يأتي مغرب يوم العيد محمّلًا بمشاعر متناقضة، فهو لحظة تجمع بين فرحة انتهاء شهر الصيام وقدوم يوم الجائزة، وبين حزن وداع رمضان، ذاك الضيف العزيز الذي غمر القلوب بالسكينة والروحانية، مع غروب الشمس في هذا اليوم، يشعر الكثيرون بشيء من الفراغ، والتغيرات الكبيرة التي تحدث وذلك التلهف لصماع صوت اذان المغرب ايذانا بتناول الطعام والشراب، نفتقد ذلك الضجيج والتحلق حول سفرة الطعام ونفتقد ذلك الشعور بالفرحة الغامرة في اتمام يوم من ايام رمضان والشعور بالرضي والفرح والطمع في القبول من الله عزوجل وكذلك نفتقد تلك اللحظات التي بالله والارفع مرفوعة والالسن تضرع الي الله بالدعاء في مغرب العيد يشعر الكثيرين منا وكأن أيام رمضان مرت سريعًا، تاركة أثرها في النفوس فبعد ليالٍ مليئة بالقيام والذكر والدعاء، يعود الناس إلى روتينهم اليومي، لكن بقلوب تملؤها الذكرى والحنين لأيام عاشوا فيها قربًا خاصًا من الله، ورغم فرحة العيد، إلا أن الدموع قد تسبق الابتسامات عند استشعار رحيل رمضان، ذاك الشهر الذي اعتدنا فيه على التغيير والتقرب إلى الله بعبادات مختلفة يبقى الأمل حاضرًا في أن يكون ما بعد رمضان امتدادًا لما عشنا فيه من طاعات، وأن يكون العيد بداية جديدة لمواصلة الخير وليست محطة توقف وهكذا، يظل مغرب يوم العيد لحظة مميزة، تحمل في طياتها مزيجًا من المشاعر، تذكّرنا بأن الفرح والحزن قد يلتقيان أحيانًا، وأن ما يجعل رمضان مميزًا ليس فقط طقوسه، بل الأثر الذي يتركه في القلوب، ونامل ان يعود رمضان المقبل ويكون السلام قد ساد ارضنا ووطنا وان نكون تعلمنا من رمضان دروس تظل تصحبنا في باقي حياتنا فمغرب يوم العيد يوم مختلف يشوبه فرح غامر وحزن غائر.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة