صديقي الأستاذ نورالدين مدني تعرفت عليه في بداية تسعينيات القرن الماضي، وتزاملنا في بيوت الأشباح، وأجرى معي حوارات عندما كان مديرا لصحف خليجية في الخرطوم وفي السوداني، وتبادلنا الأفكار والزيارات وتوطدت العلاقة إلى درجة المحبة المتبادلة التي تلطف جفاف الحياة المليئة بالماديات والصراعات. أقول بيننا رحم روحي وفكري وهم وطني مشترك. نشر اليوم في صفحته كلام الناس بعيدا عن السياسة، استلهاما لرؤيا رآها تشير إلى علاقته الروحية بهيئة شؤون الأنصار واهتمامه بأنشطة حزب الأمة القومي خاصة في عهد الإمام الراحل الصادق المهدي عليه من الله الرحمة والرضوان. أقول: أولا : الإنتماء الديني والإيمانيات فطرة إنسانية تعصم الإنسان من آثار تنازع المتناقضات في داخله بسبب تكوينه المادي والروحي. ثانيا: الرؤيا الصالحة من المبشرات الباقية التي من أثر النبوة قال صلى الله عليه وسلم :((الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة)) رواه البخاري. ثالثا: الاختلاف بين المذاهب والطرق والاجتهادات بين المسلمين اختلاف تنوع وليس اختلاف تصادم، وهو يبين الخيارات المناسبة لكل إنسان حسب استطاعته والظروف التي تحيط به ومصالحه التي لا تتعارض مع مقاصد الشرع. رابعا: الأنصارية استجابة لنداء الله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ)) وهي يتطلع لها كل مسلم مؤمن للوصول لدرجة الإحسان التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم :((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)) خامسا: الأنصارية خرجت من رحم التصوف وهي تجمع بين رقائق التصوف وحزم المهدية، ولا غرابة أن يلتزم الأنصار والمتصوفة منهج الوسطية والمحبة والابتعاد عن الغلو والتطرف ودعوة الجميع إلى الحوار والتعاون على البر والتقوى. سادسا:ذكر الأستاذ نور الدين أنه في رؤياه قال لمحدثه أنه أنصاري ولا غرابة في ذلك، فالأنصارية ليست طائفية ولا أيديولوجية مغلقة وإنما هي منهج يقوم على الوسطية والتسامح والمحبة والاستنارة الفكرية والوطنية، والأستاذ نورالدين تتجسد فيه هذه القيم منذ عرفته، والأنصار في وردهم اليومي يدعون الله ((فأنقذنا ومن صحبنا ومن أحبنا على حب نبيك صلى الله عليه وسلم لأجلك)) سابعا: أتفق مع الاستاذ نورالدين في الدعوة إلى إنهاء الحرب التي دمرت الوطن وازهقت الأرواح ودمرت البنية التحتية وشردت الملايين وانتهكت فيها كرامة الإنسان، وأن يعتبر الجميع بما حدث ويغيروا مابأنفسهم لنؤسس لبناء وطن يسع الجميع بعدله ومواطنته وأمنه وسلامه واستقراره، لنعيش كما يعيش البشر الأحرار بكرامة ومحبة وسلام. عبدالمحمود أبّو 11 شعبان 1446ه 10 فبراير 2025م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة