ما تم في العاصمة الكينية نيروبي لا نعرف كيف نصنفه ، هل هو لقاء سياسي أم مؤتمر أم تظاهرة إعلامية ، فقد فشل المجتمعون في اعطاء هوية لما يريدون . فإذا تجاوزنا عن هوية الاجتماع للنظر في هوية المجتمعين أنفسهم لوجدنا شتاتا لا يجمع بينهم جامع . فأبرز المتواجدين هناك لا يكاد يجمع بينهم رابط فكري ولا هدف واحد ،فكل فئة لها اجندتها الخاصة في معاداة النظام الحاكم . فعبد العزيز الحلو ظل لأكثر من أريعين عاما يردد نفس شعاراته ولم يحقق له نصرا سياسيا أو عسكريا . أما فضل الله برمة ناصر فالكل يعلم أنه مجرد واجهة لآل المهدي وأن تصرفه كان فرديا لم يرجع فيه لحزبه وها هو الآن قد اقصي من قيادة الحزب ، فلم يكن من الممكن لحزب الأمة وهوحزب طائفي ديني أن يقبل بدولة علمانية كما يدعو لها عبد العزيز الحلو ولا أحد يعلم كيف قبل الحلو نفسه ان يتوافق مع حزب ديني وهو يدعو للعلمانية . أما عبد الرحيم دقلو الذي تم دفعه لاقامة هذا التجمع لم يكن له الا ان يلعب دور العريس في المهرجان وظل يرفع يديه كأنه زعيم او رئيس في لقاء جماهيري لذلك قلت لا يعرف أهذا لقاء أواجتماع أو تظاهرة اعلامية . فالواضح ان الامر قد اختلط على عبد الرحيم تماما كما اختلط على حتى اللجنة المنظمة . فما صدر اولا ان الهدف من اللقاء هو اعلان حكومة منفى ، وسرعان ما وجدوا الاسم غير مناسب فغيروه إلى حكومة موازية وحتى هذا لم يكن مناسبا لهم ، فتركوا أمر تشكيل الحكومة برمته والسبب ليس التسمية ولكن الخلافات التى ظهرت من الرأس حول من سيرأس هذه الحكومة ؟ عبد الرحيم دقلو يرى انه الاحق وهومن تحمل كافة النفقات وأكيد لن يقبل كفيله بأقل من أن يعود بالرئاسة . وعبد العزيز الحلو لن يتنازل عنها لخبرته الطويلة في ( النضال ) . وأين سيكون موضع برمة ناصر هل سيتنازل عنها وهو يظن انه صاحب اكبرقاعدة جماهيرية ؟ وكل هذه التظاهرة لم تخرج إلا بمثاق فرض فيه الحلو رؤيته الأثيرة على نفسه وهي العلمانية . وبند العلمانية وحده كاف ليضع الدعم السريع في حالة غريبة فرجاله المقاتلون في الميدان شعارهم اما النصر او الشهادة فهل سيستشهدون من اجل دولة علمانية ؟ وماذا يقولون غدا ؟ لم يبق لهم الا النصر او الموت ( فطيس ) . السؤال المنطقي هنا ما الذي حدا بهذا الشتات للاجتماع وما الدافع لهم الذي جعلهم يعجلون به وهم غير مستعدين له بالقدر الكافي ؟ او قل عير متفقين على اجندنه الدعم السريع في وضع عسكري صعب يقترب يوما بعد يوم من الانهيار التام ، فثد ظل طوال الشهرين الماضيين في هزائم متسلسة فكان لزاما عليه أن يجد مخرجا يدعم به موقفه ، عسكريا لن يجد هذا الدعم فذهب يبحث عنه سياسيا حتى لا يخرج من المولد بلا حمص ، فيريد ان يشكل ثقلا سياسيا ليستمر في الساحة . ولم يكن من الممكن ان يقوم بهذا الدور منفردا خاصة ان حاضنته السياسية قد انقسمت وكل يوم هي في اسم جديد مرة قحت ومرة تفدم وثالثة قمم ورابعة حسم . كما انه يريد ارضا لقواته الهاربة فعينه على كاودا ليتخذها قاعدة بجانب قوات الحلو بعيدا عن يد الجيش . اما الحلو فاراد ان يلعب بهم سياسة فمرر اجندته في علمانية الدولة ورفض دمج قواته مع قوات الدعم السريع . الخلاصة ان الدعم السريع لم يحقق اي مكسب من هذا الاجتماع وخاب امله في اعلان الحكومة وفي بناء حلف قوي مع عبد العزيز الحلو والقحاتة بمختلف طوائفهم ومسمياتهم لم نر لهم وجودا فاعلا والخاسر الاكبر هو حزب الامة وبالاخص رئيسه ( برمة ) الذي اقصاه اولاد المهدي قبل ان يعود من الاجتماع . جموع المهرجين والطبالين من امثال اولاد الضى وصلاح سندانة وتراجي مصطفي يكفيهم ما نالوه من اكل فاخر ونوم في الفنادق الفخمة وبضع دولارات في الجيب . اذا انفض المولد وصاحبه (حميدتي ) غائب تماما ، لم نسمع له صوتا ومن المستحيل ان يغيب بارادته عن عرس هو صاحبه عن رغبة واختيار . في البداية سربوا له صورة فيسبوكية على اعتبار انه موجود ثم سحبوها بسرعة وصرحوا بانه لن يحضر لانه مشغول جدا بأي شيء الله اعلم ؟ وهذا يؤكد ان الرجل غير موجود وانه اختفى حتى دون ان يعلن احد اين هو ، مات ؟ ام مصاب ؟ وغيابه هذا يعزز فرضية مقتله او اصابته اصابة مميته في اول ايام الحرب . وان كل ما قاموا به من ظهور اعلامي قبل هذا كان مجرد محاولة لعدم كسر شوكة جنوده واخفاء الامر عليهم حفاظا على معنويانهم . خلاصة الخلاصة ان هذه التظاهرة اثبتت ان الدعم السريع سيزول حتما ومعه قحت وانه لا مكان له لا سياسيا ولا عسكريا وان قحت للاسف اصطفت وراهنت على الحصان الخاسر ,ان لا احد يمكنه ان ينقذهم من المصير المحتوم لا الحلو ولا برمة ناصر ولا شرازم قحت وان هؤلاء الطبالين ما زادوهم الا خبالا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زاهد زيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست