جاء ملخص محاور حديث يوسف عزت عن الراهن السياسي ومستقبل الدعم السريع في تركيزه على التحديات التالية : الانفلات الأمني وفقدان التأييد الشعبي بسبب الانتهاكات وغياب المحاسبة ، وتراجع الرؤى السياسية وانعدام المصداقية بسبب تناقض الخطاب السياسي وضرب مثلا لذلك بتبني الدعم السريع معاداة الٱسلاميين مع وجود الإسلاميين في صفوفها والتركيز على الحشد الشعبي على حساب المشروع المدني ، بالإضافة إلي ضعف القيادة وغياب رؤية استراتيجية وكذلك أزمة التحالفات السياسية والبنية القبلية للقوات ، وجاء في ختام حديثه جملة من التوصيات شبيهة بتوصيات الذكاء الاصطناعي .
ابدء ردي على حديثه عن غياب التخطيط الاستراتيجي بسؤال عن التخطيط الاستراتيجي في ماذا ، هل يقصد مؤسسة الدعم السريع الذي أنشأ بقانون في ظل حكومة البشير ؟ أم غياب التخطيط الاستراتيجي لحكم السودان ؟ ام في إدارة الحرب الحالية ؟ إن كان يقصد المحترم يوسف عزت أن مؤسسة الدعم السريع ليس لها تخطيط استراتيجي كمؤسسة ، فردنا : لا يمكن أن يكون ذلك طالما أن هناك دولة ومؤسسات وفي ظلها تم إنشاء قوات الدعم السريع لتحقيق أهداف مساندة القوات المسلحة في حربها ضد المتمردين ، وتطور دورها للمشاركة في التحالف العربي ضد الحوثيين ومحاربة الهجرة غير الشرعية بدعم من الاتحاد الأوروبي ، فالدولة التي أنشاتها هي التي توجهها وتوظفها حسب خططها وحاجاتها التي تحقق المصالح العليا للبلاد ، وبالفعل حققت للدولة مصالح كثيرة سواء في هزيمة المتمردين أو المصالح مع دول الإقليم على رأسها مع السعودية . فحديث يوسف عزت عن غياب التخطيط الاستراتيجي ليس في محله وليس من شأنها أن تضع قوات الدعم السريع تخطيطا استراتيجيا بمعزل عن الدولة التي تعمل تحت سقفها . أما ٱن كان يقصد غياب التخطيط الاستراتيجي في إدارة الحرب الحالية فهذا كلام غريب أن تطالب الدعم السريع في وضع خططها الاستراتيجية في حرب لم تبدأها ولا تريدها رغم أن هناك شواهد كثيرة تتنبأ بقدوم الحرب بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ومعروف من هي الجهة التي كانت وراء أشعال الحرب بين الطرفين وهي الجهة المستفيدة الوحيدة والتي ليس لها طريق آخر للعودة إلي السلطة سوى الحرب .
أما حديثه عن الانفلات الأمني فلا أدري كيف تحمل الدعم السريع مسؤولية الانفلات الأمني في ظل حرب شرسة وعدم وجود أي سلطة القانون ، لأن من المعلوم أن أي حرب يصحبها انفلات وانتهاكات من جهات عديدة ولكن الفيصل في المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب . ولكن إن كنت منصفا كان عليك تشكر قيادة الدعم السريع التي وافقت وبصمت على الدستور الإنتقالي لسنة 2025 والذي جاء في ديباجته وأكد على المحاسبة وضرورة عدم الإفلات من العقاب .
أما حديث يوسف عزت عن التركيز على الدعم الشعبي على حساب المشروع المدني ، فإنحياز الدعم السريع للإتفاق الإطاري وتوقيعها على الدستور الإنتقالي يعتبران اكبر دليل على انحيازها للإرادة الحرة للشعب وخياره الديمقراطي المدني .
في ختامي قولي أن أي نقد يتجافى مع الطرح الموضوعي يشير بكل وضوح عن ضعف في الخبرة السياسية خاصة أن يوسف عزت نفسه كان المستشار السياسي لقوات الدعم السريع وكان له الفرصة الذهبية لتقديم رؤيته وموجهاته للقيادة وإلا لماذا مكث سنين عددا مستشارا ولم يتقدم باستقالته .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة