أن المتاجرة و التكسب السياسى بدماء ابناء و أهل السودان إينما وجدوا ، نعتبره ليس خطاً أحمر انما هو عملًا إجراميا خسيسا يجب التصدى له بكل حزم و قوة ، اذ يفوق تأثير فعله السلبى على الأوضاع الراهنة و التى هى أصلاً مأزومة ، محتقنة و ملتهبة و قابلةً لانفلات الأمنى الذى لا يعلم أحدا الى مدى أي عمق سحيق فى هاوية الفوضى ، القتل و الدمار سيوصلنا ، فى ظل وجود كل العوامل الظرفية و المكانية و النفسية التحفيزية التى لها لقدرة السحرية الجنونية على قلب الواقع إلى جهنم دموية حقيقية على كل ارض السودان ً من يتبضعون هذه الايام على حساب أمن و تماسك النسيج الاجتماعي السوداني و فى احرج مرحلة تمر بها البلاد فى تاريخها الحديت . ما يفعلونه ؟ انها الفتنة ! نائمة لعن الله من أيقظها أنها أشد من القتل ! . و اليعلم القاصي و الداني أن ما حدث فى الجزيرة بعد دخول الجيش و القوة المساندة له ، إلى عاصمة الولاية (ود مدنى ) ليس بحادث معزول او نبت شيطاني ، و هنا لايفيد الرفض و الاستنكار له و كفى لان ذلك لن ينصف المجنى عليه و لايردع مرتكب الجرم ؟ هذا الفعل الشنيع الذى تم ، هو نتاج طبيعي لترسبات تاريخية لما فعلته عقيلة الايدولوجية العربواسلاموية فى ارض السودان و شعوبه الاصيلة ، لفترات طويلة بعد ان بداء تسلل بعض الافراد و الجماعات حاملة هذه الايدلوجية ( وهذه الايدلوجية تحمل مفهوم مغاير تماما لمفهوم الإسلام او العروبة ) إلى ديار السودانين من شمالها ، شرقها و غربها ، بعيد توقيع ما سميت بأتفاقية (البقط،) إن صحت التسمية ، و نتيجة لذلك لن يكون ما حدث فى بعض الكنابي بظاهرة معزولة وسط هذا الاحتقان الذى افرزته هذه الحروب المستمرة فى هذه البلاد منذ توالي سقوط الدويلات المسيحية فى ارض السودان و اخرها مملكة سوبا . فقد تكررات هذه الحوداث فى مناطق عدة فى كافة أنحاء السودان و فى حقب و أزمان مختلفة ، ولم و لن تزول و تختفى هذه الظواهر المتكررة لا بانتفاء و زوال المؤثر و الدافع الحقيقى لحدوثها ؟ . و تشير بعض المؤاشرات و التداخلات و الإفرازات التراكمية للوعى الفردى و الجماعى المتنامى وسط شعوب السودان إلى انه و من المتوقع و الممكن ان تكون هذه الحرب المشتعل أوارها الآن هي دق آخر مسمار فى نعش جل اسباب ، مأسيّ و مواجع هذا البلد المنكوب تاريخيا ؟ . و يكون ذلك بأجتثاث جذور (السلطات الإدارية السياسية للنخب و الصفوة فى هذا البلد و إلى الأبد ). إذما تعلمنا الدرس من ماضينا البغيض ، و استثمرنا ما أظهرته لنا هذه الحرب بان لا أحد بأفضل من الآخر و لا أحد بمنجا من و يلات الحروب و فظائعها ، وان افضل الطرق للأمن و السلام هو التفاهم و التعارف و احترام الاخر و حقوقة و بسط العدل ورفض الظلم بكل اشكاله و الحرية للجميع . وان الحوار هو القوة الوحيدة القادرة على إطفاء نيران الحروب و خلق واقع يسمح بتلاقى الأفكار و الآراء إلى حد وسط يلبى تطلعات و طموحات كل الفرقاء. وان هذا الوطن يسعنا جميعا إذا ما حكمنا العقل و الراى السديد . و توقفنا عن الاستهبال السياسى و الانتصار للذات الفردى و الحزبى من اجل المصلحة العامة و الثوابت الوطنية ، لقد اثبتت لنا هذه الحرب ان الكل مستهدف شاء ام أبى ، و أن الدرع الحصين الواقي من و ضد هذه الاستهدافات هو التعاضد و التلاحم . و أن الخلل فى هذا البلد قديم ومستشري بقدم هذه الارض و أن الكل ساهم فى صنع هذا الضعف و الفشل بغض النظر عن النسب ! و علينا جميعا أن نعمل على اصلاح هذا الوضع الذى أذاقنا الحنظل المر و الهوان حتى أطمع الآخرين و ان كانوا ضعفاء بالتجرؤ على غزونا و طردنا و الاستيلاء على ارضنا و الاستئثار بمقدراتها ، دون ان برمش لهم جفن او يشوبهم شك فيما هم قادمون عليه . لا أميل إلى التخوين وان أزادوا و كثرت أعداد العملاء ، و اراء من المصلحة احترام و عدم التخوف من من هو يفكر و نبذ و التخوف من من هو تابع منقاد ، فصاحب الفكر يدرك الخطاء من الصواب لانه يستعمل عقله و بذلك فهو اجدر بالاحترام بغض النظر ان اتفقنا او اختلفنا معه فى فكرته أو فكره، اما التابع المنقاد فهو يسير دون استخدام عقله انما يبدو يتغلب عليه هاجس كيفئة إشباع رغباته الخاصة ممهما كأنت الوسائل و الطرق دون تفكير فى توابع ذلك ان كبرت او صغرت و هذا ما يشكل العامل الذى يخيف الاخرين منه و هذا النوع من البشر دوما طموحاته اكبر من امكانياته .و أمثال هؤلاء هم من علينا خشيتهم و الحذر فى التعامل معهم سواء كان فى شأن خاص او شأن الوطن . لقد أصبح هنالك فرز سياسي جديد واضح المعالم في المشهد العام الذي نعيشه الآن، وهو ما سينتج قوى سياسية جديدة على الساحة السودانية و هذه ليست رغبات انما هي ما أملته ضرورة المرحلة ، وفرضه الواقع السياسي الاجتماعى خلال تفاعلاته أثناء فترة انتفاضة ديسمبر مرورا بكل التحولات إلى اندلاع الحرب و مازال مستمرا إلى يومنا هذا و فى لب هذه التفاعلات يتشكل واقع سياسي جديد لا ندرى متى يرى النور . و يمكننا ان نحدث بعض التأثيرات فى تشكيله إذا استوعبنا متطلبات المرحلة بموضوعية واقعية . فعلى الذين يملأون مساحات وساحات الفضاء الاسفيرى ( السوشيال ميديا ) بالضجيج و العويل على ضحايا مجزرة احد كتابى الجزيرة ، عليهم التوقف عن ذرف دموع التماسيح من أجل كسب سياسي رخيص ؟ و استهبال سياسي مستهجن . أن كانوا فعلا جادين حقا و يهمهم أنسان الكنابى سواء أن كان فى الجزيرة او أي ولاية آخرى ان يصدقوا فى نواياهم ، و يعملون من أجل القضاء على الاسباب الحقيقية التى تقود و قادت إلى ما تم من جرم عظيم ، و الجميع يعلم و يدرك المسببات ، فالحل و الخلاص من هكذا موبقات ليس بالعويل و الصراخ و الاستنكار الكاذب قصير الأجل، لنيل مكاسب سياسية و قتية رخيصة ، بل فى الإيمان الصادق و العمل الجاد لى حل جذور الأزمة السودانية و قيام دولة المواطنة المتساوية و الحقوق الكاملة و العدالة الشاملة و الحرية و السلام ، بذلك تحقق شروط الدولة التى تسعنا جميعا .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة