صرخات خلف الأسوار: مأساة اللاجئين السودانيين في ليبيا ..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 05:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-28-2025, 10:46 PM

عثمان الوجيه
<aعثمان الوجيه
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 223

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
صرخات خلف الأسوار: مأساة اللاجئين السودانيين في ليبيا ..!!؟؟ كتبه د. عثمان الوجيه

    10:46 PM March, 28 2025

    سودانيز اون لاين
    عثمان الوجيه-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر




    في أتون حرب ضروس مزقت أوصال السودان، فرّ أكثر من مائتي ألف نفس بشرية إلى الجارة الليبية، باحثين عن ملاذ آمن يطفئ لهيب الخوف في قلوبهم، لكن القدر خبأ لهم في هذه الأرض الموعودة فصولًا أخرى من المعاناة والانتهاك، ففي ليبيا، التي تعاني هي الأخرى من صراعات داخلية وتفتت في السلطة، وجد هؤلاء اللاجئون واللاجئات أنفسهم في مهب الريح، عرضة لانتهاكات جسيمة لحقوقهم الأساسية، تحذر الأمم المتحدة بمرارة من أن تقاعس المجتمع الدولي عن تقديم العون اللازم لهم سيدفعهم دفعًا نحو مخاطرة عبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا، في رحلة محفوفة بالموت والخطر، دقّت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ناقوس الخطر، مستعرضة الكلفة البشرية المروعة للحرب السودانية التي اندلعت شرارتها في الخامس عشر من أبريل عام ألفين وثلاثة وعشرين، فمنذ ذلك اليوم المشؤوم، نزح أكثر من عشرة ملايين إنسان داخل السودان وخارجه، وتمكن قرابة مليوني شخص من الوصول إلى الدول المجاورة، إلا أن حال السودانيين في ليبيا يبدو هو الأكثر قتامة بين جميع دول الجوار، يحدوهم أمل ضعيف في إكمال رحلتهم نحو أوروبا أو تونس، علّهم يجدون هناك الأمن والأمان الذي فقدوه في وطنهم، وتشير تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الصادرة في يناير من عام ألفين وخمسة وعشرين إلى وجود حوالي مائتين وعشرة آلاف لاجئ سوداني في ليبيا، غالبيتهم وصلوا إليها دون أي وثائق تثبت هويتهم، ليصبح وجودهم بذلك غير قانوني بموجب القوانين الليبية، يصف محامٍ من جنوب ليبيا الوضع المأساوي قائلاً: "لهذا السبب، يُقبض على اللاجئين واللاجئات من السودان فور وصولهم، ثم يُنقلون إلى مراكز الاحتجاز أو أقسام الشرطة، حيث نضطر نحن، كمحامين، للتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه"، وتؤكد إحصائيات المفوضية السامية لعام ألفين وأربعة وعشرين أن منطقة الكُفرة وحدها في جنوب شرق ليبيا تستقبل ما بين أربعمائة وخمسمائة طلب لجوء يوميًا، يتحدث هذا المحامي، وهو عضو في الشبكة الليبية لمناهضة التعذيب، بحذر شديد خشية العقاب، فالقوانين الليبية تجرّم مساعدة اللاجئين من قبل المحامين والمنظمات غير الحكومية، وفي نوفمبر من العام الماضي، كشف تحقيق أجرته منظمته بالتعاون مع المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب عن انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان يتعرض لها اللاجئون السودانيون في ليبيا، فرغم أن القانون الدولي يكفل الحماية لكل من فر من الحرب، رجالًا ونساءً، يظل هؤلاء في ليبيا فريسة سهلة للاعتقال التعسفي، والاستغلال، والاتجار بالبشر، والتعذيب، وسوء المعاملة، والعنف الجنسي، والتمييز العنصري، ليبيا نفسها لم تتعافَ بعد من وطأة الصراع الداخلي الذي اندلع عام ألفين وأحد عشر وأطاح بمعمر القذافي، ومنذ ذلك الحين، تحولت إلى محطة عبور خطيرة للاجئين والمهاجرين، حيث تتنازع السلطة حكومتان متنافستان وتسيطر جماعات مسلحة عديدة على مناطق مختلفة، مما يخلق بيئة مثالية لانتهاك حقوق الإنسان، وعلى الرغم من أن ليبيا لم تصادق على اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين لعام ألف وتسعمائة وواحد وخمسين، إلا أنها أقرت اتفاقية مماثلة ضمن هيئات الاتحاد الأفريقي، لكن هذا لم يمنع السلطات من احتجاز طالبي اللجوء، في جنوب ليبيا، يعمل ثلة من المحامين والمحاميات بتفانٍ على مساعدة مئات اللاجئين السودانيين المحتجزين سنويًا في مراكز الشرطة، تتعاون منظمتهم مع محامين في أنحاء البلاد، وتحاول جاهدة دفع الغرامات المطلوبة للإفراج عنهم، وقد تنجح في ذلك إذا وافقت مراكز الشرطة على إحالة قضاياهم إلى القضاء، لكن نقل اللاجئين بعد احتجاز تعسفي طويل الأمد يجعل مهمة المحامين أكثر صعوبة، ويظل البعض قابعين خلف القضبان لسنوات دون محاكمة، حتى مع تقديم الشكاوى إلى مكتب النائب العام، فيواجه اللاجئون القادمون إلى جنوب ليبيا تحديات إضافية تتمثل في التشرد، والتعرض للسرقة والاغتصاب، كما يُجبر العديد من الأطفال والشباب على العمل القسري في المزارع، يعرب المحامون عن أسفهم لضعف الوجود الإنساني للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة في تلك المنطقة، ويحذرون من أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، حيث لقي العديد منهم حتفهم جوعًا في خريف العام الماضي، وفي جنوب وشرق ليبيا، الخاضعتين لسيطرة "القوات المسلحة العربية الليبية"، يواجه اللاجئون السودانيون خطر التسليم إلى ميليشيا "الدعم السريع المتمردة" وإعادتهم قسرًا إلى السودان، ويؤكد عبد العزيز محمد، عضو لجنة الشتات السوداني، أن العشرات من الرجال السودانيين قد سُلِّموا بالفعل إلى هذه الميليشيا، ورغم أن ليبيا ليست طرفًا في اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، يعلق هؤلاء اللاجئون آمالهم على أن يوفر لهم التسجيل لدى المفوضية قدرًا من الحماية أو فرصة لإعادة التوطين في بلد ثالث، لكن الواقع مرير، فقليلون جدًا هم من يُعاد توطينهم، فحتى ألمانيا، التي تُعد من أكثر الدول استقبالًا للاجئين من ليبيا، لم تستقبل سوى نحو أربعمائة وخمسين شخصًا فقط، لكن أعدادًا كبيرة من اللاجئين لا تتوقف عند ليبيا، بل تواصل رحلتها المحفوفة بالمخاطر نحو أوروبا، فوفقًا للمفوضية السامية، وصل حوالي ستة آلاف لاجئ سوداني إلى إيطاليا عبر تونس وليبيا بين بداية عام ألفين وثلاثة وعشرين وأبريل من عام ألفين وأربعة وعشرين، أي نحو ستة أضعاف العدد في العام السابق، والكثير من هؤلاء الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط تعترضهم قوات خفر السواحل الليبية وتعيدهم قسرًا إلى ليبيا، حيث ينتظرهم مصير مجهول من الاحتجاز وسوء المعاملة، وقد حذر فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مرارًا وتكرارًا من أن اللاجئين السودانيين سيواصلون التوجه إلى أوروبا إذا لم يحصلوا على دعم كافٍ من الدول الغنية، وفي مقابلة أجريت مع المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب والشبكة الليبية لمناهضة التعذيب، أعرب معظم اللاجئين السودانيين عن رغبتهم في الاستقرار في بلد آمن، لكن الاتحاد الأوروبي، في المقابل، دعم خفر السواحل الليبي بملايين اليوروهات لمنع تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا، يصف