حينما وصلتني رسالة تهنئة من صديقتي الشاعرة الدمشقية المفوهة الدكتورة ابتسام الصمادي بمناسبة تحرير القصر الجمهوري بمقرن النيلين وقتها لم أتمالك دموعي وانا ما بين فرح ووجع لما ألت اليه خرطوم الالات الثلاثة فرديت علي رسالتها " ألان انا اشعر بالتقصير ربما لم افرح معكم بما يستحق فيما اكتنفكم من مشاعر التحرير في ذلك اليوم الذي انعتق فيه رمز دمشق التي نحبها كما نحب مقرن النيلين " صحيح أنني كنت قد شاطرت صديقاتي الصمادي فرح انعتاق سوريا لكني ولانني لا اجيد الدبكة الدمشقية فعايشت فرحتهم فقط بمشاعري النابضة بالمحبة .. اما القصر الجمهوري والذي يقع علي احد ضفتي النيلين الذي تتدفق مياهه الصافيه بهدوء تارة وحين ميسرة يتزمجر ويعربد لالتقاء النيل الأبيض بالازرق فان كانت المياه تعرف العناق لماذا بني البشر يتحاربون !!! ان أشرعت المراكب حينما تتمايل وأشعة الشمس تطفي وهجها علي الضفاف فان إحساسا بالعزة يمتلك اي ذو احساس نبيل كيف لا والقصر هو رمز سيادة السودان سكنه هذا " الحميدتي " لكنه رفس النعمة اسال الدماء البريئة عذب الامهات وأهان الشيب والشباب ..وبالأمس القريب نقلت الاخبار عن وجود جثامين لنساء وأطفال باحد آبار السايفون بحي الفيحاء واسرة باطفالها بشمبات .. حرب السودان خرجت عن كونها حرب عبثية لحرب مدمرة ضربت قلب البلاد في مقتل تقشعر له الابدان المواطن الاغبش البسيط الذي لا ناقة ولا جمل له تشرد من بلاده .. المشافي جفت من الدواء وكراسي الدرس حطمت .. سرقت المقتنيات وتلوثت الشوارع والأزقة بالجثامين الامهات لم يجدن ما يحمين به صغارهن من صقيع الشمس إلا أن تشق ثوبها نصفه لستر جسدها ونصفه لتظلل علي جهالها .. وربما كثيرات وضعنا الحصى في طناجر حتى يسرق النوم جفون الصغار التي تصوصوا بطونهم جوعا ومرضا .. اه .. اه .. يا وطن رغم أوجاعك العميقة ما زال البعض يتمركز في خانة من صنع الدعم السريع ومن مكنه .. لذلك لابد من اعداد العدة لعدالة ناجزة منضبطة تعيد صياغة كيف يحكم السودان .. وشكرا لكل من اسعده استرداد رمز عزة السودان . عواطف عبداللطيف [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة