في مملكةٍ يحكمها الطاغية نيرون الثاني عشر، كان عليم يعيش حياةً مزدوجة. في النهار، كان المعلم المثقف، الذي يلقن تلاميذه دروسًا في القانون والفلسفة. وفي الليل، كان البوق الذي ينفخ في أبواق نيرون، يبرر أفعاله ويلمع صورته. كان عليم يعتقد أنه يحمي عائلته، أنه يؤمن لهم حياةً كريمةً في ظل حكم الطاغية. كان يبرر لنفسه أفعاله، يقول: "أنا فقط أفعل ما يجب علي فعله للبقاء على قيد الحياة". لكن في قرارة نفسه، كان عليم يعلم أنه يبيع روحه للشيطان. كان يعلم أنه يساهم في الظلم والقمع. كان يعلم أنه يخون مبادئه. وفي يومٍ من الأيام، اندلعت ثورةٌ ضد نيرون. كان الشعب غاضبًا، وكانوا يطالبون بالحرية والعدالة. وقف عليم على مفترق الطرق. هل ينضم إلى الثورة، أم يبقى مخلصًا لنيرون؟ اختار عليم البقاء مع نيرون. كان خائفًا صار فى كوخه قزما يتضاءل من فقدان كل شيء، خائفًا من المجهول. لكن في النهاية، خسر عليم كل شيء. خسر احترامه لذاته، وخسر احترام الآخرين. أصبح منبوذًا من الجميع، حتى من نيرون نفسه. وهكذا، انتهت قصة عليم، قصة القزم الذي اختار الأمان الزائف على الحرية الحقيقية. قصة الرجل الذي باع روحه مقابل حفنةٍ من المال والسلطة. الخلاصة : هذه القصة هي تذكيرٌ لنا جميعًا بأن الحرية والديمقراطية ليستا رفاهيةً، بل هما حقٌ أساسيٌ من حقوق الإنسان. وأن التواطؤ مع الظلم ليس خيارًا، بل هو خيانةٌ للذات وللإنسانية بل يُسقط من امانة التكليف إلى التكلف وطق الحنك والمرافعات الهزيلة فى اللغو والدليل من باب السفسطة ودعم الشفشفة والقتل من حيث لا يشعر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة