و أنا أتصفح تلفون المكالمات الصغير من عائلة (تكنو) الخاص بي ؛ وقفت على ملحوظة هامة ؛ ألا وهي : إضافة مجلد جديد من قبل مدير الملفات بتأريخ ذلك اليوم 4/2/2025 ؟! فعكفت على تواريخ إضافة المجلدات في هذا الهاتف منذ إقتناء أول إصداره منه ؛ فوجدت أن هنالك مجلدات أنشأتها أنا شخصياً لسد بعض الحاجيات الآنية ، و هنالك مجلدات أخرى أنشأها مدير الملفات من تلقاء نفسه ! مع العلم بأن تأريخ إقتنائي لأول هاتف صغير من هذه العائلة يعود إلى العام 2017م ، و الدرس الذي خرجت به من هذه التجربة ، أن التقانة حريصة كل الحرص بأن تواكب المنتجات التطور المتسارع فيها ، و هذا سر تفوق التقانة على بقية مجالات الحياة الأخرى.. أجريت مقارنة سريعة بين السياسة الدولية و التقانة ، فوجدت بأن البون جد شاسع و واسع ، و ضربت قضية أبيي كمثال على تخلف السياسة الدولية ، فهي تقف على الأطلال كثيراً كما كان يفعل الشعراء العرب في زمن الجاهلية ، و لا تهتم بما يستجد من الأمور ، و هذا جزء كبير من فشل السياسة الدولية في حل الأزمات الدولية ، فبرتكول أبيي كان يرتبط باستفتاء يجريه مواطنو منطقة أبيي ، و كان ترتيب الاستفتاء قبل إستفتاء إقليم جنوب السودان في دولة السودان القديمة ، و لكن لأسباب ، إجرى إستفتاء جنوب السودان قبل إستفتاء مواطنو منطقة أبيي في العام 2011م ، و إنفصل جنوب السودان من السودان الأم ، و في أكتوبر من العام 2013م ، أجرى مواطنو منطقة أبيي إستفتاءهم ، و كانت النتائج تشير إلى رغبة 99.7 من شعب دينكا نقوك في الانضمام لدولة جنوب السودان على حساب دولة السودان الأم ، و لكن الدولتين المعنيتين بالتصويت لم تقبل النتيجة .. إذا كانت السياسة الدولية ناجحة في متابعة القضايا الدولية بدقة متناهية كما تفعل مجال التقانة ، لأجرت تحديث لمهام قوات حفظ السلام الدولية الموجودة في منطقة أبيي ، بإضافة مهمة جديدة تتعلق بحفظ الموارد الطبيعية الموجودة في منطقة أبيي ؛ و بالتحديد داخل صندوق لاهاي ، و المعروفة الحدود و المساحة ، بحيث لا تتصرف فيها الدولتين بحرية طالما أن مصير عشائر دينكا نقوك التسعة لا تعنيهم !! فتحرم كل الأطراف الأخرى من حق التصرف في موارد عشائر دينكا نقوك التسعة بدون مشاورتهم و أخذ الموافقة منهم ، إذ لا فائدة تذكر من تبذير ثروات دول العالم الأخرى على بعثة أممية يسرق فيها موارد أهل المنطقة الأصليين و هي لا تحرك ساكنا تجاه ذلك ؟! لم تقف إستنزاف بترول منطقة أبيي من قبل حكومة السودان إلا بعد إندلاع حرب السودان الحالي ، أما قبل الحرب فكانت تعمل بكفاءة وفاعلية تحت سمع و بصر قوات حفظ السلام الدولية ! فالمطلوب من الرئيس الأمريكي الجديد السيد دونالد ترامب أن يربط برباط من حديد بين إستغلال موارد منطقة أبيي بالحل النهائي ؛ فإذا تعثر الحل النهائي ، فيجب أن يضاف إلى مهام القوات الدولية الموجودة في منطقة أبيي مهمة جديدة ألا وهي حفظ موارد المنطقة من الاستغلال من قبل الدولتين المجاورتين و زيادة عددها بقوات من الولايات المتحدة الأمريكية ، و المساعدة في إنشاء حكم ذاتي للمنطقة في حالة تعنت الأطراف الأخرى ، و ألف مبروك للولاية الثانية و لجهودك المقدرة في حلحلة الأزمات الدولية سيادة الرئيس الأمريكي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة