مقدمة: يُعدّ الخلط بين الدين والدولة من القضايا الشائكة في الفكر الإسلامي الحديث، وقد استغلّته بعض الجماعات المتطرفة لتبرير أفعالها العنيفة، تحت ما يُعرف بـ "النموذج التكفيري". هذا النموذج يعتمد على فهم مُغلوط للدين، ويُؤدّي إلى تكفير المخالفين واستباحة دمائهم، ممّا يُهدّد استقرار المجتمعات. الدين لغة: يُشير إلى الطاعة والانقياد، والمِلّة والشريعة. الدين اصطلاحًا: هو نظام شامل للعقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق، يهدف إلى تنظيم علاقة الإنسان بربه ونفسه ومجتمعه. الدولة لغة: تُطلق على الحال والكيفية التي يكون عليها الشيء، وتُستخدم أيضًا للدلالة على السلطة والنفوذ. الدولة اصطلاحًا: هي كيان سياسي واجتماعي مُستقر، يمتلك أرضًا و(شعبًا) وسلطة حاكمة، تُمارس السيادة وتُدير شؤون المجتمع. *والشعب :متعدد وعن سبب انقسام الشعوب، فإن الله تعالى خلق كل البشر من نفس واحدة، وجعل منها زوجها وهي آدم وحواء، وجعلهم شعوبا وفصائل وقبائل ليحصل التعارف وينسب كل شخص إلى مجموعته مفاهيم أساسية: مفهوم الدين: يتجاوز مجرد الطقوس والشعائر، ليشمل منظومة قيمية وأخلاقية تُوجّه سلوك الفرد والمجتمع. مفهوم الدولة: يتطوّر بتطوّر المجتمعات، ويشمل أشكالًا مُختلفة من النظم السياسية والإدارية. يرى ابن خلدون الدين كظاهرة اجتماعية أساسية لا يمكن لأي مجتمع بشري أن يوجد بدونها، حيث يعتبرها قوة مؤثرة في تشكيل المجتمعات وتطورها. وقد وصف الدين بأنه "ما وراء الطبيعة النفسي"، في محاولة منه للتوفيق بين الآراء الفلسفية والمعتقدات الدينية، مؤكداً على عدم وجود تناقض بينهما. دولة الخلافة: يُعتبر مفهوم "دولة الخلافة" من المفاهيم المُثيرة للجدل، حيث تسعى بعض الجماعات إلى إحياء نموذج تاريخي للخلافة، وتطبيقه في العصر الحديث. هذا المفهوم غالبًا ما يُؤدّي إلى صراعات سياسية واجتماعية، بسبب الاختلاف حول آليات تطبيقه وشروطه. فهم مختلفين فيه من أسانيد الحديث إلى خلافة الامام على إلى إدخال معاوية فى حساب الثلاثة وثلاثين مما يعمق الاضطراب ولذلك اعترض الترمذي على حديثه في الخلافة فقال: «وفي الباب عن عمر، وعلي قالا: لم يعهد النبي ﷺ في الخلافة شيئا» ثوابت ومتغيرات: الدين ثابت: في أصوله وقيمه الكلية، لكنّه يتفاعل مع العصر ويتجلى في صور مُتجدّدة. الدولة مُتغيرة: تتطوّر نظمها وأساليب إدارتها بتطوّر الزمان والمكان. الدين حركة مجتمعية سلوكية: يُؤثّر الدين في سلوك الأفراد والمجتمعات، ويُحرّكهم نحو تحقيق أهداف وقيم مُعيّنة. الدولة نظم وسياسات: تعتمد الدولة على نظم وقوانين وسياسات تُنظّم شؤون المجتمع وتُحقق مصالحه. مفاهيم تاريخية: الملك العضود: يُشير إلى نوع من الحكم يتسم بالقوة والتسلّط، وقد استُخدم في بعض المراحل التاريخية. التكية الصوفية: تُعتبر مركزًا للتربية الروحية والاجتماعية، ولها دور في نشر القيم والأخلاق. التكية لم تكن "دولة" بالمعنى السياسي، ولكنها كانت مؤسسة مهمة في بناء "دولة المجتمع" أو "المجتمع المتكامل"، حيث ساهمت في تعزيز التكافل الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع، ونشر القيم الأخلاقية والروحية. الخلط بين الدين والدولة: إنّ محاولة جعل الدين دولة أو الدولة دين هو مفهوم مُنافٍ للقرآن والسنة، وذلك للأسباب التالية: القرآن والسنة لم يُحدّدا شكلًا مُعيّنًا للدولة: بل وضعا مبادئ عامة للعدل والشورى والمساواة، يُمكن تطبيقها في أشكال مُختلفة من النظم السياسية. الدين يُركّز على الجانب الروحي والأخلاقي: بينما الدولة تُعنى بتنظيم الشؤون الدنيوية. التاريخ الإسلامي يُظهر تنوّعًا في أشكال الحكم: ممّا يدل على عدم وجود نموذج واحد مُلزم. النموذج التكفيري: يعتمد هذا النموذج على: فهم مُتطرّف للدين: يُركّز على نصوص مُعيّنة ويُهمل غيرها، ويُفسّرها بطريقة حرفية مُتشدّدة. تكفير المُخالفين: بناءً على تفسيراتهم المُتطرّفة، ممّا يُبرّر العنف ضدهم. الخلط بين الدين والدولة: حيث يعتبرون أنفسهم يُطبّقون شرع الله، ويُكفّرون أي نظام حكم مُخالف. تضارب الفكر التكفيري: فهم يتحدثون الناس عن الخلافة ونموذج المتوهم هو النموذج الاموى المروانى والعباسي والذى هو فى الأصل نموذج عصبي لا يعبر عن الدولة بمفهوم الخلافة بكونه تَضارب مع مرويات الوصية للأمام على وطريقة الخلافة التى تطورت من مكنيات الوصية إلى وصية مباشرة فى عهد ابي بكر إلى آلية اختيار فى عهد عمر إلى عدم الوصية فى عهد الامام على بن أبى طالب!!! +فقال: لا آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر. ولما احتضر على جعل يكثر من قول لا إله إلا الله، لا يتلفظ بغيرها. وقد قيل: إن آخر ما تكلم به: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّا يَرَهُ الخلاصة: يجب التمييز بين الدين كمنظومة قيمية وأخلاقية، والدولة ككيان سياسي وإداري. الخلط بينهما يُؤدّي إلى نتائج سلبية، مثل التطرف والعنف وعدم الاستقرار. يجب التأكيد على أنّ الإسلام يدعو إلى العدل والشورى والتسامح، ويُمكن تطبيق هذه المبادئ في إطار دولة مدنية حديثة، تحترم حقوق الإنسان وتضمن الحريات. ان التكفيرى يتلفظ بألفاظ القران ويفسرها لمفاهيم الشيطان فهو يمنع الحريات التى هى أصل الاسلام ويطلب الأحادية وجعل الناس أمة واحدة وهى ضد الإسلام الذى هو الوحدانية لله الثنائية فى الكون ويرسخ الظلم والإسلام هو دين العدل !! فالتكفيرى هو سفلة السفلة : اختلف العلماء في تعيين السفلة على أقوال ; فذكر ابن المبارك عن سفيان أن السفلة هم الذين يتقلسون ، ويأتون أبواب القضاة والسلاطين يطلبون الشهادات وقال ثعلب عن ابن الأعرابي : السفلة الذين يأكلون الدنيا بدينهم ; قيل له : فمن سفلة السفلة ؟ قال : الذي يصلح دنيا غيره بفساد دينه . وهو المجرم : الذى يخالف مبادئ الإسلام العليا فى بسط الحرية والسلام والعدالة والتعدد فى الكون واحترام العهود والمواثيق وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ قال الامام علي بن أبي طالب #بئس_ السياسة الجور!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة