الملاحظ في هذه الحرب أن خطوات الدعم السريع وكل معركة له وكل تحركاته محسوبة بدقة، الهجوم، الدفاع، الإنسحاب، إعادة الانتشار، إعادة التموضع، استخدام أنواع محددة من الأسلحة، الأهداف، المواقع الاستراتيجية..الخ. في حين يبدو جيش الفلول من الجانب الآخر فوضوي ويعتمد على الحظ وعلى قوات خارج منظومته. رغم الهتافية والصراخ الإعلامي لكن من الواضح أن تكتيكات الدعم السريع تشبه إلى حد كبير تكتيكات الجيش الروسي في حرب أوكرانيا، وبعيدة كل البعد عن تكتيكات الجيش الأمريكي المباشرة. الدعم السريع في الواقع يستخدم مناهج مختلفة ومتنوعة وتسبق الجيش بمئات الخطوات، واستطاع منذ أول يوم أن يلغي كل تصورات وخيالات الجيش وأنصاره، فمنذ أول يوم استطاع أن يعتقل أكثر من ألف ومائتي ضابط برتب عالية وصلت رتبة فريق، وحاصر القيادة والبرهان، فهرب الأخير عبر مجازفة أخيرة (عوامة في النيل) فالمضطر يركب الصعاب، وبعد أن كان الجيش يشيع أنه سيهزم الدعم في أربع ساعات اصبحنا نسمع عن صمود (الجيش) في وجه (مليشيات) الدعم وهذه سخرية ما بعدها سخرية. الكلية الحربية التي ظلوا يتغنون بها (طلعت كلية) تنجيد مراتب فقط، وسمعتها أكبر من حقيقتها، رغم أن سمعتها لم تأتِ من حقائق على الأرض، فطوال الحروب الداخلية التي خاضها جنود الجيش ظل هذا الأخير ينهزم من الحركات والمليشيات وانتهى الامر باستعانته بمليشيات متنوعة منها الدبابين والدفاع الشعبي وكتائب الظل وكتائب البرائين..الخ ومع ذلك انهزم في كل حروبه الداخلية لينتهي الأمر بانفصال الجنوب ومناطق محررة. ولم يتجرأ الجيش على خوض حروب ضد جيوش حقيقية لدول أخرى، ونتيجة للفساد أصبح انهيار الجيش مرئياً للكافة، واثبت الدعم السريع أن الجيش (نمر من ورق) وها هو يحتفي كلما انسحب الدعم أو أعاد تموضعه أو أعاد انتشاره، وصرخ انصار الجيش بالبكاء والمكاء والتصدية، وهم يحاولون استجلاب مناصرين لهم من الحركات التي كانوا يحاربونها بالأمس دون جدوى. نعم، على أنصار البرهان ألا يكذبوا على أنفسهم، فانهيار الجيش أصبح معلوماً بل وأثار سخرية كل أجهزة الإعلام العالمية وهو يبدو كالمرأة التي تحاول تسديد لكمات لزوجها ولكن بلا تأثير حقيقي. الدعم يتحرك بثبات ويعلم ما يفعل، وتكتيكاته غير متوقعة منذ أول يوم وحتى هذه اللحظة. حتى انه يبدو جيشاً احترافياً من أعلى مستوى في التدريب والتخطيط والتنظيم والتنفيذ وسرعة الحركة (كر وفر) (هجوم وانسحاب) (انتشار وتقلص). في حين أن الجيش تائه كمن يتخبطه الشيطان من المس، رغم أنه سخر ملايين الدولارات للدعم الإعلامي، وانشاء مئات الصفحات على الفيس وتويتر (x) وتيك توك..الخ... الجيش الآن يتحول لظاهرة صوتية، وهي فوق هذا تعتمد على الشائعات، في المقابل فرغم ضعف إعلام الدعم السريع لكنه أكثر مصداقية من الجيش. لو أن أنصار الجيش تخلوا عن عاطفتهم وراجعوا كل المشهد لأدركوا ان الدعم يبدو كجيش في حين أن الجيش يبدو كمليشيا وليس العكس. إن الدعم يتعامل مع الحرب بجدية أما البرهان فيبدو ساخراً حتى من نفسه وربما كان سبب ذلك اليأس أو..... الخيانة.
04-02-2025, 03:05 PM
Ahmed Eltigani Sidahmed Ahmed Eltigani Sidahmed
تاريخ التسجيل: 02-01-2024
مجموع المشاركات: 81
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أمل الكردفاني
Ahmed Eltigani Sidahmed
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست