رحل الرجل القامة، الدكتور محمد النور كبر، وفي دواخله الكثير من العشق لهذا الوطن الغارق في بحر الدم. آخر لقاء لي معه في الخاص كان الشهر الماضي، حيث أرسلت إليه رسالة أطلب فيها موافقته لإضافته إلى مجموعة، فجاءني رده: "أبشر يا صديقي".
رحل عن الدنيا الفانية في الغربة، حيث كندا الغارقة في شتائها، والوطن الغارق في نيرانه. كيف لي أن أبلغ الأعضاء في المجموعة أن الدكتور محمد النور كبر قد شد الرحيل، وفي أنفاسه بقايا من وهج وحب، وعنفوان، مثل عنفوان الأبنوس، وصهيل الخيل وهتافات الثوار والثائرات التي كسرت ظهر الخوف وشقت سجوف الظلام؟ كيف لي أن أصدق هذا الخبر الفاجع؟ إن الدكتور القانوني محمد النور كبر، الذي يجري في عروقه هوى السودان وشعبه، عبر عنه بمواقف وطنية صادقة ومساهمات ثقافية نيرة دعماً للثورة والثوار. كان محمد شعلة من المعرفة والثقافة والذوق الرفيع والتواصل الحميم.
كيف لنا أن نلملم شتات القلب والذاكرة؟ كم كان رحيلك قاسياً يا صديقي العزيز. ما زال الوطن عالقاً في فخ الحرب اللعينة ومآسيها. لقد خلفت وراءك فراغاً صعباً علينا ملؤه يا صديقي العزيز. نسأل الله أن يتغمد روحك الطاهرة بواسع رحمته، ويسكنك فسيح جناته، بقدر ما أحببت وطنك وشعبك. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة