من يتابع الحرب التي قيل أنها عبثية فاذا هي تتحول لمدمرة تقتل بلا رحمة وتتوسع تاكل الاخضر واليابس وتهجر العزل من مدنهم وقراهم توجع القلوب وتسلب الاحساس بالأمان لم تفرق بين مرضى او اطفال براعم ما زالت تحبو ونساء أرهقهن الهروب انها حرب فاجرة لعينة شردت المواطنين من قراءهم هائمين في الارض جوعا وعطشا .. وكل ذلك لم يشفي غليل التتر بل رافقه تمثيل بالجثامين تعيفه النفس البشرية السوية .. وسط تهليل وتكبير وضحكات مجلجلة .. من اين جاء هؤلاء عديمي المشاعر الانسانية ..
في بلاد أطلق عليها سلة غذاء العالم انسانها اليوم يطحنه الجوع وتصوصو بطونهم جوعا وعطشا في ذات الوقت ينهمر الرصاص وبكل أنواعه القاتلة ..
من أين جاء هذا السم القاتل ان ما تنقله المواقع من معدات ثقيلة وعربات مدرعة ودانات ومسيرات يعجز أي خبير مهما اوتي من قدرات عسكرية عالية ان يحصر كميتها المتدفقة والتي باتت تنهمر فوق روؤس المواطنين الأبرياء العزل بلا حساب ولا عدد ..
لا نقول ونردد مقولة الروائي الطيب صالح من اين جاء هؤلاء ؟ ولكن نقول من اين جاءات هذه الأسلحة المدمرة الخبيثة .. لماذا عجز المتقاتلين ان يسخروا هذه الإمكانيات الدقيقة والغالية لإعاشة الجوعة والمعذبين الذي يدعي القتلة انهم يبحثون لهم عن الاستقرار والرفاهية .. أي حكم هذا الذي سيأتون به علي جثامين تحللت وارض وهواء تلوث وأتربة باتت معطونة بالجراثيم وكل ما يفتك بالصحة البدنية فما بال الصحة النفسية والعقلية التي تعيف هذا الدمار للارض وفتك للأعراض .
لماذا اختار هؤلاء ان يسخروا كل الإمكانيات المادية وخيرات البلاد لجلب الأسلحة النوعية والمسيرات والدبابات والدانات بدلا من البذور الصالحة للغذاء والدواء لماذا استجلبوا ادوات الدمار بدلا من غرس سنابل القمح لتعمير الارض .
نذكر دايما المصور الجنوب أفريقي كيفين كارتر الذي انتحر حينما عذبه ضميره لانه بدلا من ان ينقذ طفل هالك من الجوع من بين براثن صقر عدل عدسته لالتقاط صورة .. هل كل المتفرجين علي حرب السودان سيسجل التاريخ انتحارهم الجماعي حينما تصحوا ضمائرهم ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عواطف عبداللطيف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست