رغم إحترامي وتقديري لثقل د. عبدالله حمدوك العلمي والثقافي والسياسي، فإن القراءة الموضوعية لخطابه الأخير تكشف أنه ما زال يفكر بعقلية النخب الجبانة التي إختارت الحياد والفرجة في وقت لا يعرف الحياد. إن الموقف الوطني يحتم علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين، وأن نسمي الأشياء بأسمائها، ونتخذ الموقف الصحيح حتى لو أدى ذلك إلى الإستشهاد في ساحات النضال من أجل الحرية والعدالة والسلام. الحرب اللعينة التي جلبت الخراب والدمار للشعب السوداني ليست وليدة الصدفة، بل هي مشروع سياسي صممه الكيزان ضد الشعب السوداني الذي قام بثورة ضدهم في عام 2018. وبالتالي، فإن هذه الحرب ليست مجرد صراع بين طرفين، الجيش والدعم السريع، بل هي حرب ضد الشعب السوداني. لقد استغل الكيزان مؤسسة الجيش المختطف لتدمير قوات الدعم السريع، التي أعلنت انحيازها لخيار الشعب في التحول المدني الديمقراطي. هذا الوضع يفرض على كل وطني حر شريف أن يقف مع قوات الدعم السريع ضد الكيزان القتلة الأشرار الذين إختطفوا الدولة السودانية منذ عام 1989، ومكنوا تنظيمهم المجرم من السيطرة على الجيش والشرطة والأمن وبقية مؤسسات الدولة المدنية. إن سقوط عمر البشير لا يعني سقوط بنية الإستبداد والفساد التي بناها الكيزان طوال ثلاثة عقود. لذلك، فإن الموقف الوطني الصحيح يتطلب مغادرة موقف الحياد والفرجة. يجب علينا أن نسمّي الأشياء بأسمائها، ونُعلم الرأي السوداني والإقليمي والدولي بأن الحرب ليست كما تُسوق في الإعلام، على أنها صراع بين الجيش والدعم السريع. هذه فرية وكذبة كبيرة، الحرب هي بين فلول النظام السابق والشعب السوداني، ويجب على الشعب السوداني أن يحمل السلاح ضد هذه العصابة المجرمة التي دمرت البلاد. المرحلة الراهنة لا تقبل أنصاف الحلول والخطابات الجوفاء. المرحلة تفرض التزام موقف وطني شجاع، يضع مصلحة الوطن فوق كل إعتبار، ويؤكد أننا في خضم نضالنا الممهور بدماء شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، ليس فيه ترف الحياد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست