(55) يوسف ارسطو ما تجيء نرقص؟ فلم عربي انتاج 2006 اخذه وعالج نصه السينمائي( أسامة فهمي ) من فلم اجنبي , ليتوافق مع اسئلة الانسان العربي والشرقي عموما . الشاهد بأن مدارس ومعاهد التدريب للتعبير الحركي (الرقص) أضحت منتشرة و ذائعة في بعض من عواصمنا و مدننا العربية لكنها تواجه وتجابه بعض الصعوبات من المتزمتين الذين يترصدون المجتمع وحركة وتحركات الشباب ويتوقعون تذايد خروج الشباب عن طوعهم إذا ماتوفرت هكذا مدارس ومعاهد وهم يفعلون ذلك من توهم أنهم حراس الدين والفضيلة و رائج عنهم الهوس و التطرف الديني ، لهذا رائج وينتشر بينهم كما في بعض مشاهد الفلم الظن بأن الدعوة للرقص أو فتح معاهد للرقص كأنما دعوة للخروج عن صحيح الدين ،كأنما هم خارج افريقيا لأن التعبير الحركي (الرقص )سمه ومكون من مكونات الأفريقية وكما قال ابن بطوطة:- ( لو ارسل رسولا لأفريقيا لكان إعجازه الرقص)، فهو طبع ومكون من مكونات المجتمع،وعند بعضهم جزءمن الطقوس والممارسات الدينية كما عند الكجور وبعض أساليب العلاج الشعبي للحرمان والكبت.. إضافة الي أنه تربية بدنية ،ونفسية وروحية وترويحية و على خلاف مافي مظان البعض فهو يمكن أن يكون فن درامي يشمل فيما يشمل حبكة ،وفيه تجسد الصراعات وتنمو الأحداث وتتطور لتصل ذروة التأزم ثم الاستكشاف والحل كما هو الحال في نظرية الدراما التقليدية ورغم أنه كرقص تعبير حركي مجرد إلا أن نتائجه واضحة وتتمظهر في الراحة النفسية والعقلية وسلامة الجسد ،بيدا أنه علاج للكبت والتطرف ومصدر سلوي وسرور . وهذا ما يرعب دعاة سجن الجسد و تحجير و تحنيط العقل فالرقص في محاولتنا لفهمه يمكن الاتفاق مع سري العميري بان (الرقص وسيله لربط الجسد بالروح والتعبير عن المشاعر النابعه من الروح بلغة الجسد.)فعلى حد قولها يكون ونقوم من خلاله (بالتعبير عن ما تشعر به الروح و ما يراودها من لواعج الحب والالم والفرح والسعاده) كما يمكنه من التعبير عن فكرة وتجسيد الصراعات كما ذكرنا سابقاً ،فهو وان كان يبدو للبعض تجريدا فيمكن ان يكون دراما مكتملة الرؤية والتي تشتمل على حكاية او قصة ( بداية ،ووسط ونهاية) وتاريخيا مارسته الامم والشعوب كوسيله للتعبير عن فرحها وحزنها او ضرب من ضروب العباده كما عند الهنود وافريقيا فهو كما هو تعبير حركي يكشف ويفجر قدرات الانسان الخارقة و غائره في داخله، يملك الانسان ثقة في نفسه وعظيم قدراته فيحرر روحه وجسده وعقلة فيجعله حرا وغير منقاد وتابع وبهذا يرتقي بالإنسان يقوده لأهداف الفلسفة والعلم الحديث وهو التفكير والعمل من موقع الحرية وهذا ما يرعب رجالات الدين وليس علماء الدين لأن رجال الدين يتحكموا فينا بتديونهم المقلوط أما علماء الدين فيدفعونا لفهم الدين الصحيح السمح والمتسامح لهذا تجد الذين يزعمون أنهم رجال دين يحاربون الفنون التعبيرية لأنها قادرة لجعل العالم يسير بدون سيطرتهم ككهنة والحيلولة بين توسطهم الخلق والخالق وهذا هو الدور الذي كانت تلعبه وتتحكم به في الخلق بعد استغفلت واستغلت جهل بعض الناس بالاديان والرقص فتاريخيا تشير المعطيات والمكتشفات إلا أن الرقص بدأيته عند الإنسان يعود الى أزيد عن 9000 سنة إذ عثر على موقع أثري معروف في الهند على نقوشات تبين على أن الرقص في الكهف واكتشفت فيه بقايا لحقبة قديمة من أسلاف البشر تعود إلي ماقبل 100الف سنه ،الي يومنا هذا ماذالت الهند تحتفظ أحدي متاحفها الأثرية بكتاب يوضح تاريخ الرقص إذ يجسد صور شخصيات ترقص . وبالرجوع للفلم نجد ان المتزمتين في مناهضهم لفكرة تعلم الرقص وممارسته قد انصبت في الدعوة لاغلاق مدرسة الرقص لانها تقود المحجبات للفجور بالرقص والدعارة فيتكشف ان المدرسة بها قسم خاص للمحجبات ولا احد يرغم على الرقص وفي الفلم دعوة للرقص لكن وفق قناعتك ومعتقداتك وهومن اخراج المخرجة إيناس الدغيدي المخرجة المتميزة وصاحبه الرؤى الجريئة في تناول القضايا الاجتماعية في مصر والوطن العربي قام بالتمثل فيه كل من هالة صدقي ويسرا وعزت ابوعوف و تامر هجرس وطلعت زين وآخرين..و تدور أحداثه حول التدريب والتشجيع و الاحتفاء بالرقص الجميل للتغلب علي صعوبات الحياة بامتلاك ناصية الثقة بالعبير وتفجير قدراتنا الكامنة لكسر رتابة السكون وسجن الجسد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة