العقل الرعوي في الميزان (2-2) كتبه إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2025, 10:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-25-2025, 02:17 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 799

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العقل الرعوي في الميزان (2-2) كتبه إسماعيل عبد الله

    02:17 PM March, 25 2025

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر




    الصبيان الذين تجاوزت أعمارهم العاشرة في البيئة الرعوية يعاملون كما الرجال، فتوكل إليهم مهام تنوء بحملها ظهور من هم في سنهم من أبناء الحضر، ومن المسؤوليات التي لا تخطر على بال الذين يجهلون تحديات البادية، أن من هو في العاشرة يستأمن على سلامة شقيقاته وخالاته وعماته الجائلات بين الفرقان، تجده يضرب بعصاه على الأرض ويمتشق سلاحه الأبيض ويتقدمهن في ثبات، إلى أن يوصلهن الوجهة المقصودة، ومن المصادر الغذائية الداعمة لنشاط الراعي التي يعتمد عليها اعتماداً أساسياً، اللحوم الطازجة والحليب الدافئ الدافق من ضرع الناقة والبقرة والماعزة، وبنشاطه المستمر وحركته الدؤوبة يتحول الى جسد لمدرب لكمال الأجسام، ومن مآسي دولة السادس والخمسين وظلمها للمجتمعات الرعوية، أن الماشية المصدرة عبر بوابة الخرطوم لمصر والبلدان العربية الأخرى، يسوقها رعاة مشاة من "أم دافوق" و"كبم"، من أقصى جنوب دارفور إلى "المويلح" شمال أم درمان، يسوقون الأبقار مسافة أكثر من ألف كيلو متر سيراً على الأقدام، إثراءً لعمالقة (الاقتصاد الوطني) بالثروة الحيوانية، هؤلاء العمالقة الذين لا يرون فرقاً بين الرعاة وأنعامهم، فيعاملونهم والأنعام على حد سواء، وذات المعاناة يكتوي بنارها رعاة الإبل وهم يكابدون مشاق رحلات قوافلهم المتجهة الى أسواق دولة ليبيا وسوق "أم بابة" بمصر، تصور أن السودان الذي يحظى بثروة جبّارة كهذه، يلازمه الفشل المقيم في أن يوفر والسائل الحديثة لنقل آلاف رؤوس الأبقار والإبل إلى موانئ التصدير، هذه الإبل والأبقار المدرة لتريليونات الدولارات للخزينة العامة، فقطاع الاقتصاد الحيواني يرعاه العقل الرعوي، الذي اصبح مصدراً للسخرية من صفوة المجتمع المتخمة بلحومه واجبانه والبانه.
    البيئة الرعوية إنسانها مستقل وغير قابل للابتزاز، ويعتمد كلياً على ثرواته التي هي ملك خالص له لا يشاركه فيها أحد، ومما زاد استقلاليته انقطاع الخدمات الحكومية عنه، فأصبح لا يرى ما يدعو لأن يهاب السلطة أو يخضع لابتزازها، لأن حياته بالكامل لا دخل لمؤسسات الحكم بها، كما قال الناشط الرعوي إدريس محمد سعدان: لم ننتبه لدور الحكومة إلّا بعد هذه الحرب، لقد كنا سائرين في "المرحال" لا شأن لنا بمن أو كيف يحكم السودان، حتى اندلعت الحرب فعلمنا بأننا وأبنائنا وأحفادنا لم نكن أصلاً مدونين بالسجل المدني، ولا شيء يجمعنا بالجوازات إلّا حج البيت بعد أن نيمم وجوهنا شطر مكة المكرمة. إنّ ثورة المهمشين المندلعة في منتصف أبريل أدخلت شريحة سكانية عظيمة، كانت الأكثر تهميشاً من المهمشين أنفسهم إلى مسرح الفعل السياسي، فلك أن تسرح بخيالك لتجرد حساب هذه المجتمعات الواسعة الممتدة عبر حزامي السافانا والصحراء، لتحسب كم من السنين أضاعتها دون أن تحصل على حقوقها من الدولة، وهي الأكثر رفداً للاقتصاد بالثروات الرأسمالية العالمية المنافسة، وأن يكون حظها من الدولة السخرية والاستصغار والإساءة والاستحقار، وحينما أطل الفارس الرعوي على المشهد، كال النخبويون الصفويون الخرطوميون الأوصاف الحاطّة من قدره كإنسان، دون الارتكاز إلى مرجعية أخلاقية أو دينية، ناهيك عن الحملة الشعواء التي شنها منعّمو المركز بحق شرف نساء ورجال البادية.
    انعكاسات مخرجات العقل الرعوي طغت على المشهدين السياسي والاقتصادي بشكل أكبر، فبعد دخلت منطقة الشرق الأوسط الحرب، اكتشف أهل البداوة في جزيرة العرب أن هنالك رهط لهم ذوو بأس شديد، انداح حمضهم النووي بين سكان القارة الأم مهد الإنسان الأول، فانتج مزيجا أتى بطفرة وراثية حيّرت علماء الجينيوم والأنثربولوجيا ، فاستنجدوا بهم حين حمي الوطيس ووجدوهم على قدر (الحزم) والعزم، فكانوا المعادل الوازن في الحرب المهددة لمركزية الأمة، لم يقف المردود الفاعل للقيمة البشرية لرعاة أفريقيا عند المدافعة عن المركزية، بل ذاع صيتهم في الأوساط الأوروبية فكانوا خير يد يعتمد عليها في وقف المد البشري المهاجر كأمواج البحر للقارة العجوز، إنّ ظاهرة طغيان أثر المكونات الرعوية ودورها المشهود على الساحتين العربية والأفريقية، يفرض على المهتمين ومراكز البحوث البت في وضع الدراسات الرافعة من شأن الوضعيتين الاقتصادية والسياسية، لهذه الكيانات السكانية ذات الإرث الواحد والمساهمة بنصيب الأسد، في اقتصاديات البلدان التي يغطيها الحزامان الصحراوي والمطري (السافانا). إنّ الولايات المتحدة الأمريكية أسسها رعاة البقر، والحضارات الإنسانية كصيرورة تاريخية دائماً يبنيها الرجال الأقوياء، القادرين على إحداث الاختراق التاريخي، فالتناول الناقد للعقل الرعوي من منظور الانحياز الديموغرافي يجافي الحق ويعادي الحقيقة.

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de