أحد العاملين مع الشبكة الليبية لمناهضة التعذيب في شمال غرب ليبيا المخاطر التي يواجهها من يتم اعتراضهم وإعادتهم قسرًا إلى ليبيا، حيث قد يغرق البعض أو يُصابون أثناء العملية، ثم يُنقل الناجون إلى أماكن احتجاز مختلفة يتعرضون فيها لسوء المعاملة، وقد أكدت شهادات جمعها ناشطو الشبكة الليبية وبعثة لتقصي الحقائق تابعة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف هذه الروايات، بل أفادت التحقيقات بوجود أدلة على تعاون خفر السواحل مع شبكات تهريب البشر، فطالبت مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة مرارًا بإنهاء عمليات إعادة اللاجئين إلى ليبيا بعد اعتراض قواربهم، نظرًا لاحتمالية تعرضهم للاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة، وقد خلص تقرير للبعثة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا إلى وجود أسباب معقولة للاعتقاد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق اللاجئين والمهاجرين في مراكز احتجاز خاضعة لسيطرة السلطات الليبية، بما في ذلك تلك التي يديرها خفر السواحل، وتعمل الشبكة الليبية لمناهضة التعذيب على توثيق هذه الانتهاكات الجسيمة وإبلاغها إلى منظمات دولية، ويقول أحد أعضائها إن هذه هي الوسيلة الوحيدة لممارسة الضغط على الحكومة، مشيرًا إلى أنهم تمكنوا بالفعل من إغلاق ثلاثة مراكز احتجاز، ويضيف بحزن أن كرامة اللاجئين والمهاجرين تُنتهك حتى بعد وفاتهم، حيث تُجرف جثث الغرقى إلى الشواطئ الليبية وتُدفن في مقابر خاصة دون تحديد هوياتهم، أما من يحاولون العبور إلى أوروبا برًا، فيُوقفهم حرس الحدود قبل إعادتهم إلى ليبيا واحتجازهم في مركز العسّة القريب من الحدود، حيث يُحتجز ما يقدر بنحو سبعمائة شخص في أي وقت، وتفيد المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب بأنه عند اكتظاظ المخيم، يُنقل الفائض إلى أماكن احتجاز أخرى دون تسجيل بياناتهم الشخصية، ليختفي الكثيرون أو يموتون أو يتعرضون للتعذيب في مرافق أخرى، وفي أوائل فبراير الماضي، اكتُشفت مقبرتان جماعيتان في الصحراء الليبية، وعُثر على تسع عشرة جثة في منطقة إجخرة، ويُرجّح وجود سبعين جثة أخرى في مقبرة ثانية في صحراء الكفرة، ولا تزال ملابسات وفاتهم وجنسياتهم مجهولة، وجاء هذا الاكتشاف عقب مداهمة للشرطة أُنقذ خلالها مئات اللاجئين والمهاجرين من أيدي شبكات تهريب البشر، وفي مارس من العام الماضي، عُثر على خمس وستين جثة في مقبرة جماعية أخرى قرب الحدود التونسية، وتواصل مفوضية اللاجئين الدعوة إلى توفير فرص جديدة تمكن اللاجئين والمهاجرين من إعادة بناء حياتهم، وتقديم المساعدات الإنسانية وضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية في ليبيا وعلى امتداد طرق الهجرة، حيث تستغل الشبكات الإجرامية الفئات المستضعفة عبر احتجاز أفرادها للمطالبة بالفدية واستغلالهم، فالسؤال الأول: ما هو السبب الرئيسي للجوء أكثر من 200 ألف سوداني إلى ليبيا؟ ج: الحرب المستعرة في السودان، السؤال الثاني: ما هي أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون السودانيون في ليبيا؟ ج: الاعتقال التعسفي، والاستغلال، والاتجار بالبشر، والتعذيب، وسوء المعاملة، والعنف الجنسي، والتمييز العنصري، السؤال الثالث: لماذا يعتبر وجود اللاجئين السودانيين في ليبيا غير قانوني في الغالب؟ ج: لأن غالبيتهم يصلون دون أي وثائق لإثبات الهوية، السؤال الرابع: ما هي التحديات الإضافية التي يواجهها اللاجئون السودانيون في جنوب ليبيا؟ ج: التشرد، والتعرض للسرقة والاغتصاب، والعمل القسري للأطفال والشباب، السؤال الخامس: ما هو الخطر الذي يواجهه اللاجئون السودانيون في المناطق الخاضعة لسيطرة "القوات المسلحة العربية الليبية"؟ ج: خطر التسليم إلى ميليشيا "الدعم السريع المتمردة" السودانية والإعادة قسرًا إلى السودان، السؤال السادس: ما هو الدور الذي يلعبه خفر السواحل الليبي في قضية اللاجئين؟ وما هي الانتقادات الموجهة إليه؟ ج: يعترض خفر السواحل الليبي قوارب اللاجئين والمهاجرين في البحر الأبيض المتوسط ويعيدهم قسرًا إلى ليبيا، وتوجه إليه انتقادات بسبب سوء معاملة اللاجئين المحتجزين والتعاون المحتمل مع شبكات تهريب البشر، السؤال السابع: ما هي الجهود التي تبذلها بعض المنظمات لمساعدة اللاجئين السودانيين في ليبيا؟ ج: تقوم منظمات مثل الشبكة الليبية لمناهضة التعذيب بتوثيق الانتهاكات، وتقديم المساعدة القانونية، ومحاولة إطلاق سراح المحتجزين، وإبلاغ المنظمات الدولية بالوضع، السؤال الثامن: ما هي المخاطر التي يواجهها اللاجئون الذين يتم اعتراضهم وإعادتهم إلى ليبيا؟ ج: خطر الغرق أو الإصابة أثناء عملية الاعتراض، والاحتجاز التعسفي، وسوء المعاملة، والتعذيب في مراكز الاحتجاز، السؤال التاسع: ما هي مطالب مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة بشأن اللاجئين في ليبيا؟ ج: يدعوان إلى إنهاء عمليات إعادة اللاجئين إلى ليبيا بعد اعتراض قواربهم، وتوفير الحماية والمساعدة الإنسانية لهم، وإيجاد فرص لإعادة توطينهم في بلدان آمنة، السؤال الأخير: ما الذي تكشفه المقابر الجماعية المكتشفة في ليبيا عن وضع اللاجئين والمهاجرين؟ ج: تكشف عن حجم المأساة والمعاناة التي يتعرض لها اللاجئون والمهاجرون في ليبيا، وعن المخاطر التي تواجههم بما في ذلك الموت والاختفاء.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي:- بالأمس، بينما كنت أتصفح هاتفي في هدوء مسائي، اهتزت نفسي لوقع خبر أرسله إلي صديقي القاطن في العاصمة الهولندية أمستردام، عبر نافذة "سيجنال" الآمنة، كان الخبر بمثابة صاعقة، كشف عن نوايا تلوح في الأفق السوداني الممزق، قرأت بانتباه كيف أفصح عز الدين الصافي، المستشار المقرب لقائد تلك الميليشيا المتمردة التي أطلقوا عليها اسم "الدعم السريع"، عن اتفاق عجيب بين أطراف تحالف أطلقوا عليه اسم "تأسيس"، هذا الاتفاق يقضي بتقديم قائدهم، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ "حميدتي"، ليترأس مجلسًا رئاسيًا لحكومة موازية يزعمون تشكيلها، هذه الحكومة المزعومة تستند في وجودها إلى ميثاق نيروبي، وهو اتفاق تم بين "مليشيا الدعم السريع المتمردة" وقوى عسكرية ومدنية أخرى متحالفة معها، توقع الصافي، بلهجة الواثق، أن يتم الإعلان عن هذه الحكومة الموازية مباشرة بعد انقضاء عيد الفطر، كلماته رنت في ذهني: "المشاورات والتفاهمات على تشكيل حكومة الوحدة والسلام وصلت إلى مراحل متقدمة جدًا، وفي الغالب سيتم إعلان تشكيلها بعد العيد"، لم يكتفِ بذلك، بل أوضح في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، وبقية الأطراف المنضوية تحت لواء "تأسيس"، سيشاركون في هذه الحكومة المنتظرة بمناصب قيادية رفيعة، وأكد، في تحدٍ سافر للواقع، أن التطورات الأخيرة في الوضع العسكري الميداني لن تؤثر قيد أنملة على خططهم لإعلان هذه الحكومة الموازية، بل زاد الأمر سوءًا، إذ زعم أن هذه التطورات "زادت التصميم على تشكيل تلك الحكومة لإنهاء سطوة الحكومة التي يقودها الجيش، على مؤسسات الدولة"، ونفيٌ آخر صدر عنه، يتعلق بوجود صراعات على تقاسم مقاعد هذه الحكومة الموازية، قال ببرود: "التركيز لا ينصب على توزيع الحصص بل نعمل وفقًا لمبدأ التوافق والمشاركة والكفاءة، لكن بالضرورة مع وضع أحجام القوى المختلفة في الاعتبار"، ثم أشار إلى توافق قادة القوى العسكرية المتحالفة على أن المهمة الأولى لهذه الحكومة الجديدة ستكون حماية المدنيين، وأن هذه القوى ستمثل "نواة الجيش الوطني الجديد، الذي سيتم تشكيله من الفصائل المسلحة كافة"، وأعلن عن اتفاق على تشكيل "مركز قيادي عسكري موّحد، يتضمن مجلسًا للأمن والدفاع وهيئات عسكرية أخرى، يكون قادة الفصائل العسكرية أعضاء في الهيئات العليا، بما يكفل مشاركتها في كل العمليات العسكرية لحماية المدنيين"، تذكرت حينها كيف تشكل هذا التحالف المسمى "تأسيس" في نيروبي قبل شهرين تقريبًا، جمع بين "مليشيا الدعم السريع المتمردة" وحركات مسلحة وأحزاب سياسية وقوى مدنية، من بينها "الحركة الشعبية لتحرير السودان" و"الجبهة الثورية" وأجنحة من حزبي "الأمة" و"الاتحادي الديمقراطي"، وقد وقعوا على ميثاق سياسي تضمّن دستورًا انتقاليًا أقر للمرة الأولى بأن يكون السودان "دولة علمانية ديمقراطية فيدرالية"، فعاد المستشار ليؤكد نفي وجود صراعات على المقاعد، مكررًا نفس العبارات عن التوافق والمشاركة والكفاءة مع مراعاة أحجام القوى، وأعاد التأكيد على مهمة حماية المدنيين وتشكيل "نواة الجيش الوطني الجديد" و"مركز قيادي عسكري موّحد"، وبتوقف بصري عند نهاية الخبر الذي أضيفه لصديقي تذكيرًا بالواقع المرير: السودان يخوض حربًا ضروسًا منذ منتصف أبريل من العام الماضي، حربًا مستمرة بين الجيش السوداني وتلك الميليشيا المتمردة، حربًا شردت الملايين وقتلت الآلاف ودمرت الأخضر واليابس، هنا، لم أستطع كبح جماح تساؤلاتي المرة التي تدور في خلدي، فأي حكومة موازية هذه التي تسعى الميليشيا المتمردة وحلفاؤها في الخارج لتشكيلها؟ أليسوا هم الذين لفظهم الشعب السوداني في الداخل؟ ألم يروا بأعينهم حملة التطهير التي يشنها هذه الأيام الجيش السوداني لدحرهم من العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، مكبدًا إياهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، حتى اضطرت فلولهم للفرار إلى المدن البعيدة وبعض دول الجوار ليقيموا حكومتهم المزعومة؟ أما كفى هذه المتاجرة باسم الشعب السوداني المكلوم؟ أما آن لهم أن يدركوا أن الشعب الذي اكتوى بنيران تمردهم لن يقبل بهم وبأوهامهم؟ What kind of parallel government is this rebel militia and its allies abroad seeking to form؟ Aren't they the ones rejected by the Sudanese people at home؟ Have they not seen with their own eyes the purge campaign being waged by the Sudanese army these days to drive them out of the capital, Khartoum, and other cities, inflicting heavy losses in equipment and lives, until their remnants were forced to flee to distant cities and some neighboring countries to establish their so-called government؟ Hasn't this exploitation of the name of the afflicted Sudanese people been enough؟ Isn't it time for them to realize that the people who suffered from the fires of their rebellion will not accept them and their delusions؟ وعلى قول جدتي:- "دقي يا مزيكا !!".
    خروج:- "صدى الحرب في النفوس: جراح لا تندمل !!" ففي أرض السودان، حيث الشمس تسطع بحرارة الصحراء، ونسائم النيل تروي الضفاف، حلّت كارثة عظيمة، حرب ضروس أكملت عامها الثاني، تاركة خلفها أرضًا قاحلة من الأرواح المحطمة والقلوب الموجوعة، لم تكتفِ هذه الحرب بحصد أرواح تقارب المائة والخمسين ألفًا، بل زرعت بذورًا خبيثة من الأمراض النفسية التي فتكت بالناجين بصمت أشد فتكًا، لم تكن رصاصات المدافع وقذائف الهاون وحدها هي القاتلة، بل كان التوتر والإحباط واليأس رفقاء دائمين لمن بقي حيًا، يقضمون من أرواحهم قطعة قطعة، وانتشرت "الهستيريا الجماعية" كالنار في الهشيم، تغذيها شائعات أسرع انتشارًا من ألسنة اللهب، تحيل حياة الناس إلى كابوس يقظة، دراسة أمريكية كشفت عن حقيقة مؤلمة: أكثر من ستين بالمائة ممن قضوا شهرًا أو يزيد في مناطق القتال، باتوا أسرى لاضطرابات نفسية متنوعة، من اكتئاب قاتل إلى قلق ينهش الروح، وأرق يسلب النوم، وخوف دائم، وصولًا إلى براثن الإدمان المدمرة، لم يسلم أحد من هذا الوباء النفسي، وإن تفاوتت درجات التحمل من شخص لآخر، إلا أن التأثير كان شاملًا، وطال الجميع، وكان وقع الكارثة أشد وطأة على الإناث والأطفال، تلك النفوس الرقيقة التي لم تحتمل هول المشاهد وفظاعة الأحداث، وطلاب الجامعات، الذين كانوا يحلمون بمستقبل مشرق، وجدوا أنفسهم في خضم جحيم لا يرحم، حيث كشفت دراسة في جامعة الخرطوم عن مستويات مروعة من التوتر والقلق والاكتئاب تسيطر على حياتهم، فلم تتوقف مأساة الحرب عند حدود الواقع الملموس، بل امتدت لتشمل حربًا أخرى، حرب الشائعات التي أطلقتها قوى خبيثة، تستغل أوجاع الناس لتزيد من معاناتهم، فكما أوضح علماء النفس السودانيون، كانت الشائعات المرتبطة بالتهديد هي الأكثر فتكًا، تبث الشك والخوف المستمر في النفوس، وتحيل الحياة إلى سلسلة لا تنتهي من الهواجس، وكما قيل بحق: "عادة تكون الشائعة في حالة الحرب أكثر خطرًا من الطلقة لأنها تتسبب في زرع الخوف وتفقد الشخص ثقته في نفسه"، فوصفت الاستشارية النفسية، مواهب عبدالمنعم كمال الدين، ما يحدث بـ "الهستيريا الجماعية"، حيث يتبنى الناس نفس السلوكيات والأقوال والمشاعر دون وعي حقيقي، ينتقل الخوف والوهم والتهديد بسرعة مذهلة من شخص لآخر، واتهمت قوى الشر باستغلال هذا الوضع المؤلم، بإشعال الحرب وتغذية الشائعات لتحقيق أهداف خبيثة، مقدمة مصالحها الضيقة على أرواح الأبرياء ومعاناتهم، ويروي الناجون قصصًا تقشعر لها الأبدان عن الأهوال التي عايشوها قبل الفرار من مناطق القتال، خاصة العاصمة الخرطوم، التي كانت شرارة الحرب الأولى، فاطمة علي، أم لخمسة أطفال، نجحت في إخراج أسرتها من براثن الموت، لكنها فشلت حتى الآن في انتزاع الخوف والرهاب من قلوب صغارها، طفلها الأصغر، ذو الثماني سنوات، يعاني من سلس البول والانفعال الشديد ونوبات الصراخ الليلي، وابنتها الكبرى، ذات الخمسة عشر عامًا، انزوت في صمت مطبق، لقد شهدوا القصف وأصوات الرصاص المرعبة، ورأوا بأعينهم جثثًا مشوهة ودمارًا هائلًا محا ذكريات طفولتهم الجميلة، وتتفاقم المخاوف من مضاعفات نفسية أشد وطأة تهدد مئات الآلاف من المتضررين، خاصة في ظل النقص الحاد في مؤسسات الصحة النفسية والأطباء المتخصصين، فالسودان، الذي كان يعاني قبل الحرب من قلة عدد الأطباء النفسيين، لم يتبق فيه الآن سوى عشرين طبيبًا نفسيًا فقط، أي طبيب واحد لكل مليونين ونصف المليون شخص، وهو رقم كارثي مقارنة بالمعدل العالمي، كما أن الحرب أدت إلى خروج أكثر من تسعين بالمائة من المؤسسات الصحية عن الخدمة، بما في ذلك مراكز الرعاية النفسية، هناك استبيان كندي كشف أن غالبية الناجين لم يحصلوا على أي دعم نفسي بعد فرارهم، رغم حاجتهم الماسة إليه، وتؤكد الدراسات على أهمية التدخلات النفسية المتخصصة لمساعدة هؤلاء الذين مزقت الحرب أرواحهم، وحسب مفوضية شؤون اللاجئين، فإن غالبية اللاجئين السودانيين تحدثوا عن نجاتهم من انتهاكات مروعة تركت في نفوسهم جروحًا عميقة، فإلى جانب الخسائر المادية والبشرية، تركت الحرب ندوبًا نفسية غائرة بسبب تداخلاتها العرقية والدينية والسياسية، والانتهاكات الوحشية التي صاحبتها، ليؤكد خبراء الصحة النفسية أن فقدان الأحباء بطريقة مروعة، والاضطرار إلى ترك الديار والذكريات، وفقدان العمل والدخل، والخوف من مستقبل مجهول، كلها عوامل تضافرت لتخلق جيلاً يعاني من صدمات نفسية عميقة، جراح قد لا تندمل أبدًا، فالسؤال الأول: ما هي أبرز الآثار النفسية التي خلفتها الحرب في السودان على السكان؟ ج: ارتفاع معدلات الإصابة بالصدمات النفسية، الاكتئاب، القلق، الأرق، الخوف، الإدمان، الهستيريا الجماعية، الاضطرابات السلوكية، السؤال الثاني: كيف ساهمت الشائعات في تفاقم الأزمة النفسية في السودان؟ ج: نشر الشائعات، خاصة تلك المرتبطة بالتهديد، زاد من مستويات الخوف والشك والقلق المستمر لدى السكان، مما أدى إلى تفاقم الصدمات النفسية وفقدان الثقة بالنفس، السؤال الثالث: ما هي الفئات الأكثر تضررًا نفسيًا من الحرب في السودان؟ ولماذا؟ ج: الإناث والأطفال وطلاب الجامعات هم الفئات الأكثر تضررًا، وذلك بسبب هشاشة وضعهم، وتعرضهم المباشر للعنف والمشاهد المروعة، وفقدانهم للأمان والاستقرار، السؤال الرابع: ما هو الوضع الحالي للخدمات الصحية النفسية في السودان بعد عامين من الحرب؟ ج: الوضع كارثي، حيث خرج أكثر من 90% من المؤسسات الصحية عن الخدمة، ولم يتبق سوى عدد قليل جدًا من الأطباء النفسيين لا يتناسب مع حجم الاحتياج الهائل، السؤال الأخير: ما هي أبرز الأسباب التي أدت إلى تفاقم الكلفة النفسية للحرب في السودان؟ ج: ضخامة الخسائر البشرية، الانتهاكات الوحشية، تداخلات الحرب العرقية والدينية والسياسية، فقدان الأقارب والأعزاء بطرق بشعة، الاضطرار لترك الديار والذكريات، فقدان العمل والدخل، والخوف من المستقبل.. #أوقفواـالحرب ولن أزيد،، والسلام ختام.
    @Drosmanelwajeeh - [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de