|
Re: نهاية حزب عظيم كتبه إسماعيل عبد الله (Re: اسماعيل عبد الله)
|
يا رفيق! كنت قد كتبت هذا في 2009 و كنتها وقتها ناشطا مع حزب الأمة.. المنعطف الأخير هو الفرصة الأخيرة لخلاص الحزب
Quote:
حزب الامة: بداية التاريخ و الامبراطور الاخير .... بقلم: عمر عبد الله عمر سودانيلنشر في سودانيل يوم 13 - 03 - 2009
كان الامل يحدو الجميع بان المؤتمر العام السابع لحزب الامة القومى و الذى انعقد فى الرابع و العشرين من الشهر المنصرم سيكون علامة فارقه فى تاريخ الحزب لا سيما و الوطن مجابه بتحديات جسام تهدد وجوده ككيان. كان الامل كذلك يحدوا الحادبين و المشفقين من ابناء الحزب و كوادره بأن يحسم هذا المؤتمر و بشكل قاطع كل المسائل العالقة و المواقف المائعة و التى شكلت حرجا كبيرا للكثير من الكوادر النشطة. فقد اصبح الحزب منقسما على ذاته فى كثير من مواقفه تجاه القضايا المصيريه التى تكاد تعصف بالبلاد و العباد. و بات واضحا للعيان ان هنالك تباينا كبيرا و فجوة عميقة بين مواقف القياده ممثلة فى رئيس الحزب و دائرة صغيره تحيط به و مواقف عدد كبير من الاعضاء و الكوادر الوسيطه. اما كوادر الصف الاول فقد اكتفت فى التعبير عن عدم رضاها بالشماته و الهمس و ذم الشفاه! فقد كشف هذا المؤتمر عورات الحزب كما يردد الاعضاء فى حواراتهم الداخليه. كما اثارت النتائج التى تمخض عنها هذا المؤتمر جدلا واسعا و فجرت حلافات و غبائن لا احد يدرى عمق تداعياتها وابعاد مألاتها. لقد و صلت حدة التوتر لدرجة وصف فيها بعضهم المؤتمر بالمسرحيه السياسية السخيفة و التى و لاول مرة يظهر فيها رئيس الحزب انحيازا بارزا غير مستتر فى مساندة مرشح ضد اخر. ليس ذلك فحسب بل و فى مناورة غير مسبوقة و خرق لدستور الحزب معترف به تمكن رئيس الحزب من تصعيد مجموعة يشتبه فى انها رجحت كفة مرشحه المفضل. ثمة مجموعة تقدمية داخل حزب الامة تسعى و تعمل فى جد لاصلاح مؤسسي حقيقى يعيد الامور الى نصابها. كما تسعى هذه المجموعة الى تصحيح مواقف الحزب و حمل القيادة على اتخاذ مواقف مشرفة لنصرة قضايا الشعب السوداني بشكل عام و قضايا انصار الحزب في النيل الابيض و كردفان و دار فور و بقية الاقاليم بشكل خاص. فقد كسب رئيس الحزب و مجموعته هذه المعركه و لكنه فى خاتمة المطاف سيخسر الحرب امام هذه الارادة الشعبية و التي و لاول مرة ترقص بدقون مكشوفه! ثلاثة غبائن: اولى: يبدو ان فوز السيد الصديق محمد اسماعيل بالامانة العامة قد صب الزيت فى النار و الملح على الجرح. فالرجل محسوب على الرئيس كما انه محسوب على تيار المهادنة و التراضى. على كل حال ستكون مهمتة عسيرة ان لم تكن مستحيلة فى خضم هذة التأويلات صحيحة كانت ام مجرد اوهام. فالرجل , و الحال كهذه, موسوم بالضعف الفني و قلة الولاء و الالتزام بتطلعات و احلام جماهير الحزب الصابرة و المغلوب على امرها! و يخشىالحادبون من ان يصير الامين العام دمية و بوقا لا سيما بعد التصريحات و التى قال فيها بانه سيكون نسخة طبق الاصل من رئيس الحزب و يأمل ان نكون كذلك! فقد وضع الرجل نفسه بين المطرقة و السندان. اما انا سيدى الامين, فلن اعيش في جلباب ابي! ثانية: الطريقة التي سيطر بها ابناء السيد رئيس الحزب على مجريات سيرالمؤتمر و سلوك بعضهم اثار حفيظة عدد غير قليل حتى من "الاحباب". بعض التصرفات الخرقاء فسرت على انها تهافت محموم من القيادة الطائفية لارضاء المركز المتهالك و التحالف معه لكبح جماح قوى الهامش داخل الحزب والتى طالما اكتوت بالحرائق و الحروب. فقد ايقنت هذه القوى ان جلدها غيرجلد القيادة و قد سئمت جر الشوك عليها! فقد اضحت هذه القوى فى حالة ثورة و انتفاضه عارمة.
ثالثة: تعم كذلك خيبة امل كبيرة قطاعات واسعة داخل الحزب كانت تنتظرهذا المؤتمر على أحرمن الجمر و تأمل فى ان يناقش المؤتمرون قضايا شائكة فى الاصلاح و المال. فالجمع مثلا بين القداسة و السياسة شكل احدى المسائل التى باتت تقلق بال المصلحيين كما صارت تشكل حرجا بالغا للكوادر الديمقراطية و الاصلاحية. اما امر المال فحدث و لاحرج! لا خطاب دورة و لا مالية! لا حول ولا قوة الا بالله! كيف سنحكم حتى و ان آلت الينا بارده! هاهو رئيس الحزب الدائم يتحدى الجموع و يقول لا تتحدثوا عن رئيس جديد للحزب حتى تتمكنوا من تمويل انفسكم و حتى تمتلكوا داركم! و دار من هذة التى بها تقبعون اذن؟ ثم من بعد ذلك لا يتحدث و لايسمح بالحديث عن اشتراكات الاعضاء و طريقة جمعها! مخرج: هذه مفاصلة بينة, يمكنك ان تقول بين الطائفية و الموسسية الحقيقية, بين المركز و الهامش,او حتى بين السودان القديم و السودان الجديد. قد يستغرب البعض مثل هذة الادبيات فى حزب الامة لكنها اضحت ادبيات يومية فى محاولة للقابضيين على الجمر داخل الحزب فى الانحياز الى تطلعات و احلام اهاليهم. قد تطول هذه المفاصلة او تقصر و لكنها بخلاف سابقاتها سوف لن تقود الا الى حزب قوى تسود فيه المؤسسه و الديقراطية. فقد فجرت فعاليات هذا المؤتمر بداية التاريخ وآذنت بنهاية عهد الامبراطور الاخير!
|
| |

|
|
|
|