المساحات التي أفردتها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية لخبر سقوط القصر الجمهوري في يد معسكر دعاة الحرب بقيادة مجرم الحرب البرهان أظهرت طبيعة الدور القذر الذي تضطلع به وسائل الإعلام في تزييف الوعي وتسويق القتلة الأشرار باعتبارهم مدافعين عن الوطن. من خلال تسليط الضوء على الحدث، يستطيع المراقب والمحلل أن يدرك حجم التآمر الخارجي على السودان. كما يدرك أن الإنقلابات العسكرية التي شهدها السودان منذ عام 1958، الذي شهد أول انقلاب عسكري نفذه الفريق إبراهيم عبود ضد الحكم المدني الديمقراطي، وتلاه إنقلاب جعفر نميري في عام 1969، ثم عمر البشير في عام 1989، وأخيراً البرهان في عام 2021. تتضح الصورة أكثر عند النظر التغطية الإعلامية التي هي أقرب إلى الإحتفاء بالحدث في بعض وسائل الإعلام في المحيط الإقليمي والدولي، مما يشير إلى أن الإنقلابات العسكرية التي عرفها السودان قد تمت بإيعاز وتوجيهات من الخارج. الهدف من ورائها إبقاء إرادة الشعب السوداني مكبلة بقيود الطغيان والإستبداد، مما يتيح التحكم فيه ونهب موارده وثرواته عبر مافيا السلطة والثروة والسلاح، المرتبطة مصالحها بمصالح المافيا العالمية والأنظمة الدكتاتورية التي تحارب الديمقراطية لما لها من دور وتأثير في حياة الشعوب. الحفاوة التي أظهرتها بعض وسائل الإعلام المغرضة بسقوط القصر الجمهوري في يد معسكر الحرب أكدت سقوط القيم، ليس في أسمرا والقاهرة والدوحة وطهران وإسطنبول، بل شمل سقوط القيم عدداً من الدول التي ظلت ترفع شعارات مخادعة في ظاهرها العسل وفي باطنها السم الزعاف. لكن مهما فعلوا، تبقى إرادة شعبنا الجسور هي الأقوى.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة