الجرائم الإرهابية الغوغائية التي ارتكبها قطعان الظلام أكدت أن هذه الجماعات بلا عقل ولا عقال ولا عقلاء، يحركها منطق اللا معقول الذي جاء بنظام الإنقاذ المجرم إلى الحكم عام 1989م. منذ ذلك الحين انحرفت مسيرة بلادنا، وأصبح الدين الإسلامي، الذي يُفترض أن يكون دين رحمة، ذريعة للقضاء على الرحمة في قلوب السودانيين.
إن الأحداث الأخيرة في مدني، وما سبقها من جرائم في أم درمان والحلفاية والدندر وغيرها، تكشف عن انقطاع الصلة بين هؤلاء الأشرار وخالقهم. أصبحوا قطعاناً للظلام ينفذون تعليمات إبليس الذي زين لهم النفاق والدجل والتدليس وممارسة الفعل التعيس من اعتقال وتعذيب واختفاء قسري للنشطاء السياسيين والمثقفين الثوريين، من أبرزهم الشاعر الفذ أبي ذر الغفاري، شاعر قصيدة "ضجة الشوق": فى عيونك .. ضجة الشوق والهواجس ريحة الموج البنحلم .. فوقه بى جية النوارس يا ما شان زفة خريفك كل عاشق أدّى .. فرضه ومافى شمساً طاعمة .. طلـّت إلاّ تضحكى ليها برضو والغمام الفيكى .. راحل فى الصنوبر بلقى أرضه والصباح يمتد .. ياما كل ما جاوبتى نبضه نشتهيك يا نحلم نحكى ليك عن المسافة .. ونشتهيك عن سفن بالشوق بترسم فى بحيراتك .. ضفافا .. ونشتهيك عن ملامح غنوة هلت .. فى عويناتك هُتافا .. ونشتهيك عن حقيقة نهاتى بيها فى أساطير الخرافة يا صباحات الموانى حتى لو دربك ترنـّح .. فى مشاوير الأغانى والجرح ارتد بينا لى زمان الآهة .. تانى يانا لا بنتحاشى صدّك لا بتموت فينا الأغانى يا غنانا المشتهى يانى موعود بى زمانك بى مواقيت برنـّو بى ارتعاش صرخة وجوده يوم يطل ميلادى .. منـّو لما يتوسـّد صباحك ياتو ليل يفصلنى عنه؟
قطعان الظلام غيبوا شاعراً بهذا الجمال والروعة والعطاء... شاعر مسكون بالبساطة والبشاشة والإبداع... ليس غريباً على هذه الجماعات الظلامية إشعال نار الحرب اللعينة للقضاء على ثورة عظيمة قدمت للعالم صورة مشرقة عن السودان وتدمير البلد وإرتكاب جرائم بشعة ... من قتل وذبح وحرق، بلا وازع من ضمير أو اعتبارات إنسانية. لقد تحولت بلادنا إلى ساحة من الفوضى، حيث تُنتهك حقوق الإنسان وتُسفك الدماء بلا رحمة.
إن هذا الواقع الأليم يستدعي وقفة جادة من جميع أبناء الوطن. يجب علينا أن نرفض هذه الممارسات الوحشية، وأن نسعى نحو إعادة بناء مجتمع يسوده السلام والعدل. لنقف جميعًا ضد هذه الانتهاكات، ولنعمل على استعادة القيم الإنسانية التي يروج لها ديننا الحنيف.
علينا أن نتحد في وجه الظلم والظلام، ونمد يد العون لبعضنا البعض. فالوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى في مواجهة الإرهاب والفساد. لننطلق معًا نحو مستقبل يملؤه الأمل والتغيير الإيجابي، حيث تُحترم حقوق الجميع وتُصان كرامتهم.
فلنستعد للعمل بجد وإخلاص لمواجهة قطعان الظلام دعاة استمرار الحرب والخراب، لأن عقولهم خاوية من الفكر الذي يبني الوطن ويسعد المواطن. هؤلاء لا رجاء من ورائهم سوى السراب والخراب. ابقوا عشرة على الوطن والمواطن الذي يتم استهدافه بهذه الجرائم البشعة لكسر إرادته ليتحول إلى قطيع يسير وراء قطعان الظلام. والله سنقاتلهم من أجل الحرية والعدالة والسلام من أجل أن نحيا أحراراً في وطننا. كلمة أخيرة: (حكمة عربية) تقول: "تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتقي مربط المستنفر الحامي." يجب على رجل قادر على حمل السلاح أن يلتحق بأشاوس قوات الدعم السريع بقيادة قائد ثورة المهمشين الفارس المغوار الفريق محمد حمدان، الرجل الذي قال: لا لعودة الكيزان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب الزين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست