهد له الطريق للقبول عند الرجرجة والدهماء من اشاوس الدعم السريع فتميزه عنهم باعتباره مفكرا وقائدا فيحاول التملص من الدعم السريع وهو يلبس لباسمهم ويستبدل الكدكول بربطة عنق . مادبو حالة من حالات الدعامة افرزتها الحرب ، فهو واحد من انتاج دولة 56 بامتياز وهو واسرته من رحم دولة 56 وجده اول من زاره مجلس وزراء الاستقلال بقيادة عرابها اسماعيل الازهري عليه رحمة الله ، وهو الذي درس وتعلم على اكتاف اهله ، ولم يعش معاناتهم لا هو ولا اسرته الكبيرة والصغيرة . ويمكن وصفه باختصار بانه الابن العاق لدولة 56 . الغريب ان من ينتقدون دولة 56 ويتبنون قضايا الهامش كلهم تقريبا من رحم هذه الدولة واهلهم كانوا ركائزها ودعاماتها ، ولكنهم ما تبنوا هذه القضايا قناعة ولكنها الوسيلة الوحيدة ليتسلقوا ليصلوا للسلطة . فهل يستطيع د. مادبو ان يخبرنا اين اهله واين اولاده ؟ واين هو نفسه ؟ ولماذا يدفع باولاد المهمشين للمحرقة بينما هو وبقية القيادات بمن فيهم حميدتي واخوه عبد الرحيم واسرهم بعيدون عن ان تلحقهم نيران الحرب . الان وقد فشلت كل دعاويهم وتعرت كل شعاراتهم لم يبق لهم الا التمترس خلف اخر حصن لهم وهو القبلية ، عبد الرحيم دقلو ومن خلفه بطانة السوء لم يجد غير الشمال لينفث فيه حقده ، دون ان يدرك الخسارة التي ستلحق اهله ودياره جراء اللعب بالنار . توعد الشمال بالغزو وانطلقت ابواق المستشارين تمدح توجهه وتزين له الباطل . وهو يعلم ان انسان الشمال مثله مثل بفية السودان مهمش ومهمل وليس ذنبه انه لا يؤمن بالحرب وسيلة للتمرد ولا لحمل السلاح طريقا لنيل حقوقه ، لأنه يحاول عبر ابنائه في الخارج بناء ما يمكنه من العيش على وجه الارض . ولكن المهزوم دوما عبد الرحيم يرى ان هذا الانسان الكادح البسيط يجب ان ينال حظه من التدمير والتشرد اسوة بانسان الجزيرة والخرطوم ارضاء لنزعته الشيطانية وارواء لعطشه من دماء الابرياء . وليس في ذلك أدنى مكسب للدعم السريع لا سياسي ولا عسكري . فماذا فعل الدعم السريع في كل المدن التي دخلها ؟ هرب منها سكانها ومن بقى منهم طالته يد الذل والقهر والموت والسرقة ، ولن يجد اهل الشمال في الدعم السريع غير ما لقى الاخرون من مصير . ولكن الامر الان اختلف ، فلن يكون الشمال لقمة سهلة للدعامة ، فقد استيقظ القوم واعدوا للباغي عدتهم ، فليس الامر كما كان عندما غدر الدعامة بالناس وهم غافلون . مغامرة عبد الرحيم دقلوا ستكون النهاية التي يحاول بها الهروب من واقعه المهزوم دون ان يجد من بين كل جيشه من المستشارين من ينصحه بالتسليم بالامر الواقع وان يحقن بقية دماء هؤلاء الشباب ويسرحهم ليلحقوا باهلهم ويعلن بكل شجاعة انتهاء مشروع الحلم الذي عاش فيه وصدقه . يقول الله تعالى : كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زاهد زيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست