تُجسد منصة الدكتور هند الحكيم نافذة مضيئة في المشهد الثقافي السوداني، حاضنة للمواهب الفكرية والإبداعية، ومنبراً للحوار الثقافي البناء. لا غرابة أن تكون هذه المنصة قد اختارت أن تحتفي برمز من رموز الصحافة السودانية، الصحافي والناقد البارز صلاح شعيب، الذي يمثل نموذجاً فريداً للتفاني والإبداع.
صلاح شعيب ليس مجرد صحافي يمارس المهنة، بل هو ذاكرة وطنية حية. من خلال نصوصه النقدية، استطاع أن يسلط الضوء على رموز الموسيقى السودانية، مقدماً قراءات عميقة لروائع النغم السوداني. بأسلوبه الفريد، وثق سيرة عظماء مثل الراحلين محمد وردي والكابلي، ولم يكن مجرد ناقد، بل عاشقاً متذوقاً يسعى لربط أجيال الحاضر بموروثهم الموسيقي العريق.
في السياسة، كان قلم شعيب مثالاً للعقلانية والاتزان، متخذاً موقفاً وسطياً ينحاز للعدالة والحق بعيداً عن التحزبات الضيقة. في مقالاته، تجد تحليلاً متيناً وأفقاً واسعاً يمزج بين النقد البناء والرؤية الاستراتيجية، ليضع القارئ أمام صورة واضحة للمشهد السياسي السوداني بمختلف تعقيداته.
أما منصة د. هند الحكيم، فهي بحق منبرٌ للمعرفة والإبداع، ترتقي بالمشهد الثقافي عبر تقديم محتوى يجمع بين الأصالة والتجديد. باحتفائها بصلاح شعيب، تؤكد المنصة دورها كمظلة جامعة للمبدعين السودانيين في مختلف مجالاتهم، وكمحفز للاعتراف بالقامات التي أسهمت في رسم ملامح السودان الثقافي والفكري.
إن التقاء هذين المبدعين – د. هند الحكيم وصلاح شعيب – في فضاء واحد، يعكس عمق الوعي المشترك بقيمة الكلمة ودورها في بناء مجتمع أكثر وعياً. إنها لحظة احتفاء تجمع بين الأصيل والمجدد، بين الفكر الملتزم والطرح المتجدد.
ختاماً، أتمنى لهذه المنصة ولصلاح شعيب دوام النجاح والتألق. فكلاهما يضع معياراً عالياً للإبداع السوداني، ويؤكد أن المستقبل يبتسم لمن يتقنون فن الحفر في الذاكرة الوطنية، ليعيدوا تشكيلها بصورة تعكس أجمل ما فيها. عبارة أخيرة: "في عناق الكلمة والنغم، بين العقلانية والروحانية، يتجلى شعيب وحكيم كفصلين متجانسين من كتاب الإبداع السوداني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة