في العام 2002م كنت عضو في مجموعة سلام القواعد المسرحية التي اوجدت لتعمل كآلية تنفيذية لمركز ثقافة السلام بجامعة السودان وقد اتيحت لي فرصة المشاركة ضمن قوافل التدخل الثقافي في أربعة ولايات هي غرب كردفان(الفولة، بابنوسة،المجلد والميرم وبعض المناطق حول الأخيرة) جنوب كردفان (مدينة الدلنج) اعالي النيل (مدينة ملكال) وجنوب دارفور في مدينة الظعين (الضعين) في تحركنا من التبون بولاية جنوب كردفان الي الظعين (الضعين) في ولاية جنوب دارفور تعرضت الغافلة التي كنت من ضمن طاقمها للمطاردة مما يعرف في المنطقة انذاك بالنهب المسلح.. لكن لامكانيات العربة ذات الدفع الرباعي وبراعة السائق ابن المنطقة افلتنا وسط الغابات الكثيفة من المجموعة المسلحة التي ركدت خلفنا وطاردتنا بالابل لوقت ليس بالقليل، حيث سمعت لأول مرة اصوات الزخيرة تدوي مفزعة فوق رؤسنا . موضوع قافلة التدخل الثقافي في الظعين كان ( بناء سلام القواعد ) ولم تكن ظاهرت النهب المسلح من ضمن الموضوعات التي طرحتها للمشاركين في الورشة رغم خطورتها وتاثيرها علي السلام الاجتماعي. بعد رجوعنا الخرطوم عملت دراسة عن (ظاهرت النهب المسلح) وقدمت لها بماحصل لنا في تلك التجربة ونشرتها بصحيفة الايام . توصلت الدراسة الي ان هناك سبعة اسباب وراء نشوء ظاهر النهب المسلح في دارفور وكردفان فيما بعد ، اهمها (فشل المرتزقة 1977م) في صراعهم علي السلطة مع نظام النميري في تحقيق نصر او تسوية وانقطاع المئات منهم في الصحراء وهم يحملون السلاح في الصحراء قبل الوصول للخرطوم ولم يجدوا بدا من استخدام اسلحتهم للحصول علي احتياجاتهم الغذائية بعد نفاد مايحملون من طعام. اما السبب الثاني الاكثر تأثيرا فمنطقة دارفور منطقة عبور لتجارة المخدرات العالمية وفي تحركاتهم (تجار المخدرات) يستخدمون السلاح, يدعمون ,يروجون لظواهر النهب والترويع بالاسلحة لتمرير تجارتهم غير المشروعة. هناك بعض الاسباب من الدرجة الثانية والموقته مرتبطة بالظروف الجغرافية وشح الامطار مثل الصراع المناطقي حول الكلا ومصادر المياه حيث توجد بعض مظاهر النهب المغلفة في الدراسة المذكوره اعلاه هناك توصيات لحلول المشكلة ليس موضوع مقالتنا هذه محل طرحتها. اما الخلاصة فظاهرة النهب المسلح نشأت لاسباب من اهمها فشل المتصارعين بالسلاح في الحصول علي السلطة سواء كان بتسوية أو بسحق احدهما للاخر ولنفاد امداداتهم الغذائية بدوا في للحصول علي احتياجاتهم باستخدام قوة السلاح . لتتحول الممارسات المرتبطة بالجوع لظاهرة نهب بالسلاح لانتشار السلاح والميوعة الأمنية، وهذا شبيه ما عرف ويتدوال الحديث عنه بالشفشفة فالموكد ان هناك مجوعات لم تكون مشاركة في الصراع سوف تطر لممارسة النهب والسلب لتعيش وذلك لانتشار استخدام السلاح . فالمعلومات الان ان استخدام السلاح الناري للترهيب والنهب في مناطق مايو اصبح مالوفا لحصول لمجموعات علي الاسلحة والزخيرة بعد كسر مخازن الشرطة وهروب بعض الدعامة مخلفة اسلحتها إضافة إلي عدد المشاركين من المستنفرين والمليشيات التي يضخمها البعض ويعدها بالملايين ودون رواتب، علما بأن راتب الجندي بالشرطة لايتعدي (50,000) والله فقط خمسين ألف وهي غير كافية حتي للمكيفات للجندي وبدل وجبة ،فكيف لمن له أسرة وأبناء ومسؤوليات وحتى الجيش ورغم الزيادات الأخيرة فظرفهن علي حافة الفقر وادني من الاكتفاء الذاتي، ويبقي ان انتشار الاسلحة السائبة وغض الطرف عن تنامي واتساع ظاهرت السيولة الأمنية و من قبل السلطات الأمنية سوف يفاقم من ظاهرة الشفشفة المسلح حالياً وهي النهب المسلح سابقآ فما المخارج والحلول من هذه الاشكالية الخطيرة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة