صمم الآباء المؤسسين نظام قبول للكلية الحربية عبر درجات من التنافس بها امتحان تشرف عليه وزارة التربية السودانية كجزء اصيل من خطوات التنافس التى تشمل معايير اخرى ولكن المخلوع قام بإلغاء هذا الامتحان وتركه إلى عسكرى فكان ان غاب الحياد وظهرت الكوتة الجهوية من باب ولدنا وولدكم حتى صار الجيش يشمل أجيال متفاوتة من أسر واحدة يلتقون فى الوجبات والعوازيم ويخططون للانقلابات!!! اما فى عهد المخلوع الثالث فقد صار القبول شعبة البصيرة ام حمد وحزبها المؤتمر اللاوطنى وذلك القائد الذى لا تكاد تميز معالمه من سحب الدخان فى مكتبه الذى صار نهاره ليل بلا صباح !!!! صدر حديثا= في زمنٍ غريب، حيث انقلبت الموازين وتشوّهت المفاهيم، كان هناك قائدٌ عظيم، اشتهر بأسلوبه الفريد في "اختيار" الطلبة الحربيين. لم يكن يعنيهم الكفاءة أو الخبرة، بل كان جلّ اهتمامه منصباً على إثبات وجود "منافسة" وهمية، تخفي وراءها نظام كوتة مقنّع. كان المشهد يتكرر يومياً: يتقدم المرشحون، وجوههم ملؤها الأمل والترقب، ليقفوا أمام مكتب القائد المهيب. كان القائد يجلس خلف مكتبه الضخم، محاطاً بهالة من الدخان المتصاعد من سيجارته التي لا تنطفئ، وكأنها مشعلٌ دائم يُنير دروب "العبقرية". قبل أي اختبار أو مقابلة جدية، كان القائد يُقدّم للمرشحين "كشف القبول". يا له من كشف! كان عبارة عن ورقة بسيطة تحمل أسماء المقبولين سلفاً، وكأنها قائمة مشتريات من البقالة. أما "المعلومات" التي كان يجريها القائد، فكانت ضرباً من الخيال، أسئلة شعبية لا تمتّ للواقع بصلة، مثل: "ماذا تفعل النملة في وقت فراغها؟" أو "ما هي آخر التطورات في عالم التشوين؟". كان القائد يطرح هذه الأسئلة بجدية تامة، وكأنه يُجري بحثاً علمياً مُحكماً. والمرشحون المساكين، كانوا يحاولون جاهدين الإجابة، وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أن النتيجة محسومة سلفاً. كان الأمر أشبه بمسرحية عبثية، أبطالها مرشحون مغلوب على أمرهم، ومخرجها قائدٌ فذّ، يُؤمن بأن "التنافس" الحقيقي هو في عدد السجائر التي يُشعلها في اليوم الواحد. في إحدى المرات، تقدم مرشح شاب، متحمّس وطموح، ليخوض غمار هذه "المسابقة". عندما رأى كشف القبول قبل أي اختبار، أصيب بالذهول. حاول أن يُعبّر عن استغرابه، لكن القائد قاطعه بسؤال فج: "هل تعلم يا بني، كيف تطورت النملة عبر العصور؟". الشاب، الذي كان يحمل شهادة جامعية في الهندسة، تلعثم ولم يستطع الإجابة. عندها، ابتسم القائد ابتسامة عريضة، وأشعل سيجارة أخرى من خرطوشه الذي لا ينضب، وقال: "يبدو أنك لا تملك المعرفة الكافية للانضمام إلينا. حظاً أوفر في التشوين القادم!". وهكذا، استمرت هذه المهزلة، حيث تحوّل القبول إلى كوتة، والمعلومات إلى نكتة، والقائد إلى أسطورة في عالم العبث. أما المرشحون، فكانوا يعودون أدراجهم، وهم يتساءلون: هل كان هذا حلماً أم كابوساً؟ وهل النملة حقاً بهذه الأهمية في عالم التوظيف؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة