*تدليّس بعض مُنظرّي ومُثقفِي الحركة الشعبية شمال من باب الغاية تُبرِر الوسيّلة (٣/٣)*
نضال عبدالوهاب
١٩ مارس ٢٠٢٥
اختتم اليوم وفي هذا المقال ماكنت قد تناولت فيه و في جزئين سابقين محاولات بعض قيادات ومُثقفي ومنظري الحركة الشعبية شمال محاولة الدفاع والتبرير لتحالف الحركة الشعبية السياسِي والعسكري مع مليشيا الدعم السريع وقيادتها المُجرمة وتوقيع إتفاق وميثاق معهم في نيروبي بكينيا... لن أحتاج لتوضيح أنتهازية المليشيا وتسلقها وتزلفها لشرعنة وجودها وإستمرارها ولتلافي كل ملاحقات أو مُحاسبات لقيادتها ولكافة جرائمها ، فذلك معلوم للجميّع ، ولكن ما يعنيني هو كشف وتعرية "إنتهازيي" الحركة الذين دخلوها وتسلقوها كي يمحوا تاريخها النضالي الطويل علي أعتاب التحالف والتطابق مع مُجرمي مليشيا الدعم السريع وجنجويدهم وبإيعاز و تدبيّر و تشجيّع و وسوسة منهم! إن الذين سمحوا بالتحالف مع "الجنجويد" ومليشيا الدعم السريع للأسف قد تجردوا من "إنسانيتهم" تماماً ، وأستهتروا بكل هذا الكم الهائل من الضحايا والذين أذاقتهم المليشيا كل أصناف الهول والعذاب ، إن محاولة مُدارة ذلك بكل الجرائم التي إرتكبها منسوبوا الجيش أو مليشياته خلال ذات الحرب أو في الماضي وتاريخهم الكالح في الجرائم ، والقول أن بالتحالف مع هؤلاء المُجرمين "مليشيا الدّعم" وجعلهم "رُفقاء" هو "تحطيّم" للمركز الظالم وتأسيس لسُودان جديد ماهو إلا تدليّس وخِداع لأنفس ذات من يقولون بذلك قبل أن يكون خداع للسُودانين والكادحين والمُهمشين ، طوال تاريخ البشرية لم يكن التخلص العادل من الظُلم والمظالم بإتباع الوسائل الظالمة والأكثر ظُلماً ، إن دماء وأرواح من "يصرخون وينادون" طلباً للعدالة من قاتليهم ستظل معلقة في رقاب من يتماهون مع القتلة ويبررون لهم دعك من الإستنجاد بهم لتخليص بلادنا من عنف الدولة السُودانية طوال تاريخها تجاه شعبها والتواقون للمساواة والعدالة والحرية ، ومن دفعوا حياتهم ثمناً لها... تابعت العديد من "كتابات هؤلاء " المُبررون من مُثقفي ومُنظري الحركة الشعبية شمال ، إضافة لعدد "خجول" من تصرّيحات بعض قياداتها كلها للأسف ذهبت لمحاولة "تجميّل" وجه الحركة للرأي العام ولجماهير الحركة وللسُودانيين ، ولمحاولة إقناعهم أن الحركة قد قامت بالشئ الصحيح والمدروس والعبقرّي من أجل تحطيم المركز وكتابة تاريخ جديد ، لم يقرأ قادة الحركة الشعبية وهؤلاء "المُبرراتية" تاريخ هذه المليشيا ودوافعها ومسارها مُنذ تكوينها الأول من الإسلاميين ومخابراتهم وأجهزة أمنهم ومن دربوهم وسلحوهم ليبطشوا بشعبنا في دارفور وفي الخرطوم وجبال النوبة نفسها ، وجميع مُعارضيهم ، قبل أن يتحولوا للبطش بكل أجزاء البلاد وحيثما حلوا فيها أو إنتشروا ، تعلم الحركة وقيادتها ماهي الأجندة التي تم إستخدام المليشيا فيها بعد أن حولوها لوحش كاسر غير آبه بكل من هو آدمي أو إنساني ، وتكفي الآف القصص والمشاهد لتبرهن علي سوء "أدمغة" هؤلاء وتشوهها ، ولتبرهن وتدلّل علي إجرامهم وتجرّدهم من كل القيّم والأعراف والأخلاق والديّن وكل ماهو سُوداني ، يقول الكثيرون من هؤلاء "المُبرراتية" أن غرضهم هو إغلاق "المصنع" الذي يُخرّج هذه المليشيات ، لذلك قاموا بغض الطرف عن كُل جرائم المليشيا وحولوها لحليف عسكري وسياسِي لكي يغلقوا "مصنع المليشيات" ، ويتم إستخدامهم لأجل هذا الهدف النبيّل في تقديرهم ، وهذا هو ماكنت قد أسميته "بميكافيلية" الحركة وأن غايتهم تبرر وسائلهم ، وبعد هذا لن نندهش إذا ماقامت قيادة الحركة باي فعل "غير مبديئ" و "غير أخلاقي" طالما أنهم قد إعتبروا أن هذه هي "السياسة" المُتحركة والمتحولة وغير الثابتة في تقديرهم ، وأن سدرة مُنتهاهم هو تحقيق مشروع السُودان الجديد غض النظر عن الوسائل ، وبالحد الأدني تقسيّم جميع البلاد وتفكيكها خدمة لمشروع "القوميّات" والدويلات الصغيرة داخل أكبر بلدان القارة مساحة وأغناها موارد وثروات! وليس من الغريب أن تكون أولي ثمار هذا التحالف مابين الحركة الشعبية ومليشيا الجنجويد هو إنتقال الحرب لجنوب السودان وداخل حدوده المشتركة مع السُودان ، ونُذر دخول الحرب لإقليم جبال النوبة بعد تجول الجنجويد فيه بصحبة الجيش الشعبي هنالك ، ولم تفلح محاولات بعض شرفاء الحركة وعاقليها حتي اللحظة في رد قيادتهم عن هذه "الورطة" التي أوقعهم فيها بعض الإنتهازيين داخل الحركة وأذرع من يريدون تفتيت البلاد وسرقة ثرواتها وعلي رأسها ثروات إقليم جبال النوبة نفسه ، وإن كان من كلمة أخيرة أهمس بها إلي أذن القائد عبدالعزيز الحلو وأتمني صادقاً أن تصله ويستمع لها بعقل وقلب مفتوح وهي أن ينفض يده من هذا التحالف ويبعد عن نفسه من أحاطوا به ممن وسوسوا له بالسيّر في هذا الإتجاه قبل أن يتم إكمال "توريطه" و"توريط الحركة" مع يقيني التام أن هؤلاء المستشارين "الإنتهازيين" يقومون وبكل جد ونشاط في "شيطنة" كل من يقف في وجه هذا التحالف سواء كان من داخل الحركة نفسها أو من حلفائها وأصدقائها وإعتبار ذلك "عداء" للحركة ، ومع هذا لن نتوقف عن مقاومة هذا التحالف بكل وسائل نشر الوعيّ والتواصل مع كل الشرفاء داخل الحركة الشعبية حتي تعود الحركة الشعبية لمسار مشروع ورؤية السُودان الجديد الذي آمنا به طواعيةً ولم يجبرنا علي ذلك أحد!...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة