قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحجيم دور أعرق الوكالات والمنظمات الأمريكية بل العالمية في مجال المساعدات المتعلقة بمحاربة المجاعة وبيئة والفقر ودعم التعليم في جميع أنحاء العالم، تلك هي وكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية The United States Agency for International Development (USAID) وهي الوكالة التي تتمتع بالاستقلالية في الاداء وتتبع لحكومة الولايات المتحدة ومسؤولة في المقام الأول عن إدارة المساعدات الخارجية المدنية والمساعدة الإنمائية، بميزانية سنوية تزيد عن 50 مليار دولار، وهي واحدة من أكبر وكالات المعونة الرسمية في العالم. وما حدث اليوم كان مفاجئاًً لكل العالم حينما قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه تولى منصب القائم بأعمال المدير في الولايات المتحدة، وطلب من كبار الموظفين بالوكالة مغادرة مقار عملهم بصورة مفاجئة بعد أن أعلنت إدارة ترامب الثانية عن تغييرات شاملة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وسبق أن أمر الرئيس دونالد ترامب بتجميد شبه كامل لجميع المساعدات الخارجية، فيما أعلن إيلون ماسك، مدير إدارة الكفاءة الحكومية اليوم عن نيته إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وأشار بعض النواب في الحزب الجمهوري بأنهم يرون ضرورة دمج الوكالة في وزارة الخارجية وإجراء إصلاحات واسعة بشأنها. وفي المقابل انتقد الديمقراطيون القرار وسعوا لتعطيله، بينما قال الدكتور أتول غاوند المدير السابق للصحة العالمية للوكالة إن قرار ترامب "يعرض برامج المساعدات الرئيسية للخطر، واضاف قائلا إن القرارات ليست "إصلاحا" بل هي "تدمير". ونرى إن التأثير السلبي لإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سيكون مدمراً، حيث سيؤثر على ملايين البشر في مختلف أنحاء العالم الذين يعتمدون على العمل الإنساني والتنموي الذي تقوم به الوكالة. على سبيل المثال، فإن التوقف المفاجئ للأنشطة التي تمولها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من شأنه أن يوقف برامج بالغة الأهمية مثل منع انتشار الأمراض، وتوفير الغذاء والمساعدات الطبية، بما في ذلك دعم الغذاء للمتأثرين بالحرب في السودان واللاجئين في دول الجوار وبالفعل توقفت كل العمليات اليوم في جميع أنحاء المعمورة بما في ذلك المساعدات المتعلقة بالسودان والمرتبطة بالوكالة حتى تلك الأغذية المعدة للنقل سلفاً. كما يؤثر قرار الإغلاق على دعم صحة المرأة وتعليمها. وهذا من شأنه أن يخلف تأثيراً متتالياً، فيلحق الضرر بالثقة والشراكات التي استغرق تأسيسها سنوات، ويعرض الأرواح في نهاية المطاف للخطر. وإجمالاً، فإن إغلاق او تقليص دور الوكالة الأميركية للتنمية الدولية من شأنه أن يخلف عواقب وخيمة وطويلة الأمد، لا تؤثر فقط على الأشخاص الذين يعتمدون على برامجها، بل تؤثر أيضاً على سمعة الولايات المتحدة ونفوذها على الساحة العالمية. د. محمود دقدق قانوني وباحث
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة