إن المؤامرة الشريرة التي أطلقتم عليها إسم "حرب الكرامة" أظهرت بوضوح خيانتكم وعمالتكم ومحدودية أفقكم السياسي، الذي جعل همكم الأول والأخير هو حيازة السلطة والثروة والسلاح، حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والمواطن. لقد نسيتم حصاد تجربتكم في الحكم التي انتهت إلى الهشيم، مما يدل على مدى غبائكم. مارستم الإستبداد والفساد والظلم لمدة تجاوزت الثلاث عقود مظلمة، حولتم خلالها نهر الحياة الدافق إلى سكون. عطلتم النشاط السياسي وصادرتم حريات الناس باسم الدين، والدين براء من سلوككم الغشيم. وفات عليكم أن تقدم الشعوب والأمم يتحقق في ظل الحرية التي تبني جسوراً قوية بين الشعب وتياراته السياسية والثقافية. تبا لكم يا كيزان، وتبا لأذنابكم من حركات الارتزاق، الذين خانوا الثورة من أجل مصالحهم الشخصية، وإستغلوا معاناة الشعب الناجمة عن الحرب اللعينة لتحقيق مكاسبهم الدنيئة. أنتم يا كيزان أكذوبة كبرى منحطة لا قيمة لها في موازين الوعي السياسي والتفكير العقلاني والسلوك المسؤول. أنتم مجرد قطيع يحفظ شعارات خالية من المعرفة. لذلك، من واجبنا ترسيخ الوعي بمقولة الإختلاف، باعتبارها تمثل الجزء الأولي والبسيط في التصور الديمقراطي للعملية السياسية والإجتماعية والإقتصادية في بلادنا. هذه المقولة هي الميدان الواسع الحقيقي الذي سيحدد وجهتنا في الحاضر والمستقبل، لكي نسهم في تراجع حالة السكون. لذا، لابد من الديمقراطية التي تنطلق من فلسفة الحداثة التقدمية، التي تقوم على وعي جدلية الواقع والإحترام للمجتمع، وللناس، وفهم الناس وعقولهم. هذا الإحترام شرط المعرفة، والمعرفة شرط النقد والتغيير باتجاه النفي الإيجابي. البداية قد تكون في الأسرة، في المدرسة، في الشارع، أو في تداخلهم معاً، المهم أن نتوجه إلى الخاص أولاً ثم العام. أما من ناحية العام، فالتاريخ كتغير وتحول وتقدم لا تحمله فكرة التناقض أو التعارض فحسب، بل على وجه التحديد فكرة النفي "ونفي النفي" التي تحمل فكرة "الجديد". وهي فكرة تحمل معنى التحول كنتاج للتراكمات الكمية (تاريخ التطور البشري عملية تركيبية.. كذلك تاريخ العلم). إن التركيب هو نتاج نفي النفي، وهو نتاج وعي الخاص في علاقته الجدلية والمستقبلية بالعام. من جهة ثانية، إن تاريخ التطور البشري هو تاريخ إنتاج الوعي البشري، أو هو جزء من معركة العقل - من خلال الفلسفة - ضد كل الثوابت، في محاولة مستمرة منذ الإغريق إلى يومنا هذا. وهي عملية أجابت على سؤال "ما هي الفلسفة؟" باعتباره السؤال الممتد في التاريخ البشري القديم والحديث والمعاصر. وهنا بالضبط تتجلى مقولة الوعي البشري كانعكاس للوجود البشري، التي جعلت الناس يقفون أمام المؤامرة القذرة التي أردتم من خلالها القضاء على الثورة ومحو وعيها وثقافتها من عقول الشعب. وفات عليكم يا قتلة، يا أشرار، أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن النضال من أجل الحرية لا يضعف أمام جبروت الطغاة. إن الأشاوس، الذين يواجهون الظلم والطغيان، يجسدون الإرادة الحقيقية للشعب السوداني. هم الذين يرفضون الخنوع، ويقاومون الإستبداد والفساد، ويعملون بلا كلل أو ملل من أجل بناء وطن تسوده الحرية والعدل والمساواة. تفرض علينا التحديات الحالية أن نكون أكثر وعياً واحتراساً. يجب أن نكشف زيف هؤلاء الذين يتظاهرون بحب الوطن، بينما هم في الحقيقة خونة يرتزقون من دماء الأبرياء. لقد حان الوقت لنقول كلمتنا: لا للتخاذل، لا للخيانة، لا للعمالة. أي محاولة لتمرير أجنداتكم المشبوهة لن تمر، وسنقف صفاً واحداً ضد كل من يسعى لتقسيم الوطن أو إضعافه. إن قضية الأشاوس ليست مجرد شعار؛ بل هي رسالة لكل من يعتقد أن الفوضى والخيانة يمكن أن تسود. نحن عازمون على الإستمرار في النضال من أجل وطن حر، وطن يضمن حقوق كل مواطن ويصون كرامته. الإنتصار في هذه المعركة يتطلب منا جميعاً أن نكون في مقدمة الصفوف، وأن نفضح الخونة ونعريهم أمام الشعب. ومن هنا أناشد كل الثوار والثائرات: دعونا نوحد الصفوف ولنجعل من صوتنا صوتاً واحداً يصدح بالحرية والعدالة والسلام. هذا الشعار الخالد الذي هتف به الثوار والثائرات في عروس الثورات .. ثورة ديسمبر المجيدة وحدتنا المبنية على الوعي السياسي الصحيح هي الصخرة الصلبة التي سوف تتكسر أمامها كل المؤامرات والدسائس. نحن شعب شامخ تاريخه ناصع بالنضال والثورات المضمخة بالتضحيات الجسام. عقولنا نيرة وإرادتنا قوية، لن نسمح لهؤلاء الأوباش الخونة العملاء... أن يسرقوا أحلامنا الجميلة في الحرية والعدالة والسلام. قسماً سنقاتل كما القائد عثمان عمليات "سنقاتل سنقاتل سنقاتل" كلا من موقعه حتى يتحقق الأمل المنشود، ونرى وطننا في أبهى صوره، بعيداً عن الإستبداد والفساد والعمالة. تبا لكم يا كيزان وفلنقيات حركات الإرتزاق، فنحن أقوى من خيانتكم، وأشد عزيمة من مؤامراتكم. ستظل قضية الأشاوس قضية عادلة، وسنستمر في الكفاح من أجلها حتى يتحقق الإنتصار بإذن الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة