الحكومة القادمة لا تنتظر شرعيتها من أنظمة الفساد والاستبداد والظلم.لأنها تعبر عن إرادة الشعب السوداني التي غبيت لعقود طويلة. الحكومة المنتظرة تمثل جميع مكونات الشعب السوداني، من أحزاب وحركات مسلحة ومنظمات المجتمع المدني، الرافضة للعبودية والخضوع والاستبداد، والمتطلعة لبناء سودان جديد قائم على أسس ديمقراطية وفيدرالية وعلمانية، تضمن حقوق وواجبات المواطنين. السودانيون نساء ورجال يتطلعون إلى وطن جديد يعزز مفهوم دولة القانون والمؤسسات ودورها ومسؤوليتها. يجب أن تكون الحكومة القادمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقوى العاملة والمنتجة، تلك القوى التي لها مصلحة حقيقية في تحقيق برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية العلمانية، الذي يهدف إلى وضع حد لنهب موارد السودان من قبل مافيا السلطة والثروة والسلاح، التي تتشكل من قادة الجيش المختطف من قبل فلول النظام السابق والانتهازيين من أبناء الهامش وحركات الارتزاق. هذه القوى الطفيلية يجب أن تُجتث من جذورها وتجرد من المال الحرام الذي سرقته، ومحاكمتها على الجرائم التي ارتكبتها، حتى لا يفلت أحد من المحاسبة والعقاب. وبالتالي، سيتوفر مناخ ملائم لإطلاق عجلة التنمية الشاملة للحد من الفقر ورفع المعاناة عن كاهل الشرائح الفقيرة التي تضررت من الإنقلابات العسكرية والحروب العبثية والمظالم وإنتهاكات حقوق الإنسان وسرقة عرق الكادحين والمهمشين. الحكومة القادمة بهذا الفهم، تمثل رمزا للسلام والوحدة والتعايش السلمي، في إطار وطن خالي من الإستبداد والفساد. لقد سئمنا البيانات التي لا تقدم حلولا حقيقية، في وقت يعاني فيه الشعب السوداني من القتل الممنهج للأغلبية الساحقة. لذلك، من الضروري أن نكون واضحين: الحكومة القادمة لا تحتاج إلى إعتراف من أي جهة، فشرعيتها تنبع من إرادة الأغلبية التي وضعت ميثاقها السياسي ودستورها الانتقالي كمبادئ أساسية. الخطوة التالية هي الإعلان عن الحكومة والإنطلاق نحو إقامة علاقات مع الدول الداعمة للتحول المدني الديمقراطي، والإستفادة من موارد السودان في تبادل المصالح والمنافع. نحن بحاجة إلى العمل الجاد والمثابر لبناء وطن يسوده السلام والإزدهار الإقتصادي والرفاه الإجتماعي، حيث يتمتع جميع السودانيين والسودانيات بالحقوق والواجبات والحريات العامة في إطار دولة المواطنة، التي لا يعلو عليها أي إنتماء جهوي أو قبلي أو ديني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة