العودة إلى سنار ( البحث عن هوية و دور حضاري للسودان ) كتبه د. الفاتح كامل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 11:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-02-2025, 05:08 AM

الفاتح كامل
<aالفاتح كامل
تاريخ التسجيل: 02-02-2025
مجموع المشاركات: 1

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العودة إلى سنار ( البحث عن هوية و دور حضاري للسودان ) كتبه د. الفاتح كامل

    04:08 AM February, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    الفاتح كامل-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر







    و ما زلنا نحلم بالعودة ...
    تشكل قصيدة محمد عبد الحي العودة إلى سنار ، تجسيداً لتكثيف الجانب الاسطوري في الشعر العربي المعاصر ، و هي محاولة من جملة محاولات عربية كان بدر شاكر السياب أحد أبرز الوجوه فيها ، و إن أتت العودة إلى سنار الأكثر رسوخاً في إيقاظ الوعي القومي ، و الأعمق تماسكاً من الناحية البنائية للنص .
    ينتمي محمد عبد الحي لمدرسة الغابة و الصحراء ، . و هي أحد أساليب الواقعية في الشعر السوداني المعاصر التي حاولت التوفيق بين طبيعة السودان العربية و الأفريقية ، لذلك وجد عبد الحي ضالته في سنار و التي تعتبر النموذج الأعلى للشخصية السودانية ، حيث شكلت الحضن الطبيعي للعربية و نقطة الوصل الهامة مع التراث الأفريقي ، فدكتور عبد الحي و الذي ضرب مغامراً في الأرض و الأفكار وجد أخيراً أنه ترك الكنز وراءه و بين يدي وطنه .
    ( يا أبا يزيد ماذا أخرجك عن وطنك ، قال طلب الحق ، قال الذي تتطلبه قد تركته ببسطام ، فتنبه أبا يزيد ورجع إلى بسطام و لزم الخدمة حتى فتح له )
    بدأ عبد الحي النص بصورة ضبابية ، حيث لم تكن الملامح قد وضحت بالنسبة له خلال رحلة أسفاره الطويلة
    كانت مصابيح القرى
    على التلال السود و الأشجار
    تطفو و تدنو مرة و مرة تنأى تغوص
    في الضباب و البخار
    تسقط مثل التمر الناضج
    في الصمت الكثيف
    بين حد الحلم الموحش
    و إبتداء الإنتظار
    و لكن بدأت أخيراً تزول ملامح الضبابية و تتضح الرؤية ، و إن لم تكن متكاملة
    و إرتفعت من عتمة الأرض
    طيور النار
    و الملاحظ في شعر عبد الحي ، سعي محموم لإعادة الأسطورة الأفريقية في جسد النص ، فمحاولة إحياء الروح القديمة في سنار الرمز و المدينة و بعثها في جسد السودان ، بدت له في إعادة أرواح أجداده ، و قضية الموت و البعث في المفهوم الأفريقي ، شكلت لبعض الأدباء السودانيين هاجساً و ملاذاً وجدوا فيه ظلاً وارفاً يحمل بعض الحلول لقضاياهم الفكرية المتشابكة
    الليلة يستقبلني أهلي أرواح جدودي تخرج من
    فضة أحلام النهر و من
    ليل الأسماء تتقمص أجساد الأطفال
    تنفخ في رئة المداح
    و تضرب بالساعد
    عبر ذراع الطبال
    حاول محمد عبد الحي ، إستعادة الحلم الأول و إستكشافه من خلال واقع صعب ، حيث الجدل ما زال قائماً حول هوية السودان الحضارية
    الليلية يستقبلني أهلي
    أهدوني مسبحة من أسنان الموتى
    إبريقاً جمجمة
    و مصلى من جلد الجاموس
    رمزاً يلمع بين النخلة و الأبنوس
    لغة تطلع مثل الرمح
    من جسد الأرض
    و عبر سماء الجرح
    و بعث الروح في الجسد المتآكل ، كانت تأصيلاً جسده عبد الحي برموزه شديدة الواقعية و الأكثر قرباً للروح السودانية
    و كانت الغابة و الصحراء
    إمرأة عارية تنام
    على سرير البرق في إنتطار
    ثورها الإلهي الذي يزور في الظلام
    و الذي سيعيد إليها القها و حيويتها ، و يتضح من خلال السرد بالنص الشعري إلحاح عبد الحي للعودة إلى سنار ، حيث أخذ يصرخ و يعبر في أكثر من موقع و بطريقة أقرب للهستيرية حاجته لمثل تلك العودة ، ذلك الحلم و الهاجس الذي ظل معشعشاً في مخيلته طيلة سني هجرته
    سأعود اليوم يا سنار ، حيث ينمو
    تحت ماء الليل اشجار
    تعرى في خريفي و شتائي
    ثم تهتز بنار الأرض ، ترفض لهيباً
    أخضر الريش لكي
    تنضح في ليل دمائي
    ثمراً أحمر في صيفي ، هذا يا جسد
    احلامه تصعد في
    الصمت نجوماً في سمائي
    و لكن هل وجد عبد الحي راحته التي ينشد بالعودة إلى سنار ، أم عاد إليها بروحه المتصارعة و ذاته المشتتة التي تبحث عن يقين في الهوية
    بدوي أنت
    لا
    من بلاد الزنج
    أنا منكم ، تائه عاد يغني بلسان
    و يصلي بلسان
    حيث لا هو بالزنجي المحض ، و لا هو بالعربي الخالص . و لكأني هنا المح مشكلة عبد الحي الذاتية بجانب شعوره القومي العام . حيث الصراع الداخلي الذي يعاني منه ، بين ثقافة غربية مكتسبة و عربية متأصلة . لكن الشيء الذي ربما لم يلحظه عبد الحي أنه إستطاع المزج بين هاتين الثقافتين مزجاً رائعاً خلاقاً
    من بحار نائيات
    لم تنر في صمتها الأخضر أحلام
    المواني
    كافراً تهت سنيناً و سنينا
    مستعيراً لي لساناً و عيونا
    هذه الغربة الذاتية التي شعر بها عبد الحي في غربته الفعلية عن وطنه أو غربة وطنه من جهة ثانية ، عن جذور حضارته بعثت في شعره حنيناً جارفاً جعلته يضرب في أوتار شديدة الحساسية
    من ترى يمنحني
    طائراً يحملني
    لمغاني وطني
    عبر شمس الملح و الريح
    العقيم
    لغة تسطع بالحب القديم
    و دخل عبد الحي سنار بعد إلحاح شديد لفتح أبواب المدينة لينام مثلما ينام طفل الماء في الحصى المبلول و ليقبل بكل ما في سنار القديمة من مظاهر
    اليوم أقبل فيك يا سنار أيامي بما
    فيها من العشب الطفيلي الذي يهتز تحت غصون أشجار
    البريق
    اليوم أقبل فيك أيامي بما فيها من
    الرعب المخمر في شراييني و ما فيها
    من الفرح العميق
    اليوم أقبل فيك كل الوحل و اللهب
    المقدس في دمائك ، في دمائي أحنو
    على الرمل اليبيس كما حنوت على
    مواسمك الثرية بالتدفق و النماء
    و لينشد في مواقف الرضا و القبول كما أنشد مالارمي في قصيدته الرائعة على ضريح
    ادغار الان بو
    و أقول يا شمس القبول توهجي في
    القلب
    صفيني و صفي من غبار داكن
    لغتي غنائي
    و يلجأ محمد عبد الحي للتشكيل ، حيث لا إنفصام بين الفنون لتوصيل الرسالة المبتغاة ، و يجسد في النص هرم عظيم يحتوي على كنوز سنار ـ فنحن أحفاد مروي ، نبته و البجراوية ـ هذا الهرم يقوم على قاعدة هي الكتاب ، الأساس لهذه الحضارة المُلهمة و الأساس لكل حضارة ، عندما كنا أصحاب تدوين حتى على جدران المعابد إلتصقنا بجسد الحضارة و عندما فارقنا التدوين إبتعدنا عن الأمم الحية . هل هذا ما قصده عبد الحي الذي سبق برؤاه الجميع ؟
    سنار
    تسفر في
    بلاد الصحو جرحاً
    أزرقـاً قوساً ، حصانـا
    اسود الاعراف ، فهداً قافزاً في
    عتمة الدم ، معدناً في الشمس ، مئذنة
    نجوماً في عظام الصخر ، رمحاً فوق مقبرة
    كتاب
    و لعل ختام القصيدة ، قراءة القراءة الأكثر روعة و خصوصية
    الشمس تسبح في نقاء حضورها
    و على غصون القلب عائلة الطيور
    و لمعة سحرية في الريح ، و الاشجار
    تبحر في قداستها الحميمة و تموج في
    دعة و لاشيء نشاز ، كل شيء مقطع
    و إشارة تمتد من وتر
    إلى وتر على قيثارة الأرض العظيمة
    و تظل العودة إلى سنار فكراً سياسياً ناضجاً ، ما أحوج السودان إليه في هذه الفترة التي تتناوشه فيه ضروب الزمان . و تظل العودة إلى سنار إبداعاً متجدداً و نموذجاً أعلى لدور السودان المفترض في تعميق الإتصال و الإرتباط بين التراثين العربي و الأفريقي. رغم تأكيد عبد الحي أن الجوهر الديني للوجود الإنساني هو أصل الملامح المتعددة للإنسان و أفعاله . فمحاولة إضفاء الروح الإنسانية العامة الخالدة على القصيدة كما رمى عبد الحي لا يقلل أبداً من قيمة النص الجوهرية كأساس قومي يرتكن إليه أبناء السودان جميعاً في هذه الفترة من تاريخه ، لإحياء دور السودان الحضاري في محيطيه العربي و الإفريقي بل مثالاً للتعايش و التسامح الديني الحضاري لشعوب العالم كافة .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de