في إحدى محطات الحافلات المنسية، حيث تتلاشى الحدود بين الواقع والخيال، كان يقف "كاودا نفر"، الكبسنجي الأسطوري، بملامحه التي تحمل آثار الزمن وصوته الذي يخترق صمت المكان. "يا جماعة، رحلة العودة إلى الماضي على وشك الانطلاق! استعدوا لتجربة فريدة من نوعها!"، هكذا كان يصدح "كاودانفر" بصوته الجهوري، بينما يلوح بيده التي تحمل مزيجًا غريبًا من ثمار بلدية، بسكويت قديم، وقوارير مياه مجهولة المصدر. لم يكن "كاودا نفر" مجرد بائع متجول، بل كان مؤسسة متكاملة الخدمات. ففي زاوية المحطة، كان يقدم وجبات إفطار وغداء وعشاء، تتنوع بين سندويشات البيض بالطعمية وعصيدة التقلية، وصولًا إلى تحلية الباكمبا وزلابية آخر الليل. "يا طلاب العلم والمعرفة، لدينا هنا بيت أدب يليق بأذواقكم الرفيعة! وإذا كنتم تبحثون عن مكان للإقامة، فلدينا أسرة للإيجار بأسعار تنافسية!"، كان "كاودا نفر" ينادي على زبائنه، بينما يوزع الابتسامات يمينًا ويسارًا. ولم يكتفِ "كاودا نفر" بكل ذلك، بل كان أيضًا خبيرًا في إدارة المخلفات. فكان يجمع البلاستيك والحديد والورق، ويحولها إلى كنوز ثمينة. "يا جماعة، لا ترموا أي شيء! كل شيء له قيمة في ذهن كاودا نفر!"، كان يردد هذه الكلمات بحماس، بينما يضع نظارته الشمسية على عينيه. وفي نهاية كل يوم، كان "كاودا نفر" يجلس على كرسيه المتواضع، يحتسي كوبًا من شاي اللبن، ويتأمل في إنجازاته. كان يعلم أنه ليس مجرد كبسنجي، بل هو أسطورة حية، وقصة تروى للأجيال القادمة. الغباء الطبيعى: في زاوية مهجورة من الكون، حيث تتداخل الأحلام مع الواقع، كان "عجيب الغرائب" يقف شامخًا، رجلٌ يحمل في طياته تناقضات الكون وأسرار العدم. "أيها الحيارى، أيها التائهون، تعالوا إليّ! لديّ ما تبحثون عنه، حتى وإن لم تعرفوا ما هو!"، هكذا كان ينادي بصوته الذي يجمع بين رقة النسيم وقوة العاصفة، بينما تلمع عيناه ببريق غامض. لم يكن "عجيب الغرائب" مجرد شخص عادي، بل كان تجسيدًا للمفارقات. كان يبيع الهواء في زجاجات، ويشتري الصمت بأصوات الرعد. كان يقدم وجبات من لا شيء، ويبيع أفكارًا لم تخطر ببال أحد. "يا طلاب الحكمة، يا عشاق الجنون، لديّ هنا كنوز من الأفكار الصفرية! أفكار لا تؤدي إلى شيء، ولكنها تفتح أبوابًا إلى عوالم لا نهاية لها!"، كان يصرخ وهو يلوح بيده التي تحمل مزيجًا من الريش والحجارة والرمال. لم يكن "عجيب الغرائب" يجمع المتناقضات والأفكار الصفرية فحسب، بل كان يؤمن بأنها يمكن أن توصل إلى نتائج مذهلة. كان يعتقد أن الفراغ يمكن أن يكون مليئًا بالإمكانيات، وأن العدم يمكن أن يكون مصدرًا للإبداع. "يا جماعة، لا تخافوا من التناقضات! لا تهربوا من الأفكار الصفرية! إنها مفاتيح لأبواب مغلقة، أدوات لصنع عوالم جديدة!"، كان يردد هذه الكلمات بحماس، بينما يرتدي قبعة مصنوعة من الظلال. وفي نهاية كل يوم، كان "عجيب الغرائب" يجلس على كرسي مصنوع من الهواء، يحتسي كوبًا من الشاي غير المرئي، ويتأمل في إنجازاته. كان يعلم أنه ليس مجرد جامع للمتناقضات والأفكار الصفرية، بل هو فنان يصنع من العدم تحفًا فنية، وشاعر يكتب قصائد بلا كلمات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الأمين مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست