فرض المجتمع الدولي عقوبات صارمة على "عبد الفتاح البرهان" القائد العسكري السوداني نتيجة الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها جيشه في ود مدني والتي شملت استخدام أسلحة محظورة دولياً وسياسات قتل على الهوية؛ هذه الجرائم أثارت استنكاراً عالمياً ما دفع الدول والمنظمات الدولية لاتخاذ إجراءات حازمة لمعاقبة المسؤولين وضمان العدالة للضحايا كما قامت الولايات المتحدة الأميركية بفرض عقوبات صارمة عليه. في بيانها المضحك أعلنت القوات المسلحة السودانية استنكارها لقرار وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات ضد البرهان وتغافلت عمداً عن أن أهم الأسباب التي أدت إلى فرض العقوبات تتعلق بالاستخدام الموثق للأسلحة المحرمة دولياً وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقيات حظر الأسلحة الكيميائية فهذه الأسلحة تسبب أضراراً كارثية وطويلة الأمد للمدنيين ما يجعل استخدامها جريمة حرب وفعلاً مداناً عالمياً. إلى جانب ذلك تضمنت الانتهاكات القتل على الهوية وهي ممارسة تستهدف مجموعات معينة على أساس عرقي أو ديني أو سياسي ما يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وهذه السياسات لم تتسبب فقط في قتل الآلاف من الأبرياء بل ساهمت في تصعيد التوتر بين المجتمعات المحلية وإعلاء خطاب الكراهية والعنصرية ما يزيد من تعقيد الأزمة السودانية. العقوبات شملت تجميد الأصول المالية لعبد الفتاح البرهان والمسؤولين المرتبطين به وحظر سفرهم إلى الدول الأجنبية كما تضمنت العقوبات إجراءات دبلوماسية وسياسية تهدف إلى عزله دولياً وتقليص أي دعم خارجي يمكن أن يتلقاه؛ فهذه العقوبات لا تستهدف فقط الأفراد بل تسعى أيضاً للضغط على النظام السوداني لإنهاء الانتهاكات ووقف السياسات القمعية. على المستوى الداخلي سوف تؤدي العقوبات إلى المزيد من إضعاف قبضة البرهان على السلطة ما يفتح المجال أمام القوى الوطنية والحركات مدنية لإعادة ترتيب المشهد السياسي في السودان وبسرعة. أما على المستوى العالمي فهذه العقوبات تؤكد التزام المجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب ما يعزز الجهود الدولية لتحقيق العدالة في السودان. وعلى المستوى الإنساني من المؤكد أن تسهم العقوبات في لفت الأنظار إلى محنة الضحايا مع تنفيذ خطوات فعلية وعاجلة لتقديم المساعدات الإنسانية ودعم المتضررين. العقوبات المفروضة على عبد الفتاح البرهان تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة وردع الجرائم ضد الإنسانية كما أن تلك العقوبات جاءت أشد ضراوة من تلك التي استهدفت الفريق أول "محمد حمدان دقلو" قائد قوات الدعم السريع، لأنها استمدت قوتها من معلومات أكثر موثوقية لأن الجرائم المرتبطة بالبرهان موثقة بأدلة واضحة ومباشرة بما في ذلك استخدام أسلحة محظورة دولياً و القتل على الهوية ما جعل إدانته أمراً حاسماً بالنسبة للمجتمع الدولي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
لنا مهدي عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست