لقد خلق الإستبداد والإقصاء الممنهج الذي مارسه نظام الإنقاذ المجرم نفوسا مريضة تشبعت بالعنصرية والحقد والكراهية والازدراء والاحتقار للآخر. لقد كرّس الإستبداد نفسية مريضة لدى فئة طفيلية إنتهازية إستأثرت بحكم السودان وثرواته، مما خلق شعورا بالتعالي على بقية مكونات الشعب السوداني. وقد تجلى ذلك في الإنتهاكات التي يتعرض لها أبناء كردفان ودارفور بعد إنسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم، مما يثير القلق. إن ما يحدث من إنتهاكات وجرائم هو أمر مرفوض ومُدان أخلاقيا وقانونيا. لا يمكن للعقل أن يتقبل فكرة أن يتحول المجرم إلى قاضي، مما يعكس انحطاطا أخلاقيا غير مسبوق. هذه الجرائم التي ترتكب بدم بارد من قبل العنصريين في الخرطوم أدت إلى قتل وحرق وتصفية المواطنين الأبرياء على أسس عنصرية بغيضة. لم تدمر الحرب مكتسبات الثورة فحسب، بل دمرت أيضا المشتركات الوطنية، وهو ما كانت تسعى إليه قوى الردة والظلام. إن التصفيات العرقية ليست مجرد إعتداءات على الأفراد، بل هي إعتداء على الهوية الوطنية، مما يؤكد عمالة مجرم الحرب البرهان وداعميه الأقزام. السودان اليوم في مفترق طرق: إما أن يصبح دولة مدنية ديمقراطية فدرالية تفتح الباب لمشاركة عادلة لكل أقاليم السودان في السلطة والثروة والتنمية، أو أن يكون مصيره "علي وعلى أعدائي". لا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست