كان قائد ميليشيا "الجنجويد" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، قد هدد يوم السبت 15 مارس 2025، بتصعيد جديد في المعارك مع الجيش، مؤكدا أن ميليشياته لن تنسحب من القصر الرئاسي ومن العاصمة الخرطوم. وقال حميدتي، في خطاب مصور إن"يوم 17 رمضان يصادف ذكرى تأسيس قوات الدعم السريع، ويتزامن مع معركة بدر الكبرى، وسيكون عليهم (في إشارة إلى الجيش وحلفائه) حسرة وندامة". ووجّه قواته بجعل الاثنين 17 رمضان "يوما خاصا"، في إشارة إلى أن النزاع الحالي اندلع في الخرطوم قبل عامين، مؤكدا أن "قواته ستظل متواجدة في القصر الرئاسي والمقرن والخرطوم، ولن تخرج منها". وأضاف حميدتي: "إن قوات الدعم السريع تغيرت تماما، وأصبح لديها تحالفات سياسية وعسكرية، مهددا بأن "القتال في الفترة المقبلة سيكون مختلفا وسيأتي من كل فج وعميق"، داعيا ما أسماه بـ"التحالف الجديد إلى تحقيق مصالح السودان وعدم تقسيمه". وتوعد حميدتي الدول التي دعمت الجيش، "بدفع الثمن"، مشددا على "عدم السماح بأن يصبح السودان بؤرة للإرهاب". عزيي القارئ.. بعد استيلاء ميليشيا الجنجويد على القصر الجمهوري في حرب 15 أبريل 2023، اعتقد قائدها محمد حمدان دقلتو بأن القصر الجمهوري أصبح قصره الشخصي الأبدي وسوف لم ولن يخرج منه ابدا ابدا. موقف زعيم الجنجويد "حميدتي" هذا، إنما يشبه حكاية الرجل الذي أخذ حماره إلى سطح بيته.. حيث تقول الحكاية: اشترى رجل حمارا لأول مرة في حياته، ومن فرحته به أخذه إلى سطح بيته، وصار الرجل يدلل الحمار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح، حتى يتعرف على الطرق، ولا يضيع حين يعود للبيت وحده. وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من على السطح لإدخاله الإسطبل، فحزن الحمار ولم يقبل النزول، فالحمار أعجبه السطح وقرر أن يبقى فوقه. توسل للحمار مرات عديدة، وحاول سحبه بالقوة أكثر من مرة، أبدا لم يقبل الحمار النزول.. لكن الحمار دق رجله بين أعمدة السطح، وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه. البيت كله صار يهتز، والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار. فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل، وخلال دقائق، انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار. فوقف صاحبنا عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه.. وقال والله الغلط مش منك، لان مكانك تحت، وأنا طلعتك للسطح. الخلاصة*** من الصعب إنزال الحمير الذين تم إيصالهم لمكان غير مكانهم الحقيقي.. فالحمير كثرت على أسطح البيوت في هذا الزمان الخرائي، حتى تزعزعت دعامات شعوب وأوطان، فهل من معجزة لإنزالها، لأن من يصعد السطح منهم، لا يقبل أن ينزل قبل أن يهدم البيت؟ عزيزي القارئ.. الجيد في تهديدات زعيم الجنجويد، هو أن القصر الجمهوري أو "قصر غردون" قد تم استعادته من ميليشيا الجنجويد بأقل الخسائر -أي دون أن تهدمه قطعة قطعة وطوبة طوبة كما توعدت. لكن الأمر السيء حقاً، هو أن هذا "الحمار" ما كان له أن يدخل القصر الجمهوري أصلاً لو لم يكن مدعوما بقوة عسكرية عنصرية غاشمة ومحاطا بثلة من المنتفقعين الفاسدين والجهلة السفهاء وسفلة القوم. جاءوا بهذا الحمار من اقاصي صحاري دارفور بعد أن قاتل وهزم لهم "الزُرقة" باسم العروبة والإسلام، وكجائزة له على هذا الانجاز الذي عجز عنه الجيش السوداني، أدخلوه "سرايا غردون"، كنائب لعبدالفتاح البرهان، واعتقد أن اقامته فيه ستكون دائمة، وهو الأمر الذي لم يحدث، حتى قام باشعال حرب 15 أبريل 2023، مهدداً الكل بالهلاك، إذ ماذا تتوقع من "حمار" ينتمي لقوم من آكلي السحالي، الحفاة العراة البدو الذين يقطنون الصحارى. إنهم العرب المتوحشون الذين جلبوا الدمار للحضارة الإنسانية. يقول المثل: الحمار إذا شبع أخذ ينهق من فمه ومن مؤخرته، هذا هو زعيم الجنجويد محمد حمدان دقلو "حميرتي"، بعد أن شبع من كل شيء وانسطل، بدأ بالشتائم ضد زملاءه القدامى ابتداءاً بالبرهان والكباشي والعطا، ومن ثم الفلول والإسلاميين والجلابة ودولة "56" وامبايات وفلنقايات الهامش وولخ. يتحدث وكأنه لم يخدم الإسلاميين والفلول ودولة 56 لربع قرن من الزمان، وأن هؤلاء لم يكونوا "أسياده"، وأنه لم يرفع معهم يوماً ما شعار: (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة