تقع منطقة النويلة في جنوب الجزيرة في الحد الفاصل بين مشروعي الجزيرة والمناقل فترعة جوادة ( قناة تصريف للمياه ) أو كنار النويلة الجديد آخر قنوات المياه لمشروع الجزيرة أمامها شبه ملاصقا و محازيا لها وعلى مرمى حجر أو دون ذلك ،من جهة الشرق كما يوجد أول كنار أو قناة لمشروع امتداد المناقل علي بعد كيلو ونصف غربها و محازيا لها نصف مزارعيها في اتحاد مزارعي مشروع الجزيرة و نصفهم الآخر في اتحاد مزارعي مشروع المناقل هذا الموقع المتميز جعلها منطقة تداخل وحراك وتأثير في حوالي 38 قرية وهي القرى المحيطية، فأي تجمع أو نشاط لاتحاد المزارعين لأي من المشروعين أو كليهما في قري المنطقة تكون النويلة فيه حاضرة ومؤثرة بل رقما لا يمكن تجاوزه فإذا كسب أي تحرك مطلبي مزارعي منطقة النويلة يكون قد وجد تكتل وجماعات ضغط من المشروعين لكن كل هذا تاريخيا يعد قريب جدا فمشروع الجزيرة بدأ فعليا في مكتب النويلة في أوائل الثلاثينات ومشروع المناقل هو عمل وجهد استعماري تم افتتاحه في أول حكومة منتخبة حكومة الأزهري 1956- 1958م تقريبا وذلك لأن الحكم الإستعمار ومنذ بدايته( 1900م) ركز على منطقة النويلة لدراسات وجملة ظروف موضوعية أهمها الموقع الجغرافي فتم اختيارها لتقام عليها أول مدرسة في منطقة جنوب وغرب الجزيرة1906م- وبدأت 1908م وكانت تستوعب طلابا من (الكريبة) غرب مدني إلى مناطق (كمل نومك) (الكريمت) و (العزازي) غربا ومناطق (الحداد) و(الحاج عبد الله), (الحوش) جنوبا و ( ووادي شعير ) شمالا وهي مناطق نفوذ نظارة الخوالدة كما تم اختيارها تحديدها كأول مكتب زراعي في جنوب الجزيرة –(مكتب النويلة) - للآن موجود وهو من أوائل المكاتب في مشروع الجزيرة أيضا رشحت النويلة من قبل المستعمر الانجليزي لتكون منطقة سوق وتجمع ومركز لجميع قرى المنطقة ، لكن الأهل رفضوا فكرة السوق التي كانت تتمتع بحريات تسمح بمصانع الخمور و البارات والدعارة وأقسام للشرطة وربما وحدة عسكرية لكن لجهل الناس العادية وخوفها التغيير والجديد الذي يلوح في الأفق كلما ذكرت إمكانيات النويلة وما يرجى منها ومن إنسانها بعد أحضانها للتعليم وقيادة المنطقة و لخوف النظارة من الوعي السياسي الذي سيفجره مشروع التعليم و تمدين المنطقة تم بتر وتقطيع الكثيرمن هذه المشروعات وعلي رأسها السوق والتعليم ونشر إشاعات واتهام للتعليم (بتلويط) الأبناء و(قتل رجولتهم) فقد بدأت مدرسة النويلة تستقبل أولى دفعاتها 1908م لكن أغلقت 1912م ثم تم افتتاحها ثانيا بعد الحرب العالمية الأولى 1921م لكن أغلقت ثانيا من قبل الإستعمار الذي هاب التعليم والوعي الي 1933- م 1939 قبيل الحرب العالمية الثانية لم يتجاوب الأهل مع التعليم نتيجة لما أشيع عنه من قبل النظارة والإدارة الأهلية المحلية قبل الحرب العالمية الأولى وفي هذه الفترة الأخيرة ( منتصف الثلاثينات)درس بمدرسة القرية كل من والعم محمد علي العامري –موجود الآن يطول الله عمره ويديه الصحة والعافية و(المأمون آدم) و(يوسف عبد الباقي) ومحمد صالح سليمان رحمهما الله ولكن معظمهم لم يزد عن الفصلين ولكن كانت مهمة وكانوا مختلفين جدا مستوياتهم تضاهي السادس الآن لكن النتيجة والخلاصة لم يوجد ولا خريج ليؤثر وذلك للسببين المذكورين وهما ١- الخوف من السياسة وذلك لاعتقاد معظم الناس أنها حصرا علي أسر النظارة و العمد ٢- وخوف العمد و النظارة من الوعي السياسي وهو أن يتعلم البسطاء من الناس يعوا بحقوقهم وحقوق غيرهم والذي دفعهم لفعل فعلتهم تلك وإغلاق وإعادة إغلاق المدرسة كل ما تم فتحها من قبل الإنجليز إلى أن استقر الحال قبيل الإستقلال بقليل و بتحفظ وتخويف مرعب من السياسية والوعي السياسي والذين ظلا ملازما النويلة إلى الآن فرغم أن التعليم قد دخلها مبكرا فلا يوجد أي مرشح للإنتخابات حتي علي مستوى المحلية من القرية ،فقد كان آخر من فاز في الدائرة في انتخابات 1986م (عثمان عبد القادر ) من ود رعية عن أو ممثلا لحزب الامه وقد تنافس معه ( ال شيخ طه) من عفينة والذي كان ممثلا عن الاتحادي الديمقراطي وعلي حسب ما توفر من معلومات لا يعرف أي مرشح أو عضو لحزب معروف من النويلة منذ ذلك الزمان والي الان ملحوظة (عثمان عبد القادر) اصبح وزيرا في حكومة الصادق المهدي وبعد انقلاب الكيزان اصبح كوز ووزير ايضا ونواصل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة