في قديم الزمان، أو ربما في مكانٍ ما ليس ببعيدٍ عنا، كان هناك حاكمٌ اسمه "برهان". وكان هذا الحاكم يحب أن يُحاط دائمًا بأشخاصٍ من نوعٍ خاص. كان يبحث عن رئيس وزراء يتمتع بمواصفات فريدة من نوعها، مواصفات تجعله أشبه بدمية متحركة أكثر منه بإنسان. كان "برهان" يريد رئيس وزراء ضعيفًا، مهزوز الشخصية، بلا سيرة ذاتية تذكر. شخصًا يجيد الانحناء والسمع والطاعة العمياء، لا يقول "لا" أبدًا، ولا ينام خوفًا من أن يتم تغييره في أي لحظة. كان يريد رئيس وزراء يصبح ويمسي على صورة "برهان"، يتملقﻪ في كلِّ حركةٍ وسكنة. وبالفعل، وجد "فلان" ضالته في شخصٍ يدعى "مانيكان". كان "مانيكان" يتمتع بكلِّ المواصفات التي يبحث عنها "برهان". كان ضعيفًا، مهزوزًا، بلا شخصية، ولا يملك من المؤهلات إلا القدرة على الانحناء والطاعة. كان "مانيكان" يسمع ويطيع وينفذ كل ما يأمره به "برهان" دون أن يناقش أو يعترض. كان "مانيكان" يعيش في خوفٍ دائم من أن يتم تغييره. كان ينام ويستيقظ على صورة "برهان"، يتملقﻪ في كلِّ لحظةٍ ويذكره في كلِّ كلمة. كان "مانيكان" يعلم أن بقاءه في منصبه مرهونٌ برضا "برهان"، لذلك كان يبذل كلَّ ما في وسعه لإرضائه. وهكذا، أصبح "مانيكان" رئيس وزراء "برهان"، أو بالأحرى، دمية "برهان" التي يحركها كيف يشاء. كان "مانيكان" ينفذ أوامر "برهان" دون تفكير، ويصدق كل ما يقوله، حتى لو كان كذبًا أو هراء. كان "مانيكان" أداة طيعة في يد "برهان"، يستخدمها لتحقيق أهدافه ومآربه. ولكن، لم يدم هذا الوضع طويلًا. فقد سئم الناس من "برهان" و"مانيكان"، ومن تصرفاتهما التي كانت تضر بالبلاد والعباد. فثاروا عليهما وأطاحوا بهما، وأنقذوا البلاد من شرورهما.!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الأمين مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست