يطلق لفظ حديث علي كل ما ينتمي إلى الزمن الحاضر وقد رسخ في أوقات ما للدلالة على الإنفتاح والحرية الفكرية التي نعتقد هي نتاج وخلاصة للتلاقح والتعدد والتنوع والعيش المشترك و انصهار لمجموعات قبائل وعشائر في منطقة ما كما في الأمصار و الحواضر وهذه الصفات تكاد تكون مجتمعة متوفرة في النويلة فهي خليط اجناس وقبائل كانت بداياتها فرقان( أحياء) شبه جزر منعزلة لكن بالتزاوج و الاختلاط في العمل ذابت الكثير من الفوارق ففي المعاجم الحداثة نقيض القدم وتعني الجدة وأول الأمر و ابتداؤه وتستخدم كناية لأول العمر وسن الشباب والحديث الجديد من الأشياء ففي معجم العين الذي ظهر في القرن الثاني الهجري للهجرة فيقال – الأحدوثة للحديث نفسه والحديث الجديد من الأشياء وقد وردت في معجم لسان العرب الحديث نقيض القديم و الحدوث نقيضة القدمة وقد استخدمت العرب حدث مقابل قدم أي ما يعنى أن الحداثة تعني الجدة والحديث يعني الجديد كذلك وردت كلمة الحداثة في القرآن الكريم في عدة صيغ تذهب بعضها بمعني خبر و نبأ جديد وهو غير بعيد من ما نقصد أما وجود النويلة تاريخياً كما أفادنا العم محمد أحمد بمنزله – والد كل من (علي - عصام - معاوية -أبو سفيان - الطيب) - 2008م وأكد ما ذهبت إليه إفادات من أعمامنا مبارك إبراهيم المأذون(1900م) وعبد السيد ود نمر الله( 1910م) يرحمهم جميعا وكما قال أن أقدم قري الخوالدة شرفت و الشبيراب و ودرعية أما النويلة فهي حديثة وجديدة وقد كانت منطقة منخفضة شبه مستنقع مليئة بنبات (النالا) وهو ما أخذ واشتق منه اسمها ( النويلة) أما خوالدة النويلة كانوا يسكنون منطقة بين ودرعية الحالية وشلعوها اسمها طليطيلة- الآن غير موجودة-وكاناهلنا رفاعة يسكنون في النمرة 23 ومنطقة المقابر الحالية وخلفهم وخلف السراي الحالي كان يسكن الكواهلة الوالية وقد كان الكواهلة الحسانية ورفاعة بدوا وأصحاب ماشية و أغلبهم يمتهن الرعي أما الخوالدة فقد اهتموا أكثر بالزراعة و الاطيان وحياة الإستقرار أما الجعليين فهم ناس سافل وقد جاؤوا في نفس الفترة من السوروراب شمال الخرطوم وهم ناس حضر كذلك العوامرة جاؤوا في نفس الفترة فالخوالدة أيضا بطون منهم من جاء من ود مطر ويقال لهم مطراب نسبة لود مطر أما تجمعهم في منطقة النويلة الحالية فيرجع إلى أن محمد الفكي الضوء وهو مؤسس القرية قام بحفر عد( بئر تسحب ماءه بالدلو)- شرق دكان مصطفي كرري- في منزل عمنا عبد الله الحالي غرب منزل الحاج و لحاجة الناس للمياه في غير أوقات الخريف تجمع الأهل حول العد (بئر ) وقد ناصروا بعضهم بعضا و تكاتفوا علي نوائب الدهر وكونوا نسجا اجتماعياً واحداً في الأتراح و الأفراح و الملمات وفي ما يعني بموضوعنا السياسة وابتعاد الناس و تخوفهم منها بعد توفر موضوع التساكن و التعايش و التفاكر بين هذه المجوعات والأجناس والقبائل نرجح المسألة لابتعاد الغالبية العظمي منهم من التعليم الحديث وحتى الذين ساعدتهم ظروفهم في النهل من التعليم الحديث لم يتجاوزوا فك الخط ولم يتقدموا فيه إلى مراحل متقدمة فالأسرة الوحيدة والتي تقدمت في التعليم هي أسرة محمد إدريس النويلة التي اهتمت بالتربية وهو دور كبير ومهم جداً سوف نفرز له مقال منفصل في باب التربية والتعليم بالنويلة . ونواصل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة