جاء العقل الرعوي شخصياً وبطل التيمم الفكري (1-2) كتبه عبد الله علي إبراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 00:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2025, 11:32 AM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 2219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جاء العقل الرعوي شخصياً وبطل التيمم الفكري (1-2) كتبه عبد الله علي إبراهيم

    11:32 AM March, 09 2025

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر






    لو سألت في السودان عما وراء أزمة البلد المتطاولة لسمعت أنها من فشل النخبة وإدمان الفشل. وهو عنوان أحد كتب الدكتور الوزير منصور خالد. ولو سألت ما علة هذه الصفوة حتى أدمنت الفشل لقالوا، ضمن علل أقل خطراً، إن ذلك أثر من عقلها الرعوي. وفقه هذه العلة مما فصله النور حمد، الأكاديمي والناشط منذ عقود لأجل الفكرة الجمهورية للأستاذ محمود محمد طه، في كتابه "العقل الرعوي: في استعصاء الإمساك بأسباب التقدم" (2022).
    "العقل الرعوي"
    واستغرب كثير من الناس أنه حين حل بالسودان هذا "العقل الرعوي" في تجليه الأقصى، وهو قوات "الدعم السريع"، لم يمتنع حمد عن تحليله بمصطلح فقهه فحسب، بل إنه انحاز إليه حتى من دون زملائه في تنسيقية القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم) ممن قالوا بالحياد بين القوات المسلحة و"الدعم السريع" في دعوتهم إلى إنهاء الحرب. ونسارع إلى القول إن "الدعم السريع" مؤسسة اقتصادية عسكرية أعقد من أن يحيط بها مفهوم العقل الرعوي، ولكن هذه الصفة هي ما تواضعت عليه قوى الحرية والتغيير (قحت) في باكر أيام ثورة ديسمبر عام 2018 حين وصفوا محمد حمدان دقلو، قائد "الدعم السريع" بـ"راعي الجمال" في معرض التبخيس به.
    أخذ النور حمد المفهوم عن ثنائية "الحضر والبدو" لابن خلدون ببينة من رأيه أن العرب أبعد الناس من سياسة الملك و"إنهم إذا ملكوا أمة من الأمم جعلوا غاية ملكهم الانتفاع بأخذ ما في الأيدي". فالعقل الرعوي في قول حمد هو "منظومة قيمية تشكلت في ظروف تاريخية ارتبطت بنشاط اقتصادي بعينه وأسلوب حياة بعينه" وهو الرعي، ويتجسد هذا العقل في "المسلك المعادي للحداثة ولقيمها ولاحترام القوانين والنظام"، فهو حال الوحشية حيال الأنسية، والنظام مقابل اللانظام، والجلافة بوجه الصقل.
    ولا يعتد أحد هنا بأن العالم العربي المعاصر قد تحدث، فمن رأي حمد أنه لا يزال واقعاً قبلياً "لم تغير الحداثة المظهرية بناه العقلية" بدليل تعثر إنجاز التحول الديمقراطي وبناء الدولة الحديثة فيه. فالعقل الرعوي كامن في العرب "كمون النار في الحجر". ومع ذلك لا تقتصر الظاهرة عند النور حمد على العرب. فوسعت هذه العقلية عنده عوالم شتيت متى ما وقعت هبة رعوية على محيط حداثي. فشمل بها القبائل الجرمانية التي عصفت بالإمبراطورية الرومانية، والمغول الذين عصفوا بحضارة الهند، وكذلك الفاشية والنازية، والأفغان العرب، و"داعش"، و"كوكلكس كلان"، بل الرئيس الأميركي دونالد ترمب لهبوبه "بعقلية الكاوبوي" من باطن الحداثة التي اعتزلت نخبها الليبرالية سائر الناس.
    والسودان في فكر النور حمد مما ابتلاه الله بـ"العقل الرعوي" من لدن قدوم العرب المسلمين إليه في ما بين القرنين التاسع والـ14، فكان السودان في قوله بلا بنية عقل رعوي تحت ممالكه التاريخية مثل كوش ودولتي المقرة وعلوة المسيحيتين حتى تماهى مع ذلك الفضاء العربي. فتحول السودان به من "بيئة حضرية مقتدرة في الفعل الحضاري إلى بيئة رعوية". فصرنا أهل مدر بعد أن كنا حضراً، وهذا ما سماه مصابنا من "تمدد العلل العربية بأنفسنا". واستدرك بقوله إن العرب الذين وفدوا للسودان كانوا على الجاهلية لا الإسلام.
    ولم ينفك السودان مباءة عقل رعوي إلا ما جاءه من حداثة بفضل كل من الحكم التركي- المصري (1821-1881) والاستعمار الإنجليزي (1956-1989)، ولم يمكثا فينا لأن المهدية الرعوية بقيادة محمد أحمد المهدي (1981) هبت على النظام الأول فقضت عليه كما أطاحت الحركة الوطنية الرعوية بالثاني. والنور حمد كمن جعل تحكيم الإسلام في الدولة معياره للهبة الرعوية. فقال إن "قوانين سبتمبر" الإسلامية التي شرع لها الرئيس نميري عام 1983 "أعادت حركة التحديث عقوداً للوراء" ناهيك عن تمهيدها لحكومة الإنقاذ التي "هي أكبر هبة رعوية في تاريخ السودان الحديث". ونبه ألا ننخدع للقائل إن الإنجليز أقاموا فينا دولة، فهي دولة قامت فرضاً بقوة السلاح بينما كمنت القبيلة طوال فترة الحكم الأجنبي. وعليه فالدولة الحديثة في السودان لم تنشأ بعد ولن تقوم إلا بعد أن ننجح في تفكيك العقل الرعوي وإزالة آثاره التي لا تزال تبسط أمرها علينا.
    الحكومة الموازية
    كان النور حمد من ضمن من جاؤوا إلى نيروبي في منتصف فبراير (شباط) الماضي لتكوين حكومة موازية لـ"حكومة بورتسودان" في المناطق التي تحت سيطرة "الدعم السريع". والباعث من وراء وقفة حمد مع هذه الحكومة الحليفة لـ"الدعم السريع" المرتقبة هو استنقاذ ثورة ديسمبر 2018 من شرور الفلول ممن أشعلوا الحرب للقضاء عليها واستعادة سلطانهم. فظاهر حمد إعلان هذه لحكومة الموازية لأنها، في قوله، الفرصة الوحيدة الباقية لنزع زمام المبادرة من القوى الكيزانية. وبدا هنا على شيء كبير من اليأس من "تقدم"، فالحراك المدني الذي تقوم به لوقف الحرب وشل يد الكيزان لا شوكة له ولا أسنان، وسيبقى حراكها، في رأيه، حالماً إذا كانت كل عدتها الهتاف والمناشدة حيال قوة شرسة وديناميكية لا تبالي بشيء كقوة "الكيزان". فالمسرح السياسي تغير فلا مجال، في قوله، للحديث عن سلمية الثورة، بل شق طريقاً آخر يخرج فيه المدني الذي بلا شوكة ليتحد مع قوة عسكرية هي "الدعم السريع" كما يفعل الجيش والفلول.
    لم تتفق للنور حمد في السابق فكرة الإطاحة بحكومة الإنقاذ (أيام الرئيس السابق عمر البشير) عن طريق ثورة منذ كان ينشر كتابه عن العقل الرعوي في حلقات نحو عام 2016، فقال إن حكومة "الإنقاذ" التي نخر العقل الرعوي تحت حكمها الدولة الحديثة ستسقط لا محالة ولن يجديها تمديد عمرها عن طريق الميليشيات القبلية، "الجنجويد" قبل اكتسابها صفة قوات "الدعم السريع" بقانون عام 2017 التي استنجدت بها غير مدركة أنها "أخطر عليها وعلى مستقبل وحدة القطر" من الحركات المسلحة في الهامش التي أرادت القضاء عليها، ولكنه تحسب من سقوط "الإنقاذ" بثورة. ولو حدث ذلك فيكون فيه "إعادة إنتاج للعقل الرعوي".

    ونواصل
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de