عندما يتفقد الشخص مفهوم التربية الوطنية، ويغوص في مآربه الخاصة، تتعطل بصيرته، ويتحول الوطن إلى مجرد وسيلة لتحقيق مصالح سلطوية. يدهشني حقًا هؤلاء السياسيون الذين يجتمعون في عواصم أفريقية مثل كينيا وعنتبي، في دويلة الشر، لتشكيل حكومة انتقالية في مناطق تسيطر عليها مليشيات إرهابية. إنهم يجتمعون دون أن ترتعش لهم جفن أمام الجرائم البشعة التي ترتكبها تلك المليشيات ضد الإنسانية، وخاصة ما حدث في غرب دارفور، حيث قُتل الوالي الشهيد البطل جنرال خميس أبكر.
لقد تعرض أهلي في منطقة مستري لإهانة كرامتهم، وتم إجبارهم على أكل لحم إخوانهم. وما حدث في قرى الجزيرة، وخاصة في قرية "السريحة" و"ود النورة" و"كتم" وطويلة، يستدعي منا جميعًا وقفة تأمل. فمن المؤسف أننا لم نسمع إدانة واحدة من هؤلاء الذين يدّعون الشعبوية والوطنية ويتحدثون باسم الشعب جازفين.
إن فقدان المبادئ والقيم والأخلاق الحميدة قد غاب عنهم، وحتى تقاليد المجتمع السوداني أصبحت بعيدة عن اهتماماتهم. لذا نجدهم يسعون دائمًا إلى تبرير أفعال المليشيات، وكأنهم لم يتعلموا شيئًا من دروس التاريخ وتجارب الدول الأخرى، مثل سوريا.
استمعت إلى حديث أحمد شرع، رئيس سوريا، الذي تحدث بلغة وطنية وأكد على أن مؤسسات الدولة هي ملك للشعب وأن القانون هو الفصل، دون أن يسعى إلى الانتقام أو تفكيك الدولة. إن ادعاءات هؤلاء السياسيين ليست سوى كاذبة، والشعب السوداني قد قُذف به إلى مزابل التاريخ.
تناسوا أن قائد الدعم السريع متهم بارتكاب جرائم إبادة ضد الإنسانية، وقريبًا ستصدر أوامر القبض عليه من محكمة الجنائية الدولية. وقد يتم تصنيف المليشيات كمنظمات إرهابية من قبل منظمات حقوق الإنسان والحكومات.
إن الوطن يحتاج إلى وعي جماعي وإرادة حقيقية للتغيير. يجب علينا جميعًا العمل على إعادة بناء قيم الوطنية الحقيقية، بعيدًا عن المصالح الشخصية والسلطوية. فالوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل هو كيان يجمعنا جميعًا ويستحق منا التضحية والدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة