[email protected] لقد تابعت منذ مساء يوم أمس عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مجريات أحداث مؤسفة شهدتها بعض المناطق في جنوب السودان، حيث دارت مواجهات بين مجموعات من المواطنين الجنوبيين ومن جهات أخرى تضم مواطنين سودانيين يتواجدون هناك لأغراض التجارة، وغالبيتهم من اللاجئين الذين فروا من ويلات الحرب في السودان، لقد آلمني ما شهدته هذه الأحداث من تصاعدات، والتي اندلعت نتيجة احتجاجات على مقتل عدد من المواطنين العزل من جنوب السودان على يد القوات المسلحة السودانية وميليشياتها في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة. إننا نعبّر عن بالغ أسفنا وحزننا العميق لهذه الأحداث المأساوية، ونتشارك مع إخواننا وأخواتنا في جنوب السودان الشعور بالقسوة والألم الناتج عن المجازر الوحشية التي ارتكبتها القوات السودانية وميليشياتها بحق مواطنين أبرياء عزل، من بينهم نساء وأطفال، سواء كانوا من السودان أو من جنوب السودان، وإن هذه الأعمال التي حدثت في ولاية الجزيرة يجب ألا تمر دون محاسبة، ولا بد من أن يتحمل الجناة المسؤولية ويُقدّموا إلى العدالة، كما نؤكد على ضرورة أن يتم محاكمة هؤلاء الجناة بكل حزم وشفافية، مع فرض أقسى العقوبات التي ترد الحق لأهل الضحايا وأسرهم. نحمل المسؤولية الكاملة لما حدث إلى القوات المسلحة السودانية وحلفائها من الميليشيات والحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانبها، ونعتبر أن ما وقع هو نتاج سياسة همجية لا تميز بين المواطنين الأبرياء ولا تضع أي اعتبار لحياة الإنسان وكرامته. من جهة أخرى، نشكر رئاسة جمهورية جنوب السودان، التي أصدرت بيانًا رسميًا دعت فيه مواطني جنوب السودان إلى التهدئة وعدم التصعيد بشأن أحداث ولاية الجزيرة، كما أكدت شرطة جنوب السودان بأنها تتعامل مع الوضع بمسؤولية، وأن الأوضاع هناك لا تدعو للقلق بشأن السودانيين المقيمين، حيث تم تعزيز وجود الشرطة لتأمين الأسواق والمحال التجارية وحمايتها من أي محاولات للإخلال بالأمن. وفي هذا السياق، تابعت عبر منصات التواصل الاجتماعي بعض الأحاديث الغير مسئولة التي أطلقها بعض الأفراد من السودانيين والجنوبيين الذين لا يتحلون بالمسؤولية الأخلاقية، ويبثون سموم الكراهية والعنصرية وسط السودانيين والجنوبيين بأساليب تحمل الاسفاف والتفاهة، وقمة الانحطاط الأخلاقي والقيمي، وهذه التصرفات غير المسؤولة تعد من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تفاقم الفتنة والاحداث المؤسفة التي حدثت، خاصة من قبل المجموعات السودانية التي انحازت لأطراف الحرب في السودان سواء كانت قوات الجيش أو قوات الدعم السريع أو الميليشيات والحركات المسلحة، هؤلاء الأشخاص الذين هم أنفسهم في الأصل ضحايا سياسات همجية ساهمت في انفصال جنوب السودان، ومن الواجب عليهم احترام أنفسهم واسترجاع الاخلاق والضمير الإنساني الذي يصون المجتمعات ويحفظ امنهم وكرامتهم. إن الوجدان بين شعب السودان وجنوب السودان واحد، والعلاقة بينهما ليست مجرد علاقة جغرافية، بل هي علاقة مصيرية تتعدى الحدود، وما يجمع بين الشعبين أكبر من أي خلاف أو نزاع، لذلك، يتعين على الجميع أن يتفادوا الفرص التي قد يستغلها المجرمون ضعاف النفوس أصحاب الأجندات القذرة لتأجيج الفتنة بين الشعبين، خاصة (الكيزان والمجموعات الإسلاميين) الذين دمروا السودان، ويعملون على تصدير ازماته للدول الجوار، لذلك ينبغي أن يكون الجميع على وعي تام بالمخططات والمؤامرات التي تُحاك ضد مصالح الشعبين، والتصدي لها بكل الطرق والوسائل المشروعة. كما ندعو حكومة جنوب السودان إلى محاسبة أي مجموعات تتواجد على أراضيها وتدعم أي طرف من أطراف الحرب في السودان، وأن يتم استبعاد هذه المجموعات فورًا لضمان استقرار المنطقة وأمن المواطنين في جنوب السودان، وإننا نؤمن أن تحقيق الأمن والسلام بين السودان وجنوب السودان يتطلب من الجميع الوقوف بحزم ضد أي محاولات لتدمير هذه العلاقات التاريخية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة