في أرض السودان العجيبة، حيث تتغير الولاءات وتسرق اليافطات أسرع من تقلبات الطقس، تدور أحداث قصتنا الساخرة. بطلنا هو "جبرين"، ساحر المالية الذي يمتلك عصا سحرية تدعى "الميزانية"، بها يحقق المعجزات في مملكة "الحكم بالأمر الواقع". بعد سقوط "المخلوع"، مر الراوي أمام وزارة المالية الولائية، وفجأة، رأى لافتة ضخمة ترفرف عليها كلمات "قوى الحرية والتغيير بوزارة المالية". تساءل الراوي بدهشة: "متى أصبح للحرية والتغيير وجود هنا؟". ليكتشف أن الانتهازية هي فن التلون السريع، وأن هؤلاء القوم يتلونون كالحرباء، ويتشبثون بالسلطة كالقمل بالصوف. يتساءل الراوي: "إذا كانت هناك حرية وتغيير حقيقية، فلماذا لم نر استقالات بعد الانقلاب؟ لماذا لم يفضحوا الفساد؟". الإجابة ببساطة: "لا!". فالخطر الحقيقي ليس فقط الجيش والأجهزة الأمنية، بل الخدمة المدنية أيضاً، التي تحتاج إلى إعادة تأهيل وطني شامل يكون سيد الموظف القانون وليس حزب الديكتاتور الذى يعبث به فى الحشود الرئاسية والتلاميذ وبعض التلاميذ يرفض ذلك . في هذا الوقت، يمرح جبرين وحيداً في مملكته المالية، ينفق كما يشاء، ولا رقيب ولا حسيب. تلاحقه الاتهامات بالفساد، لكن لا أحد من "منسوبي المالية" يجرؤ على فتح فمه. لقد كان "أردول" منصة للتسريبات التي أطاحت به، ولكن جبرين يعلم أن المالية تتلون حسب ساكن القصر، فهي شعب كل حكومة. في نهاية القصة، يتخيل الراوي لافتة جديدة على سور الوزارة، تقول: "منسوبي الكرامة بوزارة المالية". ويتساءل الراوي بسخرية: "وهل هناك كرامة؟". #لاكرامة_ لموظف فى عهد ديكتاتورى
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة