في الارشيف والتاريخ القريب للمسرح السوداني قدمت مسرحيتان ليلة الاحد 21_1_2017م ضمن يوم المسرح في مهرجان الثقافة السادس والذي هو محل تساؤل من حيث الاعلان والاختيار للاعمال المسرحية وتحديد يوم واحد و مسرحيتان للمسرح الاولي من ولاية القضارف لم تسعفني ظروفى الخاصة من حضورها كاملة و يكفيهم انهم مثلوا و انابوا عن كل الولايات السودانية غير المركز في مهرجان الثقافة السادس طالما ان هنالك لجنة طافت كل ولايات السودان ولم تختار غير عرضهم . المسرحية الثانية وهي التي مثلت ولاية الخرطوم وهي فعلا ما نود ان نقف عندها في اشارات اولية سوف نحاول تطويرها حالما وجدنا متسع من الوقت والنصوص والمراجع اللازمة لدراسة كاملة عن مسرح الدرامتوج والمخرج الصاعد عوض بعباش اولا المسرحية لابد ان تقرأ في سياق تجربة المخرج _المؤلف للعرض عوض بعباش مؤلف ومخرج المسرحية وفي محاولته الاولى في التاليف يستحق الاشادة كثيرا وتبدو هذه الاضافة الوحيدة الجديدة في مسرحه منذ عرض تخرجه من كلية الموسيقا والدراما ( عرض مسرحية مونولوج لسته اصوات صامته )و واظن ان لم تخونني الذاكرة هو العرض الذي شارك به في مهرجان الفرق والجماعات بعد تخرجه وعرض اخر شارك به في مهرجان البقعة بالاضافة لعرض الصعود الي الهاوية ) الذي شارك به في مهرجان مجدي النور و جملتهم وان اختلفت هنا وهنالك قليلا الا ان جل العروض شكلا ومضمونا يمكن تصنيفها في مسرح الاحتجاج والتناقض الاحتجاج لما وصل الية الانسان كثرة الماسي و الحروب والموت والدمار الخداع والكذب النفاق وغياب الضمير وغياب انسانية الانسان و تشظي روحه وهذه الاشكال ظهرت بعد الحرب العالمية الاولى وموت ملايين البشر لجشع الانسان و طمعه ومحاولة استحمار ، استعمار الانسان ، استعباده و قهره وارتبطت نشاتها بمسارح العبث و اللامعقول والقسوة والنزعة الوجودية الرافضة للعالم المزري فاذا رجعنا للمسرحية ومن العنوان (وجع الذاكرة)ترفض جملة وتفصيلا التاريخ الازمنة و الامكنة التي شكلت وحددت وجودها ففي المسرحية احتجاج علي ما شكل وعينا و وجودنا بدا من المنزل والشارع والمدرسة والوطن والكون باكمله طالما غابت فيه انسانية الانسان لهذا شكل الخروج والهروب لا علاء المسرح هو السمة البارزة والمميزة لمسرحه لعلة يرتبط بالفراغ والفضاء الخارجي أو الالتجاء لله في السماوات العلي والعدل السماوي المطلق والنقاء للخلاص من جشع الانسان واكله لحم اخيه ميتا ورغم كل هذا اتسم العرض بضغط وعنف وكثافة في الحركة وتنقل وتناول العديد من الافكار والموضوعات مما ينهك العقل والمتابع وتتفلت كثير من الموضوعات دون الامساك بها فالتحية للممثلين (( امنية فتحي ايمان حسن محمد التوم الذين عثمان محمود الطيب)) الذين بزلو الكثير من الجهد ولطغيان شخصية المخرج فقد كانوا جميعهم عوض بعباش ولم يتميز احد بالاداء التمثيلي)) تجدر الإشارة إلي تجربة عوض بعباش تنم عن وعي عميق بما دار ويدور في السودان ترفضه وهذا ما جعل منها مثار اهتمامنا ونوليها ما تستحق من درس للدفع بحركة المسرح في اتجاهها الصاعد والمختلف و الداعي للثورة والتغيير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